لعبة ولاعبون

نشر في 02-11-2007
آخر تحديث 02-11-2007 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

الجميع مرتبك ومرعوب من المستقبل... متى يبدأ الازدهار؟ ومتى تعود بلادنا إلى عصرها الذهبي؟ وهل من نظرة ثاقبة وبارقة أمل تعيدها إلى زهوها وروعتها؟! هذا للأسف لن يحدث إلا إذا تصافت القلوب وحَسُنت النوايا وتغيرت اللعبة وتبدل اللاعبون.

سأحدثكم اليوم عن بلد كانوا يطلقون عليه في السابق «دانة» الخليج ويلقبون أحد حكامه «أبا الدستور» ويضرب بديموقراطيته المثل والإعجاب، هذا إضافة إلى أنه كان رائداً في كل المجالات وعلى جميع المستويات، إلى أن اعتدوا على الدستور وألغوا البرلمان وجاء الغزو الغادر فدمّر الحرث والنسل، فتجمعت دول العالم وجيّشت الجيوش لإعادته إلى الخارطة وهذا ما كان بالفعل... لكن، ماذا حدث بعد ذلك؟! بدل أن يولد هذا البلد من جديد ازداد خراباً على خراب، فبعد أن رحل من رحل ومات من مات، وابتعد من ابتعد، ومرض من مرض من رجالاته، حقَّ عليه القول، ودبَّ الخلاف بين أبناء العمومة إلى أن أصبحوا فرقاً وجماعات، وأناساً ضد أناس، وشيوخاً مع شيوخ، وسادت عقلية التآمر... أحمد ضد فهد، وفهد ضد محمد، وأحمد يحارب ناصر، وفهد لا يحب طلال، وأحمد يتآمر على جابر ويريد كرسيه، وفهد «زعلان» لأنه مهمش، والناس تشاهد هذا المنظر المؤلم ولا تعلم ما الدواء، والمشكلة والطامة أنهم انشغلوا بخلافاتهم وتركوا البلد «واقفاً»... لذلك أعتقد ومعي الكثير أن المشكلة ليست في الحكومة أو في المجلس، المشكلة الأساسية والرئيسية، ودعونا نقولها بكل صراحة ولا نضع رأسنا في الرمل، المشكلة في أبناء الأسرة.

لدينا أزمة حكم حقيقية ظاهرة على السطح وعلى صفحات الجرائد ولا نعلم ماذا نفعل نحن أبناء هذه البلاد المحبين لأرضها ولنظامها، يرى الكثيرون غيري أنه يجب أن يكون لأبناء الشعب ورجالاته موقف من هذا التدهور، لكن متى وكيف، لا أعلم، فيا جماعة... الكثير يشعر بالإحباط والخيبة والأسى على ما كان وعلى ما حصل والكل يتساءل: أين كنا؟! وأين صرنا؟! وأجزم بأن لا أحد سعيد.

والجميع مرتبك ومرعوب من المستقبل... متى يبدأ الازدهار؟ ومتى تعود بلادنا إلى عصرها الذهبي؟ وهل من نظرة ثاقبة وبارقة أمل تعيدها إلى زهوها وروعتها؟! هذا للأسف لن يحدث إلا إذا تصافت القلوب وحَسُنت النوايا وتغيرت اللعبة وتبدل اللاعبون.

back to top