ماذا تريد الحكومة من «الإعلام الخارجي»؟

نشر في 23-06-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-06-2007 | 00:00

سؤال حيّر الحكومة ووزراء الإعلام المتعاقبين... منهم من طلب دمجه مع «الخارجية» وآخر مع «كونا» والآن مفكك!

ينتظر العاملون في الإعلام الخارجي من وزير الإعلام أن يحسم ملف جهاز الإعلام الخارجي حسماً جذرياً، لينهي حالة عدم الاستقرار التي شهدها هذا القطاع، بسبب غياب رؤية واضحة لمستقبل هذا الجهاز.

يؤكد معظم العاملين في جهاز الإعلام الخارجي، أن من أهم أسباب عدم فاعلية مكاتب الإعلام الخارجي عدم وجود رؤية حكومية واضحة للأهداف المطلوب تحقيقها من هذا الجهاز ، لافتين أن عملهم قائم على اجتهادات شخصية، يحاولون من خلالها تسويق سياسة الدولة في الخارج!

حديث المسؤولين في هذا الجهاز الذي من المفترض أن يكون من الأجهزة الفعالة والمهمة في الدولة يعكسه واقع وحال هذا الجهاز، الذي ما إن يستقر نسبيا حتى يتعرض لضربة تعيده للخلف مرة أخرى، لذلك هناك ترقب حذر للخطوة التي سيقدم عليها الوزير عبدالله المحيلبي، والتي من المفترض أن تكون حاسمة لهذا الملف المعلق منذ سنوات.

فعلى سبيل المثال عندما كان الدكتور سعد بن طفلة وزيرا للإعلام كان لديه مشروع ضم القطاع مع وزارة الخارجية، وبعد ذلك جاء الوزير الشيخ أحمد الفهد الذي اجتهد لتفعيل هذا القطاع وطرح مشروع منح درجة وكيل بدلا من وكيل مساعد للمسؤول عن هذا القطاع، الذي كان آنذاك الشيخ مبارك الدعيج، وبالفعل تم هذا المشروع في عهد الوزير محمد أبو الحسن الذي ضرب طوقا حول القطاع، فبدا مجمدا بعد أن بدأ يتعافى، لكن الأمر لم يستمر طويلا، فبعد تعيين الدكتور أنس الرشيد وزيرا للإعلام طرح مشروع التفكيك، وكان حسب خطة الرشيد ضم جهاز الإعلام الخارجي إلى وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ليكون جهازا للمعلومات والاستعلام، ودمج مكاتب وكالة الأنباء الكويتية مع مكاتب الإعلام الخارجي الموجودة بالخارج لتوحيد الجهود الإعلامية، لكن خطة الرشيد تغيرت 360 درجة مع تعيين محمد السنعوسي وزيرا للإعلام الذي قام بإلغاء قطاع الإعلام الخارجي من الهيكل التنظيمي للوزارة، وضم إدارات القطاع لمكتب وكيل الوزارة، على أن يقوم بإغلاق المكاتب الإعلامية في الخارج والاكتفاء بملحق إعلامي واحد في السفارة، ولكن لم يتمكن السنعوسي من إكمال المرحلة الثانية من خطته ليبقى الحال كما هو عليه الآن طبعا، كل هذه الأحداث تمت بين عامي 2000 و 2006، وحاليا الوضع في جهاز الإعلام الخارجي مبهم وغير واضح على الإطلاق، ويعكس بذلك نظرة الحكومة لهذا الجهاز الذي وافقت على دمجه مع «كونا» وتراجعت بعد شهرين عن هذا التوجه!

ويقول أحد العاملين في هذا الجهاز ان أمورهم الإدارية تسير حاليا بشكل جيد، لكن الأمور الفنية متوقفة في هذا الجهاز منذ عام تقريبا، وذلك لعدم وجود خطة وأجندة عمل للمكاتب الإعلامية، التي تحولت خلال الفترة الأخيرة لمكاتب استقبال وتوديع المسؤولين وكبار الشخصيات في الدولة، على الرغم من وجود كفاءات في هذا الجهاز، تستطيع أن تحقق للكويت المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية والإعلامية، طبعا إذا استغلت بالشكل الصحيح!

حسم ملف جهاز الإعلام الخارجي يجب أن يكون من مجلس الوزراء مباشرة بعد أن يحدد الأهداف المطلوبة من هذا الجهاز، فمن غير المعقول أن تصرف الدولة ملايين الدنانير على جهاز، لا تعرف الحكومة نفسها حتى الآن ماذا تريد منه؟

back to top