غريب لـ الجريدة: لم أفكّر في خوض غمار العمل السياسي مستقلون مالياً وإدارياً... و450 ألف مسيحي في الكويت
يقول راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت القس عمانوئيل غريب، إنه لم يفكر مطلقاً في دخول العمل السياسي أو الترشح للانتخابات البرلمانية، لأنه كرس نفسه للعمل الديني.
أكد راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية القس عمانوئيل غريب، أن الشعب الكويتي وحكامه ومنذ القدم جُبلوا على احترام الآخر، واتسموا بتسامحهم مع الآخر بشكل لا محدود.وأوضح أن الكنيسة الإنجيلية نشأت نتيجة الإرسالية الأميركية التي جاءت إلى الكويت في أوائل القرن الماضي، وأشار عمانوئيل في حوار خاص لـ «الجريدة» إلى أن أعداد المسيحيين في الكويت تتراوح ما بين 400 إلى 450 ألفاً. وفيما يلي التفاصيل:• تتميز الكويت بالتسامح وإطلاق حرية العبادة، كيف ترون ذلك؟- المجتمع الكويتي منذ القدم مجتمع منفتح، ولأنها قليلة مواردها وقريبة من البحر، جعل ذلك أبناء الكويت يركبون البحر ويصلون بالتجارة إلى شرق أفريقيا والى الهند، وهذه الأخيرة تضم مختلف الديانات والثقافات، ومن ثم ومن خلال التعامل والاحتكاك بالآخر فقد جُبل أبناء الكويت على التسامح والتعامل مع الآخر باحترام.وقد تميز حكام الكويت منذ القدم بترحيبهم بمن يأتي الى الكويت طلبا للرزق، والكويت معروفة بأنها مفتوحة لكل من يطلب العيش بشرط احترام القانون.وجاءت أول بعثة مسيحية الى الكويت في أيام المغفور له، بإذن الله، الشيخ مبارك الكبير الذي سمح بدخول الإرسالية الأميركية إلى الكويت في البداية كخدمة طبية، ثم بعد ذلك سمح لهم بممارسة النشاط الديني، وسار على نهجه جميع حكام الكويت من بعده الذين توارثوا نهج التسامح،• كم عدد المسيحيين الموجودين في الكويت؟- يتراوح عدد المسيحيين ما بين 400 إلى 450 ألف شخص، أغلبهم من الجنسية الهندية، وأكثر الطوائف الموجودة هي الكاثوليكية ثم الأرثوذكسية، ثم الإنجيلية.• كنيستكم من تتبع؟- كنيستنا تسمى كنيسة مشيخية، وهي إحدى الفرق الإنجيلية التي نشأت عن الإصلاح الديني الذي تم في القرن السادس عشر الميلادي على يد مارتن لوثر، وكان هدفه هو إصلاح الكنيسة الكاثوليكية من الداخل، وتطورت الأمور إلى أن انفصل عن الكنيسة الكاثوليكية ونشأت الكنيسة الإنجيلية وانتشرت واتخذت عدة فرق، واحدى هذه الفرق هي الكنيسة المشيخية ومن اسمها فإن من يديرها هم شيوخ كبار يتميزون بالحكمة والتدبير وكبر السن.وأكثر ما يميز كنيستنا هو الديموقراطية، فجميع وظائف الكنيسة تتم بالانتخاب، فالشمامسة (الشماس رتبة كهنوتية في الكنيسة) يتم انتخابهم، كذلك يتم انتخاب الشيوخ أيضا وهم نوعان، شيوخ معلمون وشيوخ مدبرون، والشيخ المعلم هو القسيس ولابد أن تتوافر فيه مواصفات معينة مثل معرفته بالكتاب المقدس وحصوله على مؤهل لاهوتي أو شرعي (يقابل الشريعة الإسلامية في الإسلام) ويتمتع بسلوكيات وأخلاقيات مشهود لها بالنزاهة.والكنيسة الإنجيلية نشأت نتيجة الإرسالية الأميركية التي جاءت في أوائل القرن الماضي، وكنيستنا تتبع مجمع سنورس النيل الإنجيلي في مصر، ومجمع سنورس الوطني في سورية ولبنان عقائديا، لكن من الناحية المادية فنحن مستقلون ماليا وإداريا.استقلال مالي• من أين تحصلون على مواردكم المالية؟- من داخل الكنيسة ومن الأعضاء أنفسهم، فنحصل على مواردنا المالية من خلال العطاءات التي يقدمها أعضاء الكنيسة عقب الصلوات، أو من خلال اشتراكات شهرية يقدمها أعضاء الكنيسة كل حسب قدراته، وهناك مصدر آخر هو التبرعات التي يقدمها اعضاء الكنيسة. • وهل تتلقون مساعدات أو مساهمات من وزارة الشؤون مثلا؟- لا.علاقة الكنيسة بالدولة • ما علاقة الكنيسة بالدولة؟ وهل تعانون من أي مشكلات في معاملاتكم مع أجهزة الدولة؟- علاقتنا بالدولة أكثر من ممتازة، فالدولة تقدم لنا جميع التسهيلات، والحكومة ممثلة في سمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء، كل في مجاله، يقدمون لنا كل الدعم لاستمرار نشاطات الكنيسة، فعلى سبيل المثال، فإن وزارة الداخلية تسهل لنا إجراءات الزيارة والإقامات الخاصة بضيوف الكنيسة من رجال الدين المسيحي من غير الكويتيين، كذلك فإن الكنيسة لها ملف في وزارة الشؤون ونحن من القطاعات المستثناة في استقدام العمالة، أما بالنسبة لتعامل وزارة الإعلام معنا فنحن لدينا اتفاقية مع الوزارة من خلال إحدى الشركات التجارية التي تنوب عن الكنائس لاستيراد الكتب المسيحية وأشرطة الكاسيت والفيديو المسيحية لخدمة الجاليات الموجودة في الكويت، حيث بلغ عدد اللغات التي نستورد بها نحو 50 لغة، ولدينا ترخيص سمعي وبصري لاستيراد أشرطة الكاسيت والـ سي دي والـ دي في دي.وجميع الأشرطة والكتب يتم استيرادها من خلال رقابة إدارة المطبوعات في وزارة الإعلام وهم متساهلون معنا في إطار تفهمهم لدور الكنيسة كمؤسسة روحية تعمل للمصلحة العام.كذلك فإن هناك تعاونا مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وعلاقتنا بهم جيدة، وهم متفهمون لدور الكنيسة ونلتقي معهم دائما.الكنيسة تضيق بالمصلين• هل المبنى الحالي للكنيسة يستوعب أعداد المصلين أم تفكرون في التقدم للسلطات لبناء كنيسة جديدة؟- نشكر الله من أجل الحرية التي نتمتع بها في ممارسة شعائرنا الدينية، ولكن في أوقات الذروة، المكان يضيق بنا وبالمصلين الذين يتزايد عددهم، خصوصا في يوم الجمعة الذي هو يوم الصلاة الرئيسي لكنيستنا، لذلك فقد قمنا بتقديم طلبات للسلطات المعنية لتخصيص أرض لإقامة كنيسة عليها لاستيعاب الأعداد المتزايدة، ونأمل من المسؤولين الرد علينا بالإيجاب في هذه المسألة.وفي هذه المناسبة أود أن أقدم الشكر للحكومة على تفضلها بتخصيص قطعة أرض للكنيسة المصرية، نظرا لاحتياج الدولة للأرض المقام عليها مبنى الكنيسة الحالي لاستكمال مشروع تطوير الدائري الأول السريع.العمل السياسي• هل فكرتم في الترشح للانتخابات؟- لا... فرسالتي روحية ودينية، وقد كرست نفسي للخدمة الدينية ولا أفكر على الإطلاق في العمل السياسي.• ما رأيكم فيما تبثه بعض القنوات الفضائية من هجوم على الإسلام؟- نرفض الإساءة إلى أي دين أو أي رمز ديني. ورأينا في هذا الموضوع معلن في أكثر من مناسبة، خصوصا ما أثير في أزمة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول، وبعد ذلك تصريحات بابا الفاتيكان، وقد أصدرت رابطة الكنائس المسيحية الموجودة في الكويت بيانا رفضت فيه الإساءة لأي رمز ديني، لأننا نرى أن ذلك يؤدي إلى التوتر. • هل تقوم كنيستكم بحملات تبشيرية؟- كنيستنا موجودة في دولة إسلامية وقانون الدولة يحظر التبشير أو الدعوة العلنية لاعتناق المسيحية، وبالتالي فنحن ملتزمون بالقانون.