الروابط الطلابية... بين المسار الطبيعي والانحراف؟! تنازعتها المصالح الانتخابية وأضاعت غاياتها

نشر في 02-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 02-07-2007 | 00:00

لاشك أن الروابط الطلابية وجدت لغايات وأهداف نبيلة ديدنها مصلحة الطلبة، لكنها للأسف حادت عن ذلك وغرقت في أمور هامشية، فأصبحت انتخابات الروابط والفوز بها الهدف الأسمى بالنسبة للبعض، حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الطلبة، إزاء ذلك أطلق الطلبة صرخة إلى الروابط لتعود إلى سياقها الطبيعي، وتركز جهدها لتحقيق مصالحهم وتكون حلقة وصل بينهم وبين الإدارة الجامعية.

أصبحت الروابط والجمعيات التي تُنتخب في مختلف كليات الجامعة تحظى باهتمام الكثير من الطلبة، الذين يسعون الى دخول المعترك السياسي والحصول على الشهرة ايضا، لذلك تعددت القوائم التي يُفترض ان يكون هدفها واحدا وهو مصلحة الطالب وايصال صوته ووجهة نظره الى الادارة الجامعية وتنفيذ مطالبه، لكن للأسف أن الأهداف التي تتبناها الروابط تكاد تكون حبرا على ورق، فما إن تحصل على مبتغاها، أي الفوز في الانتخابات، حتى تتغير الاهداف والنفوس، فهل هذا فعلا ما تسعى إليه الروابط؟ وهل تتعاون مع الطالب وتقف الى صفه وتحقق اهدافه المرجوة؟!

لمعرفة ذلك انطلقت «الجريدة» الى ارض الواقع لتنقل شعور طلبة جامعة الكويت وآراءهم بالروابط التي اعطوها الحق بتمثيلهم فكان هذا التحقيق:

الطالبة ريم العازمي، افادت أنها لا ترى أي اهمية لوجود الروابط في الكليات، فهي لم تشعر يوما بتعاون اعضائها معها كطالبة إلا عندما كانت مستجدة.

حبر على ورق

اما الطالبة ابرار المطيري فقالت: اشعر في بعض الاحيان بأهمية وجود رابطة في الكلية تساعد الطلبة وتقدم الخدمات لهم، خصوصا في أوقات الانتخابات، حيث الخدمات تعود لمصلحة الطلبة او بالاحرى لمصالحهم الانتخابية، وفي فترة تسجيل المواد نستعين بهم ونستشيرهم، لكن نجد إرشاداتهم ليست في محلها، كذلك أجد الوعود التي يطلقونها مجرد حبر على ورق.

المستجدون فقط!

الطالبة دلال فاروق الزنكي قالت: لم اشعر بوجود الرابطة في كليتي ولا بأهميتها لعدم استفادتي منها، رغم حاجتي الملحة إليها في كثير من الاحيان، فلم اجد تعاونا الا في سنتي الدراسية الاولى، حين كنت مستجدة، وبعد الاستمرار في سنوات الدراسة لم ارها الى جانبي، وأتمنى من الروابط الوجود بشكل فعلي حتى نتوجه إليها عند الحاجة للسؤال أو الاستفسار، كما أتمنى ان تقوم بتقديم خدماتها للمستجدين وغير المستجدين.

علاقة مفكّكة!

الطالبة سمارة دشتي ترى اهمية كبيره لوجود الرابطة بقولها: هناك اهمية كبيرة للروابط في الكليات، لكن ليس بالضرورة ان تكون الرابطة الحائزة اعلى نسبة من الاصوات هي افضل ممثل للطلبة، فالروابط تفيد الطالب بالدرجة الاولى وتسهل عليه الكثير من الامور في الصرح الاكاديمي، وبكل اسف في الوقت الراهن لا اشعر بوجود تعاون كبير بين الطلبة والرابطة، فالعلاقة مفككة تنتهي بانتهاء الانتخابات، وعلى الطلبة ان يفكروا بجدية في اختيار الرابطة لأن كفاءتها تساهم في حل مشكلاتهم وتساعدهم في امورهم الدراسية.

غياب المبادرة

الطالبة إيمان جمال قالت: ليس لي أي احتكاك مع الرابطة ولا توجد لدي فكرة واضحه عنهم وعن آلية العمل المنوط بهم ،فلست ضدهم ولا معهم ولا افضل الدخول في نقاشاتهم، وأضافت: تعاون الرابطة مع الطلبة امر غير ملحوظ فهي لا تبادر ولكنها لا تصدنا إن توجهنا اليها بالسؤال.

للتسلية فقط

واستهجنت الطالبة اسراء العبيدان عمل الروابط الحالي، إذ انها ترى عدم وجود دور واضح او تعاون مع الطلبة، فالروابط لم تقم بأي تحرك اكاديمي مفيد واقتصرت انشطتها على الترفيه والتسلية فقط، مع أنها ترى ان للرابطة اهمية كبرى، فهي تمثل الطلاب والطالبات ومن خلالها تصل أصواتهم الى الإدارة الجامعية، لكن هذا غير موجود على أرض الواقع، فمثلا كنا نطالب منذ مدة طويلة جدا بإقرار شهادة خبرة للميداني في قسم علم النفس، إذ إنه تخصصي الرئيسي، وقد وافق القسم على إقرارها، لكن الرابطة تكاسلت عن التطبيق، وأتمنى على الروابط جميعها وضع مصلحة الطالب نصب اعينهم وترك المصالح الانتخابية جانبا.

مهمه جداً

دانة المطيرات كان لها رأي آخر، فهي تشعر بأهمية بالغه لوجود الرابطة في الكليات، حيث تقوم بمساعدة الطلبة في حل كثير من المشكلات التي يواجهونها كالشُعب المغلقة، وهي تلمس تعاونا واضحا على الدوام بين الرابطة والطلبة في فترة التسجيل لاختيار الجدول الدراسي، اضافة الى فتح شُعب جديدة.

مسجات

وشاركت بدور احمد زميلتها دانة الرأي ذاته إذ قالت: اشعر بأهمية بالغه لوجود الرابطة لأنها تساعد الطالب في تنظيم جدوله واعطائه مواعيد مهمة، فنجد تعاونا واضحا من خلال المسجات «sms» التي يرسلونها الى الطلبة عن مواعيد التسجيل وغيرها ولكنهم لا يبذلون جهدا لفتح الشُعب المغلقة للطلبة.

التماس العذر

اما طيبة الأستاذ فقد أسهبت في حديثها عن اهمية الرابطة ومدى تعاونها مع الطلبة، حيث ترى ان وجود رابطة او جمعية في الكلية امر ضروري، وليس من الكماليات كما يعتقد البعض، فهي الممثل الرسمي للطلبة امام الادارة، وهي الرابط بين الطلبة والادارة، بحيث تنقل احتياجات ومطالب الطلبة وتحاول جاهدة بذل الجهد لإقرارها مما يخلق جوا من النظام في الكلية، اضافة الى تنظيمها برامج وانشطة تضيف جوا من المتعة وتكسر الروتين، فمن خلالها يُستغل الوقت ويزيد الولاء والانتماء للكلية، وبفرض عدم وجود رابطة او جمعية في الكلية ستحدث فوضى تطال كل من يحتاج الى المطالبة بحقه من الطلبة، كما ستكثر الاعتصامات. وهي ترى ان التعاون بين الطلبة والرابطة ملموس بحكم اقتراب اعضاء الجمعية من الطلبة الذين هم طلبة في نهاية الامر، كما ان جمعية العلوم الاجتماعية تقوم بجمع رغبات الطلبة لمواد الفصل الذي يليه قبل بدء عملية التسجيل، وينبغي علينا كطلبة التماس العذر للجمعية او الرابطة لانشغالهما احيانا، فأعضاؤهما طلبة مثلنا.

عالم ثالث!

اما الطالبة منال العبدالله فترى أنه لا اهمية فعلية للروابط في الكليات، فجميع القوانين التي تسعى اليها الرابطة لا تقر من دون خط صريح من ادارة الكلية او الجامعة، ومجلس الامة في بعض الاحيان، فماذا فعلت الروابط ازاء المباني القديمة المتهالكة في كلية الآداب التي ستستمر حتى افتتاح جامعة الشدادية، أي بعد عشر سنوات ان لم يكن اكثر؟ وماذا تفعل ايضا عندما تغلق شعبة للخريجين؟ وقد صادفتني مشكلة شخصية، حيث وجدت تضاربا في جدولي كخريجة وما فعلته انا وزميلاتي هو توزيع اوراق على الكافتيريات واماكن تجمع الطلبة و كذلك توجهنا الى رئيس القسم واستاذ المادة، وبعد كل ذلك تم فتح الشعبة ولم نجد سؤالا او تحركا من قبل أي عضو في الرابطة، ولم نر أي استبيانات خاصة لغاياتنا الحقيقية الاكاديمية، فالاوراق المعلقة في الممرات من قبل الطلبة واماكن التجمع تثبت مدى فشل الروابط في تحقيق المطالب، رغم مقدرتها على ذلك، الا انها تسعى الى مصالح شخصية ووفقا لقوى خارج الجامعة، إضافة الى هذا فالروابط يغلب عليها العنصر الرجالي، فرغم طغيان الطالبات على الجامعة فان غالبية المناصب ورؤساء المناصب فيها من الطلاب فنجد الجدول الدراسي ينظم افضل الاوقات والاساتذة من نصيب الطلاب، وكل قائمة لا تخدم الاخرى حين فوزها في الانتخابات، وهكذا بكل اسف رغم التطورات الشكلية التي نسير بها، فإننا حتى الآن لم نخرج من عباءة العالم الثالث.

back to top