التعب والإرهاق... أسباب كثيرة وحلول أكيدة

نشر في 30-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 30-08-2007 | 00:00

أمر طبيعي أن يصاب الإنسان بالتعب بعد قيامه بجهد جسديّ أو عقليّ. إنه ردّ فعل طبيعي ينذر صاحبه بضرورة الخلود الى الاستراحة لشحن طاقة الجسم من جديد لمواجهة الأعمال الطارئة. وقد يكون إنذارا خطراً ومؤشراً لبداية انهيار جسدي أو حالة مرضية. الحالة الأولى يعرفها الطب بـ «التعب الجيد» والحالة الثانية بـ «التعب السيئ».

أول ما ينبغي اللجوء إليه عند الإحساس بالإرهاق والتعب هو إجراء التحاليل المخبرية العامة للتأكد من أن نسب الكالسيوم والبوتاسيوم والسكريات في الجسم طبيعية فأي نقص فيها يتسبب بإرهاق شديد. في حال كانت نتيجة التحاليل سلبية يجب البحث عن الأسباب الفعلية.

أسبابه

الاسباب الشائعة للتعب الجسدي: العادات الغذائية السيئة، الحاجة إلى النوم أو اضطرابه، الضعف الجسدي، ارتفاع حرارة اماكن العمل أو السكن، التسمم باول اكسيد الكربون، تعاطي عقاقير غير موصوفة كمسكنات الالم وادوية السعال والزكام ومضادات الهستامين وادوية التحسس والمنومات واقراص دوار الحركة. تعاطي عقاقير موصوفة كالمهدئات والمرخيات العضلية والمسكنات واقراص تحديد النسل وأدوية ضغط الدم.

من شأن التعب أن يكون عارضاً أولياً في الحالات الآتية:

انخفاض عدد الكريات الحمراء ( فقر الدم)، السرطان، داء السكري، التهاب المفاصل الروماتزمي، قصور في نشاط الغدة الدرقية، التهابات متنوعة، حادة أو مزمنة، مرض قلبي، عدم توازن المحلول الهيدروليكي (حين تكون معدلات الاملاح في الدم كالصوديوم والبوتاسيوم وغيرها من الاملاح المعدنية شديدة الارتفاع أو الانخفاض).

يترافق معظم هذه الامراض مع اعراض اخرى كالالام أو الغثيان أو الحمّى أو انخفاض الوزن أو الحساسية إزاء البرد أو قصر النفس. أما اسباب التعب النفسي فتشتمل على : تحميل النفس فوق طاقتها، خاصة عند عدم القدرة على رفض ما يفرض عليها. الضجر أو نقص التشجيع من العائلة أو الاصدقاء أو الزملاء. المرور بازمة كبيرة مثل فقدان الشريك أو العمل أو الرحيل أو مواجهة مشكلة عائلية. الاكتئاب. الوحدة. مشاكل نفسية سابقة لم يتم حلها. كبت الغضب عوضاً عن التعبير عنه.

علاجه

العقاقير المعالجة لا تعد ولا تحصى والصيدليات غنية بها. إنها على شكل مهدئات ومقويات ومنشطات ومضادات للتعب والإرهاق كالكالسيوم والبوتاسيوم ومئات غيرها. بعضها يحمل سما للجسم، لذا لا يجوز اعتماده من دون استشارة الطبيب. مثلا، يزول نقص الكالسيوم في الدم بواسطة الطعام العادي الذي يوفر نسبة منخفضة منه. أما في الحالات المستعصية فيلجأ البعض إلى المخدر الذي يولد تعبا قويا جدا بعد زوال مفعوله. لتدارك التعب والإرهاق ثمة بعض النصائح العملية التي قد تكون ضرورية للتخفيف منه لكنها لا تزيله.

1. يُفضّل تناول وجبة الصباح والتركيز فيها على المواد المغذية المقوية للجسم كالبيض والأجبان والزبدة.

2. تجنب ابتلاع الملينات لأنها تخفض نسبة الفيتامينات A وD والمغنيسيوم والحوامض الأمينية من الجسم ما يسبب التعب والإرهاق.

3. على الذين يتّبعون ريجيما معيناً اختيار الغذاء الذي يحتوي على بروتينات كثيرة مع قليل من الدهنيات والسكريات.

4. تجنب الإفراط في احتساء القهوة.

5. المحافظة على نشاط الجسم بالرياضة والمشي فهما يساعدان على تنقية الصدر وتعبئة الجسم بالهواء النقي.

6. عدم إرهاق الجسم فوق طاقته العملية.

7. التحكم في العمل اليومي لا العكس.

8. التخطيط العملي للنشاطات اليومية مع اعتماد فترات راحة بين فترة وأخرى.

فيروس التعب المزمن

حالة شبيهة بالانفلونزا، غير مفهومة بدقة، من شأنها أن تستنفد تماماً الطاقة الجسدية وأن تدوم لاعوام فيعاني الاشخاص الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة ملؤها الحيوية في السابق تعباً حاداً وألماً في المفاصل والعضلات والغدد الليمفاوية وصداعاً.

لم يتوصل الخبراء بعد إلى تحديد اسباب هذا الفيروس، رغم الترجيح أنها عديدة. وبناء على النظريات الحالية تشتمل الاسباب على الالتهابات واللاتوازنات الهورمونية والشذوذ السيكولوجي أو المناعي أو العصبي. وأظهرت إحدى الدراسات أن بعض الاشخاص الحاملين للفيروس يعانون اضطراباً وانخفاضاً في ضغط الدم يزيد لديهم احتمال الاصابة بالاغماء.

يهدف علاج فيروس التعب المزمن إلى تسكين الاعراض. غالباً ما توصف المسكنات ضد الالتهاب كالابوبروفين لكن نادراً ما تنفع. غير أنه من شأن الجرعات المنخفضة لمضادات الاكتئاب تخفيف الألم والاكتئاب وغالباً ما يرافقان الامراض المزمنة .

إذ يفقد المصابون بالتعب المزمن تكيّفهم بسبب التعب الدائم، يغدو العلاج الفيزيائي ضرورياً. إنه يساعد على منع أو تخفيف ضعف العضلات الناجم عن الخمول المتواصل. من المفيد بالتالي استشارة الطبيب الاختصاصي لمساعدتك على التعامل مع المرض والاعراض الناجمة عنه . 

السكر

كل ليتر من البلازما في جسد الإنسان يحتاج إلى غرام من السكر يومياً. لا يجوز أن تزيد هذه النسبة أو تنقص. أثناء شرب السوائل السكرية، ترتفع نسبة السكريات في الدم لثلاث ساعات تقريبا ثم تبدأ هذه النسبة بالانخفاض تدريجيا ثم تعود إلى الوضع الطبيعي، ما يتسبب بالتعب خلال الفترة اللاحقة من تناول السكريات بكثرة.

القهوة

يقال أن بين القهوة والتعب عداوة دائمة. ما صحة هذا القول؟ العكس هو الصحيح فعلاقة القهوة بالتعب قائمة ومتينة وهي لا تقل ضررا عن بعض المشروبات. إن استهلاك القهوة بكميات كبيرة يخدر التعب ويحتوي حقيقة الإحساس به. لكن في أول فرصة ينفجر التعب إرهاقا حاداً قد يصل بصاحبه إلى حافة الانهيار العصبي التام. إذ أن التعب مدخل للراحة وتعبير عن حاجة الجسم إليها. أي تمويه لحقيقة الجسد يظهر لاحقا وبعنف.

أثناء الحمل

خلال فترة الحمل الأولى, ينتج الجسم كمية أكبر من هورمون «بروجيستيرون» ما يجعل الجسد مرهقاً ويضاعف الرغبة في النوم، فضلاً عن أنه ينتج كمية أكبر من الدم ليحمل المواد الغذائية الى الجنين. يتسبب ذلك بالمزيد من الجهد للقلب وباقي الأعضاء.

كما أن تغير طريقة معالجة الجهاز الهضمي للأطعمة والمواد الغذائية يتسبب بالجهد لجسد الأم الحامل ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق، ثم تأتي المرحلة الأخيرة من الحمل مع ازدياد حجم الطفل فيزداد الإرهاق والتعب، إلى بعض التغيرات الأخرى.

back to top