رسالة من القلب

نشر في 08-04-2008
آخر تحديث 08-04-2008 | 00:00
 نايف الأزيمع

إذا كان لابد من ترشح كل من الأخ أحمد الديين، والأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم للانتخابات، فلماذا اختيار الدائرة الثانية؟! والمعروف والمؤكد، أن هذه الدائرة فيها أسماء وعناصر معروفة، ومشهود لها بالوطنية، والنزاهة. وتنتمي علناً إلى قوى تقدمية وديموقراطية اختارتها، ورشحتها وستدعمها. فهل هناك تفسير آخر للنتيجة، غير تشتيت الأصوات ما بين أبناء المعسكر الواحد؟!

فوجئت، وأقولها صراحة بخبر ترشح كل من الأخ أحمد الديين، والأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم للانتخابات، ومصدر المفاجأة، أن لكليهما اسمه، وصيته، ومكانته، وتقديره بشكل عام، ولدى النخبة والمثقفين، وأصحاب الرأي بشكل خاص.

وفيما يخص أبا فهد فهو صديق عزيز، وكاتب مرموق، وصاحب موقف وطني وديموقراطي واضح ومعروف، ومن ثم هو في صف -إن لم يكن- في مقدمة القوى التقدمية والوطنية والديموقراطية، وقد مهر انتماءه إلى هذا المعسكر بكتاباته المتواترة، وقبلها، بالتزامه العملي! وهنا ليس لدي أي اعتراض لا سمح الله، على شخصه، ولا على آرائه أو مواقفه.

ومن الجانب الآخر، فالأستاذ محمد الجاسم، هو أشهر من نار على علم، فقد بات اسمه، ورأيه، ومقالاته، وميزانه الأكثر متابعة على مستوى الكويت وحتى خارجها. ولا أعلن سراً، أنني وكثيرين غيري نثمن له أسلوبه، ونحسده على جرأته، ونردد معه وخلفه، ولو بصوت خافت «آمين»!

لكن ما تقدم، لا يشفع لأي منهما أن ينزل إلى حلبة الصراع والانتخابات، فالكاتب المتميز، لا يعني بالضرورة أنه مرشح مقبول، والناجح بالكتابة، ربما يفشل بالخطابة، والمبدع في المقالات قد لا يفلح في الندوات... هذا أولاً، وثانياً، إذا كان لابد، وثمة ضرورة وطنية ملحة لخوض هذه الانتخابات، فلماذا اختيار الدائرة الثانية؟!

المعروف والمؤكد، أن هذه الدائرة فيها أسماء وعناصر معروفة، ومشهود لها بالوطنية، والنزاهة. وتنتمي علناً إلى قوى تقدمية وديموقراطية اختارتها، ورشحتهاوستدعمها.

فهل هناك تفسير آخر للنتيجة، غير تشتيت الأصوات ما بين أبناء المعسكر الواحد؟! ومن ثم الصب في مصلحة المنافسين أياً كانوا؟! ومع اقتناعي الكامل بأن صاحبينا لن ينالا أصواتاً كافية! وقد جربها الأخ العزيز أحمد سابقاً، ومرتين! وقد قيل: «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين».

وأبو فهد مؤمن حقيقي بالديموقراطية، بل هو داعية لها وللتقدم، ولا أظن أن تنطلي عليه ما تردده الخزعبلات من أن «الثالثة ثابتة» حتى يحرج نفسه وأصدقاءه ومحبيه ومريديه؟

أما أستاذنا محمد الجاسم، فكم تمنيت لو تفرغ لنضاله العلني، وصب كامل جهده لكتابة مقالاته الجريئة والمقرؤة، واستمر بنشر كتبه المهمة، وحافظ على بقاء ميزانه.

يصعب على المرء أن يقول رأيه صراحة وفي العلن، فيما يخص صديقا عزيزا، أو كاتبا محترما، لكن كوني أخاطب كاتبين، وصحافيين، وسياسيين فإنني أجد لنفسي العذر بأن أكون صريحاً معهما، وأن أقول لهما بالعلن ما يقوله الكثيرون من أصدقائهما بالسر.

فصديقك من صدَقَك «بفتح الدال» وليس من صدَّقَك «بتشديد الدال»! وهي مناشدة أخوية نابعة من محبة وحرص وتقدير، وهي كلمة حق لا بد أن تقال في هذا المجال، فلا خير فيّ إن لم أقلها، ولا خير فيكما إن لم تسمعاها... اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد!

back to top