أفلام الفضائيّات... أفلام مقاولات أم فرصة الوجوه الجديدة؟
هل أفلام الفضائيات هو التطور الطبيعي «لأفلام المقاولات» التي عرفتها السينما المصرية في الثمانينات من القرن الفائت؟ بتعبير أدق هل المواصفات والشروط وحتى ظروف الإنتاج هي القاسم المشترك بينها؟
تمنح هذه الأفلام الفرصة لأجيال جديدة على المستويات كافة وليس في مجال محدد، فإلى أي حد يمكنها المساهمة في تطوير صناعة السينما المصرية شكلا ومضمونا وهل ستنتج «زحاماً كبيراً» من دون أن ينجح أحد في ترك بصمته الخاصة التي تؤهله الإستمرار كما يرى البعض؟شروط السوقفي هذا السياق يؤكد الناقد السينمائي نادر عدلي أن «ظهور سبع قنوات فضائية متخصصة في الأفلام أدى دوراً رئيساً في الترويج لهذا النوع من الأفلام، نظراً الى أن تصويرها لا يستغرق وقتاً كبيراً، ومن ثم فهي تنتج بكثرة لأن كلفتها ليست باهظة وبذلك تغطي ساعات الإرسال الطويلة لهذه القنوات».ويرى عدلي أن «هذه الافلام الجديدة قد تكون فرصة حقيقية لتخريج جيل جديد من الممثلين والمخرجين ومن العناصر الفنية المختلفة كالتصوير والمونتاج نظرا الى كثرة الإنتاج»، موضحا ماهية «أفلام المقاولات» وأنها ليست عيبا بل تستخدم بشكل سيىء أو توظف بطريقة سيئة، فمفهومها يعني أنها افلام محدودة الانتاج، يُرصد مبلغ محدد لها يتحرك صانعوها في حدوده، ما يفسر سبب الاستعانة بكاتب سيناريو وممثلين ومخرجين لا يطلبون أجراً مرتفعاً، كذلك لا تستغرق هذه الأفلام أكثر من أربعة أسابيع لإنجازها وقد ظهرت في أعقاب ظهور الفيديو الذي فتح السوق لإنتاج المئات من الأفلام. على الدرب نفسه سارت الفضائيات التي بدأت تدعم عشرات الأفلام لتغطي ساعات إرسالها، غير أنها، أفرزت أفلاما رديئة شكلا ومضمونا، خصوصاً مع اللجوء الى أنصاف المواهب على مستويات الفيلم كافة، على الرغم من أنها شكلت فرصة وما زالت، في تخريج أجيال سينمائية محترفة تحرك سوق الصناعة وتطوره». أفلام رخيصةمن ناحيتها، ترفض المنتجة مي مسحال، منتجة «بنات موتوسيكلات» وهو أحد الأفلام المنتمية الى هذه الظاهرة، اتهام بعض أفلام الشباب بأنها أفلام مقاولات لمجرد ضعفها إنتاجياً، وهو ما اشتهرت به، مشيرة الى أن «المنتج يضطر الى رفع ميزانية الفيلم إذا كان بطله أحد نجوم الشباك، لأن هذا النجم يلتهم وحده نصف الميزانية، لكن هذه الأخيرة تتراجع الى الحد الأدنى لو أن الفيلم نفسه أدت بطولته مجموعة من الشباب يخطون خطواتهم الأولى على الرغم من أن هؤلاء قد يحققون نجاحاً أكبر». وترى مسحال أن «لجوء بعض المنتجين الجدد الى إنتاج أفلام رخيصة قد يهدد الصناعة لأنهم ليسوا على دراية جيدة بآليات الإنتاج ويسيطر عليهم الخوف من فشل التجربة فتكون الخسارة هي النتيجة، كذلك جهات الإنتاج الكبرى التي تقدم مثل هذه التجارب لأنها تدمر السينما والشباب الذين يشاركون فيها في آن، فتخرج الى النور أعمال فاشلة محكوم عليها بالموت يوم ولادتها».وتتفق مع عدلي في أن ظهور فضائيات متخصصة بالأفلام أدى إلى زيادة حاجتها الى أفلام جديدة وهو ما دفع بعض هذه القنوات إلى إنتاج هذا النوع.يؤكد مدير غرفة صناعة السينما المصرية سيد فتحي الآراء السابقة ويربط بين ظهور هذه الافلام وانتشار القنوات الفضائية لتملأ بها ساعات إرسالها، مشيرا الى «أنه ليس لاحد سلطة منع هذه القنوات من إنتاج ما تريده وهي في هذا الامر كالتلفزيون الذي ينتج الأفلام لحسابه من دون أن يكون للقائمين على صناعة السينما سلطة عليه».ويؤكد فتحي أن تأثير هذه الافلام ليس كبيراً على صناعة السينما، متسائلاً هل يتساوى فيلم أنفق عليه ويؤدي بطولته نجم ويسعى المشاهد الى مشاهدته بفيلم رخيص أبطاله ليس لهم أي ثقل فني؟ لكنه لا ينفي أن في افلام الفضائيات فرصة جيدة للشباب. أما الممثلة هبة السيسي فتتفق مع مي مسحال في رفضها اتهام سينما الشباب بأنها سينما مقاولات أو بأنها فاشلة، بحجة أنها رخيصة أو أن نجومها لا يتقاضون أجورا عالية، مؤكدة أن «أفلام الفضائيات التي تنتج راهنا هي فرصة جيدة للشباب سواء ممثلين أو مخرجين أو كتاباً، عليهم استغلالها جيدا كي يحققوا من خلالها ما يحلمون به من نجومية ومن ثم يفرضون أسماءهم على المنتجين الكبار من محتكري صناعة السينما».وتؤكد هبة أن أغلبية الشباب يرفضون العمل في أعمال هابطة لأنهم يعلمون جيدا أنها لن تضيف إليهم بل ستدمرهم تماماً.