لولوة الغانم لـ الجريدة: المعاق في الكويت حصل على 90% من حقوقه مدرسة خليفة الأولى بالشرق الأوسط في الحصول على شهادة الجودة العالمية
وهبها حفيدها خليفة الدافع إلى تأسيس أول مدرسة في الكويت لذوي الاحتياجات الخاصة، وحملت رسالة سامية في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتحمل جانبا كبيرا من تكاليف تعليمهم لأسباب تراها إنسانية، أعطت لهذه الفئة الكثير فراحت إنجازاتها تترجم على أرض الواقع، وكان آخرها منح المدرسة شهادة الجودة العالمية من الولايات المتحدة.
«لكل طفل معاق كان أو من الأصحاء الحق في الحصول على التعليم وعلى حق المشاركة في العملية التربوية».بهذه الجملة بدأت مديرة مدرسة خليفة لذوي الاحتياجات الخاصة حديثها مع «الجريدة» لتحكي قصة المؤسسة التعليمية التي أشرفت على إنشائها وبنائها منذ اللبنة الأولى وحتى الوقت الراهن، لتحتفل وطلبة المدرسة اليوم وبعد مسيرة تجاوزت العشرين عاما بمنحها شهادة الجودة العالمية من قبل مجلس المدارس العالمية CIS في الولايات المتحدة.وعن هذه المناسبة قالت الغانم «اننا نفتخر اليوم لسببين الأول أننا المدرسة الأولى التي تأسست في الكويت لمصلحة ذوي الاحتياجات الخاصة، والسبب الآخر انها المدرسة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط التي تحظى بمثل هذه الشهادة الرفيعة المستوى، وهذا بحد ذاته وسام نهديه لكل طالب وطالبة في المدرسة». ولربما كان حفيدها خليفة هو السبب في خلق الدافع بداخلها الى تأسيس المدرسة، ولم تقف أمام إعاقته عاجزة، بل كسرت حاجز اليأس وكافحت من أجله ومن أجل أقرانه لمنحهم التعليم والبيئة المناسبة للتكيف مع المجتمع من حولهم. أول مؤسسة تعليميةتقول الغانم ان مدرسة خليفة لذوي الاحتياجات الخاصة هي أول مؤسسة تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة في الكويت تعنى برعاية وتعليم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، تستقبل سنويا 250 طالبا، وهذا عدد كبير نسبيا لكننا نحاول قدر الإمكان عدم رفض الطلاب أو الطالبات لاعتبارات إنسانية، علاوة على ذلك نحاول أيضا إشراك طلبتنا في الرحلات الميدانية، وذلك لدمجهم بالمجتمع تحت إشراف معلمين واختصاصيين.وأكدت أن التعليم اختلف عما كان عليه في ما يخص ذوي الإعاقة سواء بالمناهج أو بأسلوب التعليم، فأصبح هناك تطور أكثر واهتمام أكبر، إذا لم يكن محليا فهو عالمي، وقالت «لدينا أنشطة متنوعة وبرامج جديدة ومتطورة ومبتكرة على مدار العام، ونسعى دائما الى التواصل مع المؤسسات العالمية وارسال معلمينا الى الخارج لتلقى أحدث الأساليب في تعليم ورعاية الطلبة من هذه الفئة، ونحاول في كثير من الأحيان تطبيق البرامج التعليمية المستحدثة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومعرفة نتائجها وتأثيرها الإيجابي على أبنائنا وبناتنا من الطلبة».بعثات خارجيةوتابعت «هذا التطور جعلنا نهتم بمعلمي المدرسة ونرسلهم في بعثات خارجية لتدريبهم على كل ما هو جديد ويخص تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي بعض الأحيان نقوم باستدعاء فريق التدريب إلى الكويت لتدريب معلمينا وصقل مناهجنا الدراسية».وعما إذا كان المعاق في الكويت حصل على حقوقه كاملة أم لا قالت «لا أستطيع القول ان المعاق حصل على كل حقوقه، لكنه حصل على 90 في المئة منها، وهذا أمر طيب، فلقد زادت درجة الوعي لدى المجتمع ونتطلع الى إكمال هذه النسبة، وتابعت بالقول «ان مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة مصطلح قابل للاندثار إذا تكاتفنا سوياً وعملنا جميعا جاهدين من أجل إلغائه لكي لا تبقى لنا إلا اللغة التي يعترف بها العالم من أقصاه إلى أدناه، وكيف نتعلمها ونتدرب عليها ونوظفها لمصلحتنا ومصلحة وطننا الكبير وأمتنا، والمسألة ليست صعبة أو تحتاج إلى وقت وإلى أبحاثٍ ودراسات ومؤتمرات محلية وإقليمية ودولية لمناقشتها، ثم نتائج وتوصيات تمتد إلى عقودٍ وسنوات لكي تنفذ، وإنما يحتاج ذلك إلى خطوات جريئة وثقة بابنائنا الذين حرموا في هذه الدنيا من حاسة أو أكثر».دمج ذوي الاحتياجات وعن قضية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم بالمجتمع قالت «شهدت العقود الماضية إنجازات في تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، واعتقد كثيرون أنها غير قابلة للتحقيق على أرض الواقع، ولعل أهم تلك الإنجازات تطور أساليب تدريس هؤلاء الطلبة، استناداً إلى البحث العلمي، مما شجع على انبثاق حركة غير مسبوقة نحو دمج هؤلاء الطلبة في مدارس التعليم العام بدلاً من فصلهم وعزلهم في مدارس ومراكز خاصة، ولا ريب في أن التوجه نحو الدمج هو توجه نحو المدرسة الفعالة التي تستطيع تلبية احتياجات جميع المتعلمين على الرغم من الفروق الفردية الكبيرة في ما بينهم، ولكن نظم التعليم في بعض الدول شهدت تدهوراً وليس تحسناً في السنوات الماضية». مشكلة الكويتوتابعت بالقول «المشكلة في الكويت وحتى في دول عديدة من العالم أن المجتمع يحيط المعاق بالكثير من الشفقة والعطف والخوف عليه، وهو ما لا يحتاج اليه أبدأ، بل هو في حاجة الى الثقة بقدراته ومنحه الوسائل التي تساعده على الخوض في أمور الحياة اليومية بطريقة مستقلة تمكنه من تحقيق ما يطمح إليه، وفي كل الأحوال، فإن للدمج الناجح شروطاً وخصائص ينبغي توافرها وإلا أصبح مفهوماً غير قابل للتطبيق».وأعربت الغانم عن استيائها لإهمال المجتمع لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ممن تجاوزت أعمارهم 18 عاما، وقالت «يتخرج هؤلاء من المدارس، ولا يجدون من يحتضنهم على الرغم من أن كثيرا منهم لديه من القدرات ما يؤله لتلقي مزيد من التعليم»، والمدرسة تضم 60 طالبا من هذه الفئة العمرية، أتحمل شخصيا تكلفة تعليمهم المواهب الحرفية بالكامل، ويخضعون لبرنامج معين يناسب قدراتهم، بالاضافة الى أعداد الورش الفنية والزراعية، واستذكرت الغانم تجربة اثنين من طلبة المدرسة يعملان حاليا في معرض The One للأثاث والمفروشات، حيث تعمل الأولى كاتبة حسابات وتعاني من التوحد، أما الآخر فهو يعاني من الداون وعمل بائعا، لافتة إلى أنه تم تزويد طاقم العمل هناك بالكيفية التي يحتاج فيها هذان الطالبان الى التعامل معهما. وعن رأيها بمن يدعي أن المؤسسة التعليمية في الكويت أوشكت على الانهيار، ورأيها في هذه القضية قالت «خلونا نعطي نورية الصبيح فرصة، لأنها انطلقت في عملية الإصلاح لتوها، وهي جادة وتعمل بكل جوارحها لتصلح ما تم إفساده في الوسط التربوي والتعليمي، وعلينا جميعا دعمها بكل السبل». الدعم المادي قالت الغانم إن المدرسة «تحصل على الدعم من التبرعات ورسوم التسجيل وأحيانا أدفع من ميزانيتي الخاصة». فن ومسرح كل الطلبة يشاركون فيها ويتم حينها دعوة المسؤولين بوزارة التربية وأولياء الأمور، حصل العديد من طلاب وطالبات المدرسة على شهادات عالمية في الفنون لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث حازت لوحاتهم الفنية إعجاب الهيئات العالمية المتخصصة وهذا يثبت إبداعهم وقدراتهم. شهادة بريطانيةوعن البرامج الجديدة، التي تقدمها المدرسة لطلابها، قالت الغانم ان المدرسة بصدد اعتماد برنامج جديد، وهو اعتماد شهادة بريطانية لطلبة المدرسة في مجالات عديدة كنوع من التقدير والتشجيع لهم. شهادة الجودة العالمية منح مجلس المدارس العالمية CIS شهادة الجودة العالمية لمدرسة خليفة لذوي الاحتياجات الخاصة في نوفمبر المنصرم، وقام ممثلو المجلس بزيارة المدرسة عدة مرات لتقييم الأداء فيها، والاطلاع على البرامج المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة التي تعتمدها المدرسة، وعبر هؤلاء عن إعجابهم بما شاهدوه من مستوى تدريبي عال ودقيق، مما جعل المدرسة تحوز ثقة المجلس، ومنحها بالتالي تلك الشهادة في وقت سريع وقياسي فرضته نوعية البرامج التأهيلية والخدمات والمتابعة الدائمة للطلبة من قبل إدارة المدرسة ومعلميها والعاملين فيها. يذكر أن مدرسة خليفة تعنى بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف الأعمار ونوعية الإعاقات، وتحرص على تقديم برامج تدريبية تتناسب مع كل حالة بما يسهم في التخفيف من معاناتهم ودمجهم في المجتمع. السيرة الذاتية- لولوة خليفة الغانم رئيسة مجلس إدارة مدرسة خليفة _مواليد منطقة القبلة - الكويت_التحقت بكلية البنات الانكليزية في الاسكندرية عام 1949، وكان عمرها ست سنوات، وبقيت الى المرحلة الثانوية._انتقلت الى بريطانيا عام 1958 للدراسة الجامعية، ودرست علم الاقتصاد والخدمة الاجتماعية في جامعة لندن لغاية 1960 ثم رجعت الى الكويت._أسست فكرة بيت السدو في الستينيات بالتعاون مع مجموعة من السيدات منهن نجاة السلطان وألطاف سالم العلي، واستمرت بهذا العمل لغاية عام 1958 (رئيسة مجلس ادارة الجمعية 1985/1978)._اختيرت لرئاسة اللجنة الاجتماعية بنادي الفروسية، الذي كان زوجها احد مؤسسيه، واستطاع النادي ان يبرز عددا من الفارسات، أمثال نادية المطوع وبارعة سالم الصباح._منحت وسام رئيس جمهورية رومانيا لرعاية المعاقين في الأمانة العامة للأوقاف، عضو في اللجنة المالية للمجلس الأعلى للمعاقين وعضو في الصندوق الوقفي.