من حبنا لها... نبني لها

نشر في 05-06-2007
آخر تحديث 05-06-2007 | 00:00
 صلاح مضف المضف سمعنا وقرأنا في الصحف نعوتاً وتحليلات عدة لمسألة الديموقراطية ومأزقها داخل البلاد، خصوصا من قبل نواب مجلس الأمة، ومال بعضهم إلى اعتبار «الديموقراطية»، بوضعها الراهن في البلاد، هي المعوق لعجلة التنمية في الكويت، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل تبدلت أنماط الحديث والحوار داخل البرلمان نفسه، الذي تحول إلى ساحة من المشادات و الخلافات الدائمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. والأهم من هذا تبين صعوبة تسيير التعاون المفترض بين السلطتين، من أجل تحقيق ممارسة ديموقراطية حقة لنواب المجلس.

ومن خلال العودة بالذاكرة إلى ماض ليس بعيدا، والنظر الى كم الاستجوابات والخلافات بين السلطتين، يمكننا بسهولة تعيين أولئك النواب الذين تسببوا في هذا «التأزيم»، ويبقى تساؤل مهم هنا، هل السبب في هذا «التأزيم» .. هم النواب وحدهم، أم أن بعض الوزراء أيضا شركاء في تلك الظاهرة؟

لا ننكر ان بعض النواب والوزراء كانوا سببا في بعض مظاهر «التأزيم» وتعطيل مسيرة وبرامج الإنماء والتنمية، وذلك لمصلحة خاصة كبعض نواب الإخوان الذين يفتقرون لأبجديات الحوار السياسي والنهج الديموقراطي.

فالجميع يمارس الديموقراطية حسب اعتقاده، أو حسب اعتقاد جماعته التي ينتمي اليها، بصرف النظر عن مصلحة الكويت، فالمصلحة الذاتية تأتي في المرتبة الأولى ثم تليها الكويت في مكانة متأخرة.

ولم ينته الأمر عند ذلك فحسب، بل وجدنا بعض نواب الإخوان يدخلون في قضايا وموضوعات هامشية ليست ذات أهمية، بقصد إحداث بلبلة وتشويس.

وكما ذكرت سالفا، فإن الجميع يعمل حسب اعتقاده، ولاتوجد ضوابط وإدراك بالدور الحقيقي المفترض أن يؤديه كل نائب أو وزير تجاه بلده الكويت.

وفي هذه المرحلة بالتحديد، نرى بعضهم يطالبون باستجواب وزير النفط، منهم من يعارض، ومنهم من يوافق، ومنهم من لم يرض بالاعتذار، ولا اعتراض من جانبنا على ذلك، لكن الأهم في تلك المسألة أنه ينبغي أن يستجيب القائمون على السلطتين التشريعية والتنفيذية لمطالب الشعب.

فلا بد من إعلاء الشفافية، وأن يمثل كل مذنب أمام الاستجواب، وإن تبين خطؤه فليحق عليه الجزاء، وإن لم يثبت، تُبرأ ساحته وتنجل الصورة أمام السياسيين والشعب على حد سواء.

تلك هي الديموقراطية والشفافية المطلوبة، وهكذا يكون التعاون والتنسيق بين السلطتين في إطار حضاري غير منحاز لجماعة ما، منسجما مع المعنى الأهم؛ وهو حب الكويت .. لذا فدعونا نبن لها طالما كان هناك حب صادق لذلك البلد العزيز على قلوبنا.

back to top