Zodiac قاتل بلا أثر الشر يفضي إلى الرعب

نشر في 10-06-2007
آخر تحديث 10-06-2007 | 00:00
Zodiac دراما بوليسية شبيهة بالمسلسل التلفزيوني Law and Order مستندة إلى كتاب True Crim لروبرت غرايسميث والصادر عام 1986. الفيلم حول القضية الأكثر غموضاً في شمال كاليفورنيا حيث تقع سلسلة جرائم يرتكبها قاتل اطلق عليه اسمZodiac رغم أن التحقيقات لم تسفر عن اعتقال أي مشتبه به. باتت هذه القضية اليوم في أدراج شرطة سان فرنسيسكو علماً أن عدداً من الصحافيين والشرطيين والمحققين تكهن بهوية القاتل وفقاً لتحليلاته الخاصة.

خلال الساعة الأولى من الفيلم ينقسم Zodiac ثلاثة مسارات متوازية: الاول يقوم فيه القاتل بتصفية ضحاياه الواحدة بعد الأخرى في وقت يتمّ تمثيل الجرائم استناداً إلى شهادة الناجي في كتاب غرايسميث. الثاني تتولى فيه الشرطة قضية التحقيق من خلال المحققين دايف توسكي و بيل أرمسترونغ التي تقضي مهمتهما بتقصي أدق المعلومات والتحقيق في أدنى التفاصيل. الثالث قيام الصحافي بول أفيري والكاريكاتوري الكاتب غرايسميث بنشر تقرير القضية في الصحيفة إستناداً إلى بعض الوقائع ووفقاً للتكهنات. وعندما تتوقف عملية ملاحقة القاتل يصرّ غرايسميث على كشف هوية القاتل فيجري مقابلات ويراجع الملفات القديمة إلى أن يتوصّل إلى المشتبه به الأمثل آرثر لاي ألن الذي تدينه البراهين الظرفية.

في حين يتوقع المشاهد أن يكون فيلم Zodiac مشابهاً لفيلمي Fight Club و Panic Room للمخرج فينشر حيث إطلاق النار الكثيف والملاحقات الشائقة، يأخذ الفيلم منحى آخر تماما يصل بنا إلى الاستنتاج أن الفيلم لا يحمل بصمات مخرجه. ورغم ذلك ينجح المخرج في إحداث تأثير عاطفي وسيكولوجي عبر البحث عن هوية القاتل وقد تحوّل هوساً. ففي بداية القصة حيث كان ممكناً إنقاذ أرواح الناس باعتقال القاتل Zodiac، كانت عناصر الخوف والذعر والهستيريا والتشويق طاغية تحبس انفاس المشاهد، ويتعمّد المخرج إطالة تأثير التشويق. من ناحية اخرى يسمح المخرج لنفسه بتخطي حدود التكنولوجيا لزرع الرعب في قلوب المشاهدين فيحوّل الرعب خوفاً وتوتراً.

السؤال الأبرز: كيف يمكن إرضاء جمهور من خلال قضية لم تتوصل الشرطة إلى حلّ لغزها؟ هذا السؤال جعل المخرج فينشر و كاتب السيناريو جايمس فاندربيلت يبذلان مجهوداً كبيراً في تركيب شخصية الشرير. صحيح أن الدقائق ال 160 من الفيلم طويلة جدا. وإذا كان طبيعيا إشاعة الامل لدى المشاهدين باعتقال المجرم إلا أن من يبحث عن نهاية واضحة لفيلم Zodiac قد يخيب ظنه.

برهن أبطال الفيلم مارك روفالو و جايك غيلنهال و روبرت داوني جونيور عن أداء جيّد وبارز. صحيح أن شخصية روفالو في دور المحقق الرئيسي في القضية كانت الشخصية الأبرز لكنني أجدها مبتذلة نسبيا. اما روبرت داوني جونيور هذا الفنان حامل اوسكار أفضل ممثل عن فيلم Chaplin عام 1993، فيشدّ الانتباه بأدائه الغريب ذي الميزة الخاصة.

Zodiac فيلم فائق الذكاء ومشوّش في الوقت نفسه، يبرز الشر في جرأة فيتحوّل من حكاية تحذيرية إلى قصة رعب.

back to top