مواطن يشتكي إلى المحكمة الشرعية: طلبت منه الحفر في كوخ والدي بمصفاة الكويت لاستخراج الدراهم... فسرقها!
تخصص الصفحة القانونية هذه الزاوية بهدف نشر الأحكام القضائية التي أصدرتها المحاكم الشرعية في الأربعينيات، إذ كانت الانطلاقة الأولى للقضاء الكويتي، ويتضح من هذه الأحكام مدى بساطتها وسهولة إجراءات التقاضي التي كانت تتم في ذلك العهد، على أن نقوم بنشرها في سلسلة حلقات أسبوعية تنفرد «الجريدة» بها.
في الحلقة الحادية عشرة، تتحصل وقائع القضية في مطالبة مواطن لآخر بمبالغ سرقها منه، كان والده يخبئها في حفرة بكوخه الموجود في مصفاة الكويت، لكن المحكمة رفضت دعوى المواطن بعدما حلف الآخر بعدم سرقته النقود.وتعود وقائع القضية إلى العاشر من سبتمبر عام 1949، حيث ادعى المواطن بأن والده المرحوم كان يضع حال حياته دراهم في حفرة بكوخه الكائن في مصفاة الكويت، وطلب المواطن من آخر يعرفه الحفر لإخراج الدراهم، فحفرها أمامه ولم يجدا فيها شيئا، ثم ردمت من جديد. وقال المواطن في دعواه للمحكمة إنه حضر في اليوم التالي وحفر الحفرة هو وأمه مرة ثانية، ولم يجدا فيها الدراهم، وهو الآن يتهم من استعان به للحفر في بداية الأمر بأنه أخذها من الحفرة.وسألت المحكمة المواطن الذي حفر الحفرة، فقال إن المدعي استعان به واشتركا معا في الحفر، ولم يجدا شيئا فيها فردما الحفرة وغادرا.وسألت المحكمة المدعي عما إذا كان المدعى عليه حضر مرة أخرى بمفرده ونبش الحفرة، فرد المدعي بانه لا يعلم لكن يمكن أن يكون عاد إلى الكوخ ليلا بعد ردم الحفرة في المرة الأولى.وسألت المحكمة المواطن المدعي عما إذا كان بإمكان أن يثبت من الجيران أو المارة أنهم رأوا المدعى عليه وجد في الكوخ او حاول ذلك، فرد المدعي بالقول: لا أعلم، وهنا ابلغت المحكمة المدعى عليه حلف اليمين من أنه لم يسرق الدراهم ولم يأخذها، فحلف المدعى عليه اليمين، وانتهت المحكمة إلى رفض الدعوى المقامة لافتقادها أي دليل.