Bridge To Terabithia فيلم عائلي يحمل عبرة

نشر في 16-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 16-10-2007 | 00:00
No Image Caption

 Bridge To Terabithia مثال للفيلم الذي لا يقدّم ما وعدت به الحملة الإعلاميّة التي أطلقتها شركة ديزني بذكائها اللامحدود لصنع فيلم أكثر خفّة من فيلم سلسلتيّ أفلام Harry Potter أو Chronicles of Narnia. رغم وجود العناصر الخياليّة التي تتضمّنها القصّة، إلا أن الفيلم يدور حول الصداقة لا حول السيوف والشعوذة كما في سلسلتي الأفلام المذكورتين أعلاه وهذا الامر جليّ لقارئ رواية كاثرين باترسون المقتبس عنها الفيلم.

يُظهر الفيلم أنّ أفضل طريقة للهرب من الواقع المرير هي الخيال والصداقة. يذكّرنا الفيلم عامة بمجموعة من الافلام المتشابهة مثل Heavenly Creatures و Pan’s Labyrinth و My Girl. لكنّ الطّريقة التي يتبعها المخرج في معالجة القصّة مختلفة تمامًا، تتناول قصّة شخصين لديهما أفكار كثيرة مشتركة. يقومان برحلة خيالية تبعدهما عن الواقع المرير وعن الزملاء المزعجين في المدرسة والأهل المهملين والأعمال الروتينية والفروض المنزلية.

جيس أرونز (جوش هاتشرسون) فنّان لكن لا أحد من أفراد عائلته أو زملائه يقدّر موهبته في الرّسم. للوهلة الأولى نراه فنّانًا رائعًا لكننا نذهل أكثر حين تعلم أنّ عمره لا يتجاوز العشرة أعوام. تظهر ليسلي (أنّا صوفيا روب) الفتاة الجديدة في الصفّ التي تغدو موضوع سخرية لزملائها في الصف رغم حيويتها، إذ أنّها فنّانة مثل جيس وبارعة في الكتابة. في البداية ربطت بين جيس وليسلي علاقة زمالة لكنّها سرعان ما تحوّلت إلى صداقة وأصبحا يقومان بالكثير من النشاطات معًا وقادتهما استكشافاتهما في الغابات إلى مكان أطلقا عليه اسم تيرابيثيا.

تيرابيثيا مكان موجود في مخيّلتهما أصبحت فيه بيوت الغابة قلاعًا والأشجار مخلوقات عملاقة والسناجب آكلة لحوم البشر. أثناء وجودهما في تيرابيثيا يختفي العالم من حولهما ويتمتعان برفقة بعضهما البعض ويخوضان معًا مغامرات يتخيلانها، يؤثّر إيجابياً على الواقع الذي يعيشانه. يغدو جيس ألطف تعاملاً مع شقيقته الصغيرة ماي بال (بايلي ماديسون) وينتهي أهل ليسلي من كتابة الرواية فيتمكنان من الاهتمام بها. كما تكتشف معلّمة الموسيقى الآنسة إدموندز (زوي ديسشانيل) موهبة جيس وتساعده في تنميتها.

رغم أنّ الفيلم يتناول نظرة أطفال في الصف الخامس، يستطيع المشاهدون الراشدون مشاهدته فالمواضيع مهمّة وفيها نضج. سيجد الراشدون حقيقةً في ما يقدّمه Bridge To Terabithia. ليس فيلمًا سطحيًّا موجّهًا إلى فئة محدّدة من الأعمار، بل هو محبوك بطريقة فنيّة. ينتهي الفيلم بنوع من التفاؤل لكنّه لا يجعل الأمور كلها جيّدة حتى في أرض الأحلام!

الممثلان الصغيران جوش هاتشرسون وأنّا صوفيا روب مؤثّران. يعتمد الفيلم عليهما. الصداقة بينهما مقنعة ونجح الممثلان في إظهار ذلك. أمّا الممثلون الثانويون فلا يظهرون إلاّ لدى استدعائهم لتقديم المساعدة. من ناحيتهم، يقدم زوي ديسشانيل وروبرت باتريك والصغيرة بايلي ماديسون أداءً جيّداً.

رغم ما صرحت به ديزني حول أنّ Bridge To Terabithia ليس غنيًّا بالمؤثرات الخاصّة، إلا أن المشاهد القليلة التي أستعين فيها بالكومبيوتر ناجحة. يلامس الفيلم المشاعر ويذكّر بأهميّة تشجيع الإبداع لدى الأولاد عبر منحهم فسحة يلجأون إليها حين يضيق بهم الواقع. إنه من الافلام العائلية الجيّدة لهذا العام.

back to top