مارسيل غانم: كم أرغب في حمل كاميرا والذهاب الى قرية في الصومال

نشر في 05-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 05-08-2007 | 00:00
بينه وبين «الناس» علاقة تتعدى «الكلام» لتصل الى عمق الانسان. محاور «باب أول». حاضر بامتياز. حساس جدا وناقد جداً جداً. يعرف كيف يضع النقاط على حروف الخلل. يخشى التغيير: «أخاف أن أغير محطة وإيقاعاً وصيغة». يبحث دائما عن «رؤية تطويرية لا تغييرية». ناقد لاذع: «إذا كانت الحلقة بلا طعم ولا نكهة أعترف ولا أجامل». تزعجه جداً الاصطفافات الاعلامية الطائفية والمذهبية: «أصبحنا مضطرين لتثبيت وضعيتنا ضمن فريق معين إلى أن نزايد عليه». صداقاته مع السياسيين قليلة جدا جدا وهو قادر على الفصل «مئة في المئة» بين المهنية والعلاقات الشخصية. لا يحب الاستفزاز لكنه لا يقبل التعمية: «في بلد بات على المحك بتّ أخاف من سلبيات الحوارات الاستعراضية والاستفزازية». يطمح الى يوم يحمل فيه كاميرا وينزل الى الشارع ليلتقط آلام الانسان «في آخر قرية في لبنان أو في الصومال».

بين يديه كتاب الفرنسية jours de bonheur (65 يوماً من السعادة). يستريح بين صفحاته في عالم يخشى فيه من الانقسامات المذهبية والتدخلات الخارجية مرددا: «لست مطمئناً الى المرحلة المقبلة. لست مطمئناً...».

مارسيل غانم، نجم «الحوارات السياسية» في لبنان والعالم العربي، في حوار شامل:

ميّزت، بأسلوبك، الحوارات السياسية وأعطيتها نكهة خاصة. ماذا أضافت هي لك؟

لا أعرف إن كانت أضافت لي أو أضفت اليها. المسألة تفاعلية أكثر. تبادلنا العطاء. أعتقد أنني أعطيت «التوك شو» الى حد ما جزءاً من عفويتي وشخصيتي والمحافظة على حدّ أدنى من الصدقية والحيادية. إنها صفات بدأت برامج كثيرة تفتقدها. أما هي فساعدتني في بلورة شخصيتي أكثر والتمييز بين الخطأ والصواب. ساعدتني «عشرة» السياسيين في لبنان والعالم العربي على بلورة المسائل أكثر فتعززت في قناعاتي بعض الشعارات «وسقطت» شعارات أخرى وتكوّن لديّ مفهوم جديد للأشياء.

نسبة الخطأ في المفاهيم القديمة تزيد على نسبة الصواب؟

بالتأكيد، يكون لديك حلم كبير بالمساهمة في تغيير ما وسرعان ما تصطدمين بواقع مجتمعاتنا العربية. حال اليأس تزيد في عالمنا العربي، ما يولد عندنا مفهوماً جديداً قريباً من الاستسلام.

يمكننا القول إذن إن مارسيل غانم قد يستسلم قريبا؟

كلا، ليس في نيتي البتة الاستسلام. أفكر مع فريق عمل «كلام الناس» جديا برؤية جديدة للمستقبل. لكن حوادث نهر البارد جعلتنا نغرق في اليوميات حيث حدث يأكل حدثاً... لكن التطوير لا يغيب قط عن بالنا وأعدّ فريق العمل نوعاً من دراسة إحصائية لحاجات الناس: ماذا يريدون؟ ماذا يرتجون من «كلام الناس»؟ ما هي ملاحظاتهم على البرنامج وكأن من شأن هذه الدراسة مساعدتنا على بلورة رؤيتنا للمرحلة المقبلة. بتنا نعرف ماذا يريد الناس. صحيح أننا نسمعهم يرددون أنهم كرهوا السياسة وما عادوا يريدون سماع السياسيين، لكنهم ما زالوا في قرارة أنفسهم يحبون السياسة. واجبنا تقديمها إليهم في مناخ جديد وقالب ذكي له علاقة بالانسان. في هذا الاطار اكتشفنا أن الحلقات الاجتماعية التي لها علاقة بالجانب السياسي تحصد نسبة مشاهدين عالية جدا.

علينا أن نترقب إذن نقلة نوعية في برنامج «كلام الناس»؟

ليست نقلة بل تطوير. نحاول إيجاد صيغة للمرحلة المقبلة. هاجسنا الإبقاء على علاقة البرنامج بالناس. أنا في طبعي أخاف من التغيير ولست شجاعا في تغيير إطار اعتاده الناس جذريا. أخاف تغيير محطة (يضحك) وتغيير إطار وتغيير صيغة وايقاع.

ماذا تبدل في ثلاثة عشر عاماً في أداء مارسيل غانم؟

حين أرى أن ايقاع البرنامج يبهت ويخفت، بسبب تلاحق المواضيع وتكرارها أشتغل على أدائي. أشعر مسبقا بأن ثمة ضيوفا يطلون عبر أكثر من شاشة لن يقدموا الى الناس أي جديد، لذا أنكبّ طوال ثلاثة أيام تسبق إطلالتهم عبر «كلام الناس» على تحضير الحلقة لدفعهم الى التفوه بجديد. أشتغل أيضا على أدائي وعلى تحضير الملفات ويهمني جدا سماع آراء المحيطين بي وأمارس عادة نقدا ذاتيا. فريق عمل البرنامج لا يجامل في مثل هذه الأمور فلو كانت الحلقة بلا طعم ولا نكهة يقول إنها كذلك.

هل يضع بعض السياسيين «فيتو» عليك؟

هناك سياسيون لا يرتاحون بأن يكونوا ضيوفي، خاصة في هذه الفترة، ربما لأن لديهم خيارات أخرى فيرتاحون معها في إطار أقل جرأة وأقل فضولاً ولا تتخلله اتصالات الناس ومن خلال «بلاتو» يضم الوجوه ذاتها والأجواء السياسية عينها والفريق السياسي نفسه.

هل يضع مارسيل غانم «فيتو» على سياسيين؟

كلا، لم أعتد يوما ذلك. أعتقد أن وراء نجاح البرنامج على مدى ثلاثة عشر عاما أننا لم نضع فيتو على أحد، باستثناء ضرورات «الجوّ» الذي كان يمرّ فيه البلد نظرا الى الظروف السياسية التي نعرفها جيدا. حتى في ذاك الوقت لم نضع «فيتو»، لا أنا ولا المحطة، بل كانت هناك هوامش معينة اشتغلنا جميعنا ضمنها. لا أدعي أننا كنا أبطال حريات. اشتغلنا ضمن هوامش اللعبة. أعتقد أن من يقول أنه كان انتحاريا و»كاميكاز» في الفترة السابقة يبالغ. كانت للعبة السياسية حدود لا يتجاوزها أحد فلا «نتشاطر» بعضنا على بعضنا.

ألم تتكسر هذه الهوامش بعد خروج الجيش السوري من لبنان وتحقيق انتفاضة الاستقلال؟

انتهت الوصاية ولم تعد هناك، في المعنى السياسي، خطوط حمراء، لكنني أخبرك بحزن أن بعض المحرمات الموجودة اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه سابقاً. ثمة حرمات لها علاقة بالموت والاستشهاد وأخرى طائفية ومذهبية.

هل تُشكل هذه المحرمات رقابة ذاتية لدى بعض الصحافيين ومقدمي البرامج؟

كلا، لم تبقَ داخل الشخص. أضحت ذات علاقة بالجوّ السياسي. التزمت وسائل الاعلام ويا للأسف اصطفافات معينة فباتت هذه الوسيلة الاعلامية لهذا السياسي وتلك لذاك السياسي. إن لم تأخذي كمقدمة برامج طرفاً تصنفين حكماً مع الجهة العدوة. نعيش اليوم أخطر جوّ إعلامي في لبنان. أسهل أمر اليوم تصنيف مقدمي البرامج أو الصحافيين، هذا مع ذاك الفريق وذاك مع هذا الفريق. ما عاد هناك من يهتم بالاحتراف أو بالحقيقة التي يجب أن يحصل عليها متلقّو الأخبار. أصبحنا مضطرين من أجل تثبيت موقعنا ضمن فريق معين الى المزايدة عليه.

ندمت على استضافتك شخصيات سياسية معينة؟

كلا. لا أقدم على شيء ثم أندم لكنني، على ما أسلفت، أجري نقدا ذاتيا وأتحمل مسؤولية الهفوات التي تحصل. نحاول كفريق التأكد من ارتدادات أي حلقة وتأثير أيّ ضيف سيطل عبر «كلام الناس». أعطي مثلا: الأسبوع الفائت (في الأول والثاني من آب) كانت لنا حلقتان من «كلام الناس» قبل ثلاثة أيام من موعد انتخابات المتن الفرعية لئلا يقال إننا مع فريق ضد فريق. لو كانت الأجواء ديموقراطية لأعددنا مناظرة واحدة بين الفريقين. السياسيون يهربون من المناظرات ويفضلون أن يطلوا وحدهم ويتكلموا وحدهم وهذا «يهشل» الناس. حين يطلّ سياسي وحده لساعتين أو ساعتين ونصف الساعة عبر برنامج حواري فإنّ لا أحد يتابعه.

نشعر بك استفزازياً حيناً وهادئا مازحاً حيناً آخر، ما السرّ؟

قد يختلف أسلوب التوجه الى الضيف بين حلقة وحلقة، لكن نوعية الجرأة في طرح الموضوع هي نفسها.

ماذا عن علاقتك بالسياسيين؟ لديك صداقات مع بعضهم؟

صداقاتي مع السياسيين قليلة جدا جدا ولي علاقات معهم أكثر من الصداقات. أصدقائي السياسيون باتوا بغالبيتهم خارج الحياة السياسية.

خارج الحياة السياسية أم في الحياة الأبدية؟

خسرت صديقين في الأعوام الثلاثة الماضية هما جبران تويني ورفيق الحريري. بالنسبة الى جبران ورغم الصداقة الكبيرة التي جمعتنا، حدث بيننا سوء تفاهم «على الهواء». صداقاتي السياسية لم تؤثر على أدائي. ربما تكون طريقة توجهي بالسؤال الى بعض الشخصيات مختلفة، أقل استفزازا ربما، لكن السؤال الذي أريد طرحه أطرحه.

أنت قادر إذن على الفصل بين المهنية والعلاقات الشخصية؟

مئة في المئة. الدليل على ذلك أن رفيق الحريري قال ذات مرة في ختام حلقة مباشرة: من يملك صداقات مثلك ليس في حاجة الى أعداء. كنت قاسيا جدا معه في تلك الحلقة. اردت أن أثبت للناس ولنفسي مدى قدرتي على الفصل بين الصداقة والعمل. ليس سهلا بالطبع أن تفصلي نفسك وتعزليها إذ تصبحين مهددة في جوّ سياسي غير قادر على التمييز. تعرضت علاقاتي مع رفيق الحريري، رحمه الله، للانقطاع ستة أشهر إذ مشيت في سياسة «المؤسسة اللبنانية للارسال» وتحديدا في الحملة ضد الوكالات الحصرية. الله يوجه الخير الى الدكتور بهيج طبارة الذي قرّب بيننا مجدداً وصالحنا.

من يشارك في تسمية ضيوف «كلام الناس»؟ ما دور سياسة المحطة في الاختيار؟

أفصل جوّ «كلام الناس» عن المحطة. لن أقول ان «كلام الناس» جزيرة معزولة إنما حالة قائمة في ذاتها تحترم آراء الجميع وتضم آراء متعددة. أما لناحية الاختيار فنحرص على استبعاد كل الحالات التي تستفز مجموعات أو طوائف وليس لها شرعية لدى مجموعاتها. دورنا ان نجمع لا ان نستفز. أنا مع تظهير المشكلة لا مع اصطناع مشكلة.

لكن الجمهور يحب متابعة الحوارات الساخنة وتعجبه الحلقات التي تضم شخصيات سياسية نافرة قادرة على اصطناع مشكلة؟

كنا نفرح جميعاً بالحوارات الاستعراضية التي تنتج صراخا واستفزازا، أما الآن وفي وضع بلد بات على المحك والاصطفافات المذهبية والطائفية فيه غير طبيعية، بتّ أخاف من سلبيات حلقات كهذه. في تموز الماضي، اثناء الحرب، قدمت حلقة عن رأي الشباب بما يحصل. عكست الحلقة، في رأيي، وضعية الشعب اللبناني المنقسم حول أهداف حرب تموز وتوقيتها. لكن أطرافا سياسية وجدت الحلقة سيئة لناحية التوقيت، علماً أن صحيفة «الواشنطن بوست» اضاءت عليها وتناولتها «سي أن أن» أذكر أنّ السيدة بهية الحريري اتصلت بي في اليوم الثاني مرددة: ماذا فعلت بالبلد؟ ثمة انقسام حاد في البلد وأنا ضد التعمية لكنني أعترف بأن التوقيت لا يكون أحياناً مناسباً.

تقديم برامج «التوك شو» في لبنان تبدو أصعب بكثير منها في الدول العربية؟

ثمة معايير واجبة مطلوبة يفترض أن تكون ثابتة قبل أي إطلالة عبر الشاشة الصغيرة. هذه المعايير تختلف أسبوعيا، ويا للأسف، في بلد متحرك مثل لبنان. فالانقسامات في مجتمعنا حادة، ما اضطرنا مثلا في الاشهر الثلاثة الماضية الى احتساب عدد الضيوف الذين مروا عبر كلام الناس وينتمون الى المعارضة وعدد الضيوف الذين ينتمون الى الموالاة.

لكنّ فريقاً سياسياً يأخذ عليكم هذا التصرف معتبراً أن شاشة «المؤسسة اللبنانية للارسال» يجب أن تكون أقرب الى 14 آذار؟

صحيح، وتأكيدا على كلامك رُفعت دراسة الى بعض المراجع ولن أقول الى من حول التوازن الموجود في «إل بي سي». أنا مع تعدد الآراء ونقل الأفكار بأمانة الى كل الأفرقاء. إدارة المؤسسة، عبر الشيخ بيار الضاهر، تشجع هذا التوجه وهي في صدد الذهاب أكثر في هذا الاتجاه وثمة اتصالات يجريها الضاهر حالياً، مع أكثر من فريق اعلامي وجهة اعلامية تشجيعا لهذا التوجه وبغية العمل معاً وجديا لتبدأ الوسائل الاعلامية تثبيت انتمائها الى البلد كله. يرفض «كلام الناس» في اختصار أن يتوجه الى فريق واحد من اللبنانيين وأن يكون في الضاحية فحسب أو في بشري وحدها. أريد أن يشاهدني الناس في الضاحية وفي بشري وفي صيدا.

- ألا ترى أن خيار «كلام الناس» صعب أن يتمدد الى الشاشات الأخرى المنتمية تماما الى خيارات سياسية محددة؟

هذا ما يميز «كلام الناس». ولهذا «إل بي سي» هي الأولى. ولذلك يستمر «كلام الناس» الأول. حافظنا على صدقية البرنامج طوال ثلاثة عشر عاما ولم نسقط قدر الامكان في الغوغائية. مهمة مقدم البرنامج أن يظل محايداً وموضوعياً لا بوسطجياً.

مارسيل غانم باق في «إل بي سي»؟

أنتمي الى هذه المؤسسة، مع احترامي لكل المؤسسات الاعلامية الأخرى ومع احترامي بالطبع لشاشة «أو تي في» التي يحكى كثيراً أنني سأنتقل اليها. لن أنتقل الى أي مكان ولم تحصل اتصالات ومفاوضات مع «أو تي في». وضعي مرتاح جدا في «إل بي سي».

لكنّ كلاما كثيرا يسري عن خلافات حادة بين مدير عام المؤسسة الشيخ بيار الضاهر وفريق سياسي وأنتم محسوبون على الضاهر؟

لا أرغب في دخول هذا الموضوع. الشيخ بيار وحده مخول الحديث عنه. أما بالنسبة إليّ ورغم أنني ابن هذه المؤسسة وأنتمي الى عائلتها، لست موظفا فيها ولا حتى متعاقداً. أقدم برنامج «كلام الناس» وعلى تنسيق دائم مع ادارة المؤسسة سياسياً. لم يحدث أن تدخل بي أحد في شكل فاضح ولا تدخلت في ما لا يعنيني. تنسيقي مع إدارة المؤسسة المتمثلة فقط فقط ببيار الضاهر.

ألا تخشى من مسلسل الاغتيالات؟ هل تتخذ تدابير حماية؟

ثمة اجراءات أمنية اتخذتها المؤسسة لي ولشقيقي جورج (غانم) وبعض الأشخاص الآخرين الذين يشتغلون في الاعلام السياسي. في أي حال، أنا انسان مؤمن ولا أتوقف كثيرا عند هذا الموضوع.

هل فقد مارسيل غانم بعد ثلاثة عشر عاما من النجومية والنجاح عفويته؟

لم أصطنع الأمور يوما. أترك المسائل على سجيتها، لكني أصبحت الآن أكثر نضجاً على الهواء وأكثر حكمة، لكن الضحكة التي ميزتني لم تعد مثلما كانت. يقولون أحيانا إنني أبدو حزينا. أبدا. لكن العمر والخبرة والتطور والنظرة الى الأمور والسياسة والسياسيين والملفات اليومية، كلها عناصر جعلتني أرى الأمور من منظار آخر. لكنني لم أتخل عن عفويتي ولا يمكنني أن أتخلى عنها. أعتقد أن ما نفتقده في عالمنا العربي هو العفوية والاختصار والإطار الذكي الذي نوصل عبره فكرتنا الى الناس.

مارسيل غانم المحاور الشرس حساس جدا حين يتعلق الموضوع بطفل مريض أو مسن محتاج أو أم شهيد. حدثنا عن الانسان في داخلك؟

أنا مع أي ملف له علاقة بالانسان واعتبر حلقة «هذه آخرتنا» التي تناولت المسن في لبنان من أجمل الحلقات. قدمتها العام الفائت في عز الصخب السياسي، يوم كانت غوندوليزا رايس في لبنان وكل العيون شاخصة اليها. نجحت يومها في نقل الجوّ من مكان الى مكان آخر. أعتقد أن كل ملف له علاقة بالانسان يعنيني. كم أرغب في أن أتدرب ذات يوم على حمل عدسة التصوير والنزول الى الشارع، حتى آخر قرية في لبنان وآخر قرية في الصومال والعمل على ملفات كهذه. أعتقد أن الصحافي ليس من يختم حياته وراء مكتب وثير بل الذي ينزل من جديد الى الأرض بعد أن يكون رأى النجومية فوق. هذا هو العمل الصحافي الحقيقي.

تؤمن بالصداقة؟

(يتنهد) لا أملك الكثير من الصداقات. أصدقائي لهم علاقة بزمن الطفولة. لا أشارك في كوكتيلات وحفلات وعشاوات... هل ترين صوري في حفلات رسمية في المجلات؟ أشعر بأن معارفي اليوم أقرب الى العلاقات الاجتماعية التي لا تدوم.

ما هو السؤال الأسخف الذي يطرح عليك باستمرار؟

أين القلب في حياة مارسيل غانم؟ قلبي واسع واسع (يضحك). أعتقد أن جزءا من حياتي المهنية استولى على الكثير من حياتي الشخصية وندمت على ذلك. أفكر الآن جدياً في تأسيس عائلة، مع اني لا أؤمن كثيرا بمؤسسة الزواج.

أنت دوماً أنيق، هل تؤمن بأهمية الشكل الخارجي؟

للشكل علاقة وطيدة بالأساس. لست من الأشخاص الذين يجمعون المال. أصرف ولا أفكر كثيرا بالغد.

هل يعني ذلك أن رصيدك المصرفي ليس كبيرا؟

أصرف الكثير، لكنني أنال أجرا محترماً من مؤسسة «إل بي سي» يكفيني فلا أحتاج الى أحد ولا أرهن اسمي أو صوتي أو قلمي لأحد.

سؤال أخير. يتحدثون عن حرب شرق أوسطية جديدة تقرع على الأبواب. بمَ ينبئك حدسك المهني؟ هل أنت خائف؟

جداً. أخاف من الانقسامات المذهبية في المنطقة بأسرها وليس في لبنان فحسب. خائف من الضغوط الخارجية في المنطقة. ثمة أجندة خارجية تضغط على المنطقة وقد نكون لبنانيين وسوريين وعراقيين وأردنيين والمنطقة كلها أدوات لها. أخاف أن نصبح أدوات لها. لست مطمئنا الى المرحلة المقبلة. لست مطمئنا.

back to top