في ذكرى الغزو

نشر في 01-08-2007
آخر تحديث 01-08-2007 | 00:00
 أحمد عيسى تمر غداً الذكرى السابعة عشرة للغزو العراقي للكويت، التي تختلف هذا العام كونها الأولى بعد إعدام رأس النظام العراقي السابق صدام حسين وأعوانه، بموجب حكم قضية الدجيل، الذي أنصف مطبقوه 160 ضحية وتجاهلوا بقية المتساوين معهم في الظلم، بمن فيهم نحن.

محلياً، مرّ سبعة عشر عاماً على سقوط الدولة بدفاعها ومؤسساتها في غضون ساعات قلائل، دون أن نعلم من يتحمل مسؤولية الغزو العراقي، بعد أن تغيرت مسمياته وبقيت آثاره معلّقة بالمناهج الدراسية، فتحول منذ عام 2003 إلى «عدوان صدامي»، وكان قبلها بالقاموس السياسي العربي مجرد «أزمة وحالة كويتية عراقية».

الغزو العراقي بالنسبة للمواطن الكويتي أكبر من حادثة تسجل بتاريخ بلاده، فمنه بدأ الفساد يرتقي سلم مجده، وفيه كانت اختلاسات الاستثمارات الخارجية، وخلاله تكشفت لنا حقيقة القرار ومؤسساته، وبعده دشنت الدولة ثقافة شراء أو «استرضاء» المواطن، وحددت سعر «المواطنة» بخمسمئة دينار لكل صامد، ثم أسقطت بعده القروض عنه، ولاحقاً فواتير الكهرباء والماء والهاتف، ودفعت له راتبه بأثر رجعي.

الغزو العراقي كان، وسيبقى، مرحلة فاصلة في تاريخ الكويت، تسَيّد معها الإهمال والتسيّب وتكرّست فيها مفاهيم وقيم سلبية كانعدام المسؤولية واللامبالاة وحب الاستحواذ، وهو أيضا دليل على طيبة الشعب الكويتي، الذي تصالح مع المسؤولين عن سقوط دولته، وتسامح مع من وقف ضده، ومستعد الآن للصفح عمن تسبب بروعه وتشريده «سنة الغزو».

في ذكرى الغزو، تأملوا حال أبناء من ضحوا بأرواحهم لينتصر بهم وطن جريح، فتشوا عنهم، اسألوهم: ماذا استفدتم مقابل ما فقدتم؟ الإجابات مؤلمة بلا شك، ففي اللحظة ذاتها التي سالت فيها دماء الشهداء دفاعاً عن الكويت، كانت هناك ذمم تستبيح أموالها، اسألوا ابن شهيد «بدون» عن معنى الوطنية، قاربوا بين المشهدين، واحكموا بأنفسكم.

عودوا وأغمضوا أعينكم... ارجعوا إلى الماضي... انظروا في الحاضر... ثم فكروا بحال ذوي الأسرى والشهداء، فهم الفئة الوحيدة التي مرها الغزاة ورحلوا، وبقي أبناؤها على حالهم، قبل الغزو وبعده!

back to top