انقلاب على إصلاح الدوائر

ولو نظرنا إلى هذا الاقتراح منطقياً، لوجدناه غير عملي إطلاقا، فهل يتخيل أحد منا أن يصوت باستخدام ورقة انتخاب مطبوع عليها أسماء 300 أو 400 مرشح؟! ومن ناحية الإعلانات، هل سيقوم كل مرشح بنشر الإعلانات في كل شوارع الكويت؟! وهل سيتواصل مع آلاف الدواوين المنتشرة في كل المناطق؟ وماذا لو كان عند المرشح نشرة انتخابية يريد أن يوزعها، فهل من المنطق أن يقوم بتوزيعها على 300 ألف ناخب تقريبا؟ من كل ما سبق يتبين أن هذا الاقتراح يريد أن يؤصل الفئوية والقبلية والطائفية في المجتمع، فالمرشح المنتمي إلى قبيلة ما سيسعى إلى التواصل مع أبناء قبيلته فقط حتى يحصل على أصواتهم، وذلك لاستحالة تواصله مع مختلف شرائح المجتمع ولقلة الأصوات المطلوبة للنجاح، وينطبق الأمر ذاته على المرشح المنتمي إلى طائفة أو عائلة معينة.قد نفهم أن يكون التصويت بشكل فردي في نظام الـ25 دائرة نظراً لصغر القاعدة الانتخابية واعتمادها على التواصل الشخصي، لكن تطبيق هذا المنهج أمر مرفوض بالنسبة للدائرة الواحدة التي يجب أن تعتمد على القوائم والتصويت النسبي لأن الخطاب الانتخابي سيكون لكل أهل الكويت وليس محصورا في دائرة صغيرة قد لا تشمل جميع مكوناته، ولذلك فإذا كانت الحكومة فعلا مؤيدة هذا الاقتراح، فإن ذلك سيعتبر آخر مسمار يدق في نعش مسيرة الإصلاح.