أحمد السقاف: الحرية أكسجين الإبداع المجلس الوطني كرّم شخصية مهرجان القرين الثقافي
احتضن مسرح متحف الكويت الوطني، مساء أمس الأول احتفالاً لتكريم شخصية مهرجان القرين الثقافي الشاعر أحمد السقاف، حضره أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي، وعدد من المثقفين والأدباء، بالإضافة إلى أبناء الشاعر.
أشاد أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي في كلمة ألقاها بالدور الرائد للشاعر أحمد السقاف في إرساء دعائم الثقافة في الوطن العربي، وقال: هو أحد المبدعين أو المثقفين العرب الذين أسهموا بجهودهم في إثراء الثقافة العربية، وتعزيز مكانتها بين ثقافات العالم المختلفة بدءا من الدورة الرابعة لمهرجان القرين الثقافي في عام 1997، لافتا إلى انه خلال دورة المهرجان الراهنة ارتأت الأمانة العامة للمجلس تكريم أحد أبناء الكويت من المبدعين الذين شاركوا بثمرات فكرهم، ونتاج عقولهم في إثراء وتعزيز موقع الكويت على خارطة الثقافة العربية، فكان الاختيار تكريم الشاعر الأديب أحمد السقاف، مشيدا بمشوار المحتفى به معتبرا انه يمثل مسيرة وطن في العلم والثقافة والإبداع، مؤكدا أهمية دور الكويت في احتضان ورعاية أبنائها محاولة العرفان بالجميل، ورد الدين لأبنائها النوابغ.وأوضح أن السقاف لم يكن مهتما بشؤون وطنه وحسب، بل امتدت اهتماماته لتشمل قضايا الأمة العربية، مطالبا بالاستقلال والتحرير الوطني لبناء مستقبل أفضل، داعيا إلى الوحدة العربية التي يدافع عنها بشراسة، وتجلى ذلك من خلال عمله سفيرا ومسؤولا عن الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي في حقبة الستينيات، واضعا اللبنات الأولى للمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية في أنحاء كثيرة من الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية، ونظرا الى اسهاماته المتنوعة في مجالات الثقافة والأدب والتربية والصحة، وحظي بالتكريم من جهات مختلفة ومحافل ثقافية وأدبية.شهادةثم تحدث محمد السداح بصفته أحد تلاميذه مبتدئا كلمته ببيت شعر للشاعر أحمد شوقي، مركزا على التغييرات التي طرأت على حقل التعليم في الكويت، مفتقدا جدية المعلم وحرصه على اكتمال التحصيل الدراسي للطلاب، وترسيخ المعلومات العلمية لديهم، إضافة إلى المعلومات الحياتية، معتبرا الشاعر السقاف نموذجاً يحتذى به وقدوة حسنة للمعلمين في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن السقاف جسد قيم جيل بأكمله، داعيا إلى التضامن العربي الذي نفتقده في هذه الأيام باذلا قصارى جهده ليكون للجيل الحديث هوية، حاملا مشعل أشرف رسالة، هي رسالة التعليم. مسيرة فكريةوجاءت كلمة شخصية مهرجان القرين الثقافي لهذه الدورة على لسان ابنته فارعة السقاف، نظرا الى الظروف الصحية التي حالت دون حضوره ليلة تكريمه، وقرأت فارعة كلمة والدها بالنيابة عنه، مؤكدا أن المشاعر تتأجج أثناء التكريم وتقدير المبدعين، مشيرا إلى أهمية مهرجان القرين الذي يعد مشعلا آخر يضاف إلى مشاعل التنوير الكثيرة التي أضاءتها الكويت لتنير بها العقل العربي، معتبرا ذلك تأكيدا على التزام الكويت بنهجها المميز بالمبادرة والعطاء والتضامن العربي.وأكد أن ما قدمه للمسيرة الفكرية والثقافية في الكويت أو الوطن العربي هو فيض من عطاء الكويت السخي لأبناء الأمة العربية.مشيرا إلى اسهامات الكويت في الساحة الثقافية من خلال مجلة العربي و«تاج العروس».واستطرد السقاف موضحا أن تقدم الأمم مرهون بابداع ابنائها وإبداع الأبناء مرهون بالمناخ الذي يعيشون فيه، فالشاعر والمفكر والأديب والفنان يحتاجون الى اكسجين نقي يتنفسونه واكسجينهم هو الحرية، حرية الفكر، وحرية الكلمة، وحرية القلم والريشة، فإن لم يكن لهم ذلك فلا نهضة ولا تقدم ولا حضارة.وأكد أن الكويت حكومة وشعبا أدركت هذه الحقيقة مما اكسبها موقعا متميزا بين الدول العربية منذ الستينيات، مشيرا إلى أن الكويت أصبحت واحة الحرية والديموقراطية وملاذا آمنا وحاضنا مثاليا لابداعات الكبار من الكتاب والشعراء والفنانين والادباء من الكويتيين والعرب.وفي ختام كلمته، التي جاءت على لسان ابنته فارعة، وجه رسالة واحدة: الحرية أولا والحرية ثانياً والحرية ثالثاً.وعقب الكلمات والشهادة قدم فيلم وثائقي تضمن بعض المشاهد التمثيلية التي تتناول مسيرة الشاعر أحمد السقاف في الثقافة والابداع.وكان عريف الحفل يوسف خليفة قد استهل الأمسية بكلمة مقتضبة أثنى فيها على الشاعر، مستعيناً بإحدى قصائده.