دودي وديانا... القصة التي لا يكفّون عن إعادة إحيائها
كم مرة سنعيد قصّ حكاية الأميرة ديانا من خلال الأغاني والقصائد الشعرية والدمى؟ لن نُفاجأ لو رأينا في الأسواق ألعاب فيديو يظهر فيها الصحافيون المتطفلون البارعون في التقاط الصور وهم يحومون حولك ويطاردونك فتركض للاختباء داخل قصر الفايد الفخم والمترف.
خلال حفلات آخر السنة الدراسية في العام 3007 سيجسد التلامذة «قصة الأميرة ديانا» عوضاً عن قصة الخلق وسيُستبدل الأمير فيليب بصورة ثور لأن التاريخ لا يرحم. ذاك ما بدا جلياً على امتداد 1000 سنة. لكن الآن علينا أن نتقبل الواقع المفروض علينا، أي التشويه للانتاج التلفزيوني الدرامي الذي تدور حوادثه حولها. كان البشر بشراً ولم يكن الثورب المثوى الأخير للأميرة ديانا في فيلم «ديانا: الأيام الأخيرة للأميرة». لا شك في أن أمراً غريباً جداً أصاب الحقيقة. عادةً، يصبح الناس أكثر إشراقاً لدى ظهورهم على التلفزيون. لكن في هذا الفيلم كانت ساقا ديانا قصيرتين قليلاً وأعتذر من جنفيف أوريلي التي كان أداؤها رائعاً. أما دودي فقد أسمن وأقصر مما هو في الواقع. وأعتذر من باتريك بالادي وهو الممثل الرائع أيضاً. إن المشاهد أو لقطات الفيديو التي تظهر صوراً حقيقية لديانا ودودي وطولهما الفعلي تبرز بين الحين والآخر خلال عرض الفيلم. جعلت مستحيلاً أن يغيب عن ذهن المشاهد أن شخصيات أخرى تحاول لعب دور كل من ديانا ودودي. إنها أشبه بالشخصيات في متحف مدام توسو في لندن. لكن هؤلاء كانوا أقل جاذبية بكثير من الشخصيات الواقعية. عندما رقصا على يخت دودي في ساعة المغيب كانا رائعين جداً.تجدر الإشارة إلى أن هذا الانتاج الذي يسوده الغموض كان يحمل في طياته روح البرامج التلفزيونية في أميركا اللاتينية حيث الرجال هم رجال والنساء هن نساء، كما أن الممثلين نادراً ما أغفلوا ذكر الألقاب. كتبت عبارة «العطلة الثالثة في المتوسط» على صورة لديانا وهي تصعد على متن يخت، في حين كتبت عبارة «ملكية خاصة لدودي الفايد» على كل شيء تقريباً. كان الحوار رائعاً. همس دودي: «أتوق لتقديمك إلى أصدقائي. هل تعرفين بروس ويليس؟»، ثم عانقها بنعومة قائلاً لها «اذهبي وهيئي نفسك لتكوني أكثر روعة». لكن الانتاج بجملته مغامرة سيئة ناتجة من الغرور والتباهي. لمَ شعر منتجو هذا الفيلم أن في إمكانهم سرد القصة كما لو أنها كانت شخصية مغمورة ولم يسمع بها أحد من قبل؟ كان الحراس الشخصيون الأكثر جاذبية لأنهم ببساطة الأكثر صدقاً والأقل ابتذالاً وتكلفاً في الفيلم. كذلك أحببت أسلوب كيز وينغفيلد الناجح في التعبير عن واقع الأمور بصورة تخفف من وطأة تأثيرها، إذ قال «إن الفايد شخصية مرحة ولا يمكنني أن أصف مشاعر دودي (...)».في أوج الدراما في تلك الليلة الباريسية المشؤومة صاح الممثل الذي يؤدي دور كيز وينغفيلد: «سيدي ما تفعله يخالف المعايير والتدابير التنظيمية كلها!». حين كان الحارسان يتجادلان حول مَنْ منهما سيرافق دودي وديانا في السيارة، كنت انزلقت إلى حافة المقعد الذي أجلس عليه. كانوا أشخاصاً من لحم ودم لا تماثيل مصنوعة من الشمع. كانت أروع لحظة في البرنامج الدرامي من ساعتين».