الطالبات الأمهات بين مطرقة الالتزامات وسندان الدراسة يرين أن إجازة الوضع ليست كافية... وأعضاء التدريس لا يبالون بظروفهن

نشر في 13-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 13-03-2008 | 00:00

الطالبات الأمهات يطالبن بتمديد إجازة الوضع بحيث تصبح أكثر من أسبوعين، ويؤكدن أن أغلب أساتذة الجامعة لا يراعون ظروفهن ولا حتى حالاتهن الصحية في ما بعد الولادة، وأن أولوياتهن ضاعت ما بين عدم المراعاة والالتزامات الأسرية.

تعاني الطالبة المتزوجة من تعدد الواجبات، فهناك المسؤولية الدراسية، الموزعة على الواجبات الدراسية والامتحانات اضافة إلى الأبحاث والفصول الميدانية، وهناك ما عليها من واجبات أسرية لا سيما إذا كان لديها أطفال رضع، ولعل أكثر الفترات التي تتداخل فيها الواجبات وتضيع على إثرها الأولويات هي الفترة الأخيرة من الحمل وفترة ما بعد الوضع، إذ تمثل هاتان الفترتان منعطفا خطيرا للطالبة الأم.

من الطبيعي أن تتغلّب الأمومة على متطلبات الدراسة، لذا خصصت لها إجازة جامعية بعد الوضع مدتها أسبوعان لتستعيد فيها صحتها وتعاود الحضور والدراسة في الجامعة، لكن واقع الحال الصحية للطالبات الأمهات بعد الولادة، وحقيقة معاملة أغلب الأساتذة لهن لا تستوعب حجم المعاناة والخسائر الدراسية التي تتكبدها الطالبة الأم بعد الوضع، ولا تكفي لإنقاذهن من ضياع التقدير المتوقع في المقررات الدراسية.

«الجريدة» أجرت تحقيقا مع مجموعة من طالبات الجامعة أكدن من خلاله أن الإجازة المحددة لما بعد الوضع غير كافية، وذكرن عدة أمثلة لحالات حقيقية عانت انخفاضا في المعدل الدراسي لهذا السبب، واقترحن حلولا لها حسب رؤيتهن الخاصة، وهو ما يتضح من خلال ما يلي:

قالت الطالبة فاطمة بسام ان «اجازة الوضع لا تكفي للطالبة الأم، لأن بعضهن يحتجن إلى فترة أطول وخصوصا في فترة الامتحانات، التي تتطلب فترة كافية للدراسة، كونها متعبة في هذه الفترة وتحتاج إلى راحة كاملة، فضلا عن حاجة طفلها إلى عناية خاصة وكاملة»، وطالبت بسام المعنيين بتأجيل الامتحانات أثناء فترة الولادة حتى تستعد الطالبة الأم للامتحان بعد اجازة الوضع.

غير كافية

أكدت الطالبة زينب المنصور على النقطة ذاتها حيث قالت «الاجازة لا تكفي... فالطفل الرضيع بحاجة إلى رعاية أطول كثيرا من هذه الفترة القصيرة المحددة له، وكذلك الأم بحاجة إلى راحة أكثر»، وأضافت «يجب التساهل مع الطالبة الحامل وتأجيل امتحاناتها ومعاملتها معاملة خاصة تتوافق وخصوصية وضعها»، داعية الأساتذة إلى تقدير وضع الطالبة المتزوجة والتزاماتها، وأن يتيحوا لها عدم الحضور ويوفروا طريقة للتواصل معها كالبريد الإلكتروني أو بأخذ مواعيد خارج المحاضرة لمراجعة الدروس.

الادارة مسؤولة

من جهتها، لفتت الطالبة مها الرشيدي إلى أن حياتها تغيرت بعد الولادة بسبب العبء والمسؤوليات، مبينة انها «قلما تجد مراعاة لظروف الطالبة الأم، والادارة الجامعية واعضاء هيئة التدريس أول من يهملها»، وأوضحت أن اجازة الوضع التي تمنحها الجامعة للطالبة قصيرة جدا ولا تكفي حتى لمجرد الراحة من عناء الولادة، خاصة الولادة القيصرية التي تحتاج إلى راحة أكبر ووقت أكثر من المسموح به.

انسحاب

اما الطالبة إيمان سعيد فتطرقت إلى الصعوبة التي تواجهها الطالبة الأم عند التنسيق بين أولوياتها فقد «وجدت صعوبة بالغة في التنسيق والتوفيق بين جميع مسؤولياتي بعد الولادة بشكل خاص، إلى درجة أنني قررت الانسحاب من الجامعة لشعوري بالعجز أمام الكم الكبير من المسؤوليات الملقى على عاتقي، إلا أنني استطعت تخطي هذه الأزمة بوقوف أهلي وزوجي إلى جانبي».

40 يوما

وفي السياق ذاته، رأت الطالبة إيمان عبدالمحسن أن الطالبة في هذه الفترة تحتاج إلى فترة راحة أقلها 40 يوما كما هو متعارف عليه، ولكن كون الرجل هو من يضع القوانين فمن غير المتوقع أن يعرف أو يحس بشعور المرأة وينصفها في الوقت الذي يتعين فيه أن يتعامل معها معاملة أكثر انسانية، فالمتزوجة طالبة في النهاية».

حضانة بالجامعة

وأيدت الطالبة فاطمة كامل ما قالته السابقات فطالبت بإعطاء كل التسهيلات للطالبة الحامل، خاصة اذا كانت في شهورها الأخيرة، وزادت «مقررات القراءات لا تلزم الطالب بالدوام الرسمي، لماذا لا تستخدم حلا لهن وبديلا عن ضرورة حضورهن؟»، مشيرة إلى أن إجازة الأسبوعين لا تكفي لراحة الأم التي تحتاج إلى شهر على الأقل ليتسنى لها رعاية طفلها بأفضل الطرق المتاحة، وتمنت على الجامعة والمدرسين تفهم الوضع بالاضافة إلى ضرورة وضع حضانة خاصة للأطفال.

وعلى المنوال نفسه لفتت الطالبة خلود العوضي إلى حاجة مهمة للطالبة الأم، حين قالت «على إدارة الجامعة توفير مواقف سيارات قريبة من الكليات للطالبة الحامل أثناء فترة الحمل وما بعد الوضع»، مضيفة أن «الطالبة المتعبة توقف سيارتها في أماكن بعيدة بينما يقف الآخرون إلى جانب البوابة، كما أن الادارة مطالبة بإعطائها مقرر القراءات، لأنها تتيح وقتا للطالبة للدراسة والعناية بطفلها»، موضحة أن فترة الأسبوعين غير كافية ولا تسمح للطالبة باسترداد كامل صحتها، مدللة على ذلك بأن معظم الطالبات يطلبن إجازة بعد إجازة الاسبوعين المتعارف عليها، كما تمنت على الادارة الجامعية توفير حضانة بالجامعة أو قريبة منها.

الإيميل

وبينما استهجنت الطالبة اسماء رمضاني صغر المدة الزمنية «اسبوعين» المحددة لإجازة الوضع، وعلقت عليها بالقول «هذه الفترة غير كافية للعناية بطفل رضيع يكون في أمس الحاجة إلى الرعاية، اضافة إلى حاجة أمه إلى الراحة، وعلى الأساتذة تأمين آلية أفضل في التعامل معهن كالبريد الإلكتروني الذي تعارف عليه الجميع بالإيميل»، استعانت الطالبة بدور محمد بحالة حقيقة عايشتها زميلة لها تعرضت لمشاكل صحية بعد إجازة الوضع، قائلة «حالها الصحية اضطرتها إلى طلب إجازة مضاعفة عن المتعارف عليها، والأستاذ قبل عذرها الطبي، إلا أنه خفض درجة من درجاتها عن كل يوم غياب!»، وطالبت بدور بإعطاء مدة أقلها ثلاثة اسابيع وتوفير حضانة بمتخصصين وإن كانت بأجر معين، كما طالبت الإدارة الجامعية بإعطاء الطالبة الحديثة الزواج أسبوعين اجازة.

نزيف حاد

و أشارت الطالبة إيمان عبدالله إلى مثال آخر على عدم مناسبة هذه الإجازة لما تتعرض له الأم من آلام إذ بينت أن زميلة لها تعرضت إلى نزيف حاد بعد إجازة الوضع، موضحة أن إجازة الأسبوعين لم تكن كافية لكي تسترد عافيتها، وطالبت الأساتذة بمراعاة ذلك من خلال الغياب والدرجات، لافتة إلى أن «بعض الأساتذة يقومون بإلغاء الغياب في حين أن خصم الدرجات لا يلغى».

... لا مراعاة

«انجاب طفل في هذه المرحلة المبكرة أمر في غاية الصعوبة» هذا ما بدأت به زينب غريب حديثها عن المسؤولية التي تتحملها الطالبة أثناء فترة الدراسة، حيث أكدت حاجتها إلى التفرغ الكامل للدراسة، كون أن الحمل يؤدي إلى ضعف التركيز وعدم القدرة على التحصيل العلمي الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض المعدل الدراسي العام، الذي يكون سببه أيضا عدم تقدير أعضاء هيئة التدريس للطالبة الأم بل ويتعاملون معها كما يتعاملون مع الطالبة المتفرغة، داعية إياهم إلى أن يكونوا أكثر تعاونا معها.

طفل كل فصل

أما الطالبة عايشة رحيم فكانت لها وجهة نظر مغايرة، اذ ترى أن الطالبة طوال فترتها الجامعية تضع مرة واحدة، معتبرة أن «حالة الطالبة التي تلد أثناء الدراسة استثنائية، فلماذا لا يتم اعطاؤها شهرين حتى تعطي اهتماما كافيا للطفل وخصوصا أنها لن تضع طفلا في كل فصل!»، وأضافت «نظرا إلى أهمية المرحلة يجب تمديد الإجازة ومراعاة ظروف الطالبة، فضلا عن السماح لها بالتأخير 15 دقيقة عن المحاضرة».

لاصعوبات

ولم تجد الطالبة هالة محمد أي صعوبة في التوفيق بين مسؤوليات الأسرة والدراسة بل إنها استطاعت وبسهولة تنظيم وقتها بما يتناسب مع ظروفها مع مساعدة الاساتذة لها اذ تتغيب بعض الأحيان، ويتغاضى اساتذتها عن الغياب فضلا عن تقدير زوجها لظروفها وتشجيعه لها.

back to top