المشعان: لا بد من تضافر الجهود وتوحيد الوسائل والتدابير اللازمة لمواجهة أسلحة الدمار الشامل بدء الدورة الثالثة لدول التعاون للوقاية من الإشعاعات
اعتبرت وزارة الداخلية انها امام تحد حقيقي يصعب عليها مواجهته منفردة، ويجب على كل منتسبيها أن يقفوا وقفة صارمة بجانبها، وذلك من خلال تفعيل الخطط ورفع درجات الاستعداد والتأهب للتعامل الفوري والوقائي وتهيئة الجبهة الداخلية تحسبا لأي طارئ خصوصا في ظل المتغيرات التي تجعل منطقتنا من اكثر مناطق العالم سخونة.
تحت رعاية وكيل وزارة الداخلية، نائب رئيس لجنة الدفاع المدني الفريق ناصر العثمان افتتحت الإدارة العامة للدفاع المدني صباح أمس بمقر الإدارة، الدورة التخصصية الثالثة للتعامل مع أسلحة الدمار الشامل والوقاية منها لضباط الدفاع المدني بدول مجلس التعاون الخليجي من الفترة من 14 الى 24 يناير بحضور عدد من الضباط يمثلون دول مجلس «الخليجي».ألقى الوكيل المساعد لشؤون العمليات اللواء مساعد المشعان كلمة قال فيها «لا شك أنكم تدركون جيدا أهمية الأوضاع المحيطة والظروف التي تعقد فيها الدورة الثالثة للوقاية من أسلحة الدمار الشامل، والتي تنظم للمرة الثالثة على التوالي بدولة الكويت، تنفيذا للقرارات الصادرة عن وزراء داخلية دول مجلس التعاون، وما استقرت عليه الخطط والبرامج التي اعدتها اللجنة المنظمة لها من اختيار موضوع الوقاية من الحوادث الاشعاعية والنووية والتدريب عليها، واكتساب الخبرات وتبادلها وصقل المعلومات بما يتيح لكم القدرة على التعامل مع هذه المواد الخطيرة، التي اصبحت تشكل هاجسا لدول المنطقة، والعالم بأسره، لما تشكله من تبعات جمة، وما تخلفه من آثار يصعب احتواؤها في فترات قصيرة، بل تمتد لتشمل اجيالا طويلة.وأكد المشعان اننا امام تحد حقيقي يصعب مواجهته منفردين، ولابد ان تتضافر جهودنا جميعا لتوحيد الوسائل والتدابير اللازمة للتعامل معها بقدرة عالية، «وعليكم قبول هذا التحدي بالعزيمة والإصرار لكي نكون اهلا للثقة والأمانة».ومن جهته قال مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني أمين سر لجنة الدفاع المدني العميد عبداللطيف الشطي.«يأتي انعقاد الدورة التدريبية الثالثة للوقاية من اسلحة الدمار الشامل والتعامل معها تنفيذا للقرارات الصادرة عن الاجتماع السادس والعشرين لوزراء الداخلية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية المنعقد بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة خلال الفترة من 7-4 نوفمبر 2007 وتطبيقا للبند (ثانيا) من الفقرة 5 بشأن التدريب والتأهيل في مجال الدفاع المدني. واوضح الشطي أن مواضيع المنهج في الدورتين السابقتين كانت تختلف اختلافا منهجيا من عام لآخر تبعا لظروف ومقتضيات خطط الطوارئ ذات الارتباط بمجريات الأحداث، وما تتطلبه من تفعيل الخطط ورفع درجات الاستعداد والتأهب للتعامل الفوري والوقائي وتهيئة الجبهة الداخلية تحسبا لأي طارئ خصوصا في ظل المتغيرات التي تجعل منطقتنا من اكثر مناطق العالم سخونة، بل انها أصبحت بؤرة للأخطار الاشعاعية والنووية المحتملة وتوابعها وآثارها الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.وأضاف أنه لهذه الاسباب بات من المهم ان تركز الدورة الثالثة على الحوادث الاشعاعية والنووية وطرق التعامل معها، سعيا لتحقيق مجموعة من الاهداف الاستراتيجية، منها تطوير اجهزة الدفاع المدني بدول المجلس، واساليب تعاملها مع الأمن الاشعاعي والنوي، اضافة إلى تمكين رجال الدفاع المدني من تتبع الاحداث والمستجدات على الساحة النووية بادراك وفهم كاملين لاتخاذ القرارات السليمة في الزمن المناسب من دون تهويل او تخويف من الامر، كذلك العمل على دمج الاسس الفنية والعلمية لتطوير مفاهيم الأمن البيئي كخطوة اساسية لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، ومعرفة ما يترتب على ذلك من اخطار، وايجاد السبل والوسائل اللازمة لمواجهتها والتعامل معها، اضافة إلى رفع قدرات رجال الدفاع المدني للاستجابة المنظمة للتعامل مع الاسلحة الاشعاعية والنووية في اطار التعاون مع كل الاطراف المعنية، كذلك إطلاع رجال الدفاع المدني على المبادئ الاساسية للوقاية الاشعاعية والنووية الفردية والجماعية اثناء التعامل مع الحوادث الاشعاعية والنووية لحماية انفسهم وتوعية المواطنين بوسائل وتدابير الحماية والوقاية اللازمة.واشار الشطي الى ان الدورة التدريبية الثالثة للوقاية من اسلحة الدمار الشامل والحوادث الاشعاعية والنووية وطرق التعامل معها تعد مقدمة للتمرين الاقليمي الاول للوقاية من المخاطر الاشعاعية والنووية، الذي سيعقد بدولة الكويت، بمشاركة المملكة العربية السعودية، ووفود تمثل مجلس التعاون خلال الفترة من 31-27 يناير الجاري تنفيذا للخطة النموذجية التنسيقية المشتركة لدول مجلس التعاون لمواجهة هذه المخاطر النووية والاشعاعية التي اعدتها دولة الكويت في اطار عمل الفريق المكلف بدراستها وتأثيرها على دول المجلس.وقام مشرف عام الدورة التخصصية للتعامل مع اسلحة الدمار الشامل العميد فهد الشرقاوي بعرض اهداف الدورة، مركزا على عمليات التخطيط لمواجهة الحوادث الاشعاعية والنووية ونظم الاستجابة، وللتنسيق الوثيق بين التطبيق العملي والتنفيذ الميداني واتخاذ القرار القيادي.وتهدف الدورة كذلك الى تأهيل الاجهزة الشرطية والامنية والعسكرية بالمضمون العلمي والتطبيقي واساليب الاستجابة للحوادث الاشعاعية.وأوضح الشرقاوي خلال العرض ان الدورة تمثل نقلة نوعية هامة خصوصا بالنسبة إلى الجهات الأمنية والعسكرية ومنطلقا نحو توسيع المفهوم الأمني البيئي وتكوين الشخصية الأمنية القيادية التي تجمع بين الثقافة العلمية وقوة الالزام بتنفيذ القانون.وشارك بالدورة، عدة جهات منها الإدارة العامة للإطفاء، والهيئة العامة للبيئة، والادارة العامة للجمارك إلى جانب الطيران المدني وبلدية الكويت، بالإضافة الى الحرس الوطني ووزارة الصحة والهلال الأحمر وهيئة الصناعة.