ريدا بطرس: لا أؤمن بالجوائز... لأنّها تُشرى وتباع

نشر في 22-07-2007 | 00:00
آخر تحديث 22-07-2007 | 00:00
نجمتا الجمال والدلال نينا وريدا بطرس. الشقراء نينا اختارت الزواج مبتعدة بشكل نهائي عن الفن. وها هي السمراء ريدا تكمل مسيرتها الفنية وحدها متحدية الواقع، مثبتة نفسها من جديد فنانة من الطراز الرفيع على الساحة الفنية العربية. لا تشبه أحداً. طموحها كبير وثقتها بنفسها أكبر. تعشق وطنها لبنان. تقدرالوفاء وتكره الكذب. ترى أن على الفنان احترام المجتمع. مجتهدة في عملها. منشغلة راهناً بالتحضير لأغانيها الجديدة التي ستبصر النور قريباً.
«الجريدة» حاورت ريدا بطرس في الفن والعائلة وحياتها الخاصة.
هل تشعرين بأن تفرغك للغناء يأتي على حساب عائلتك وحياتك الخاصة؟

لا يعيش الفنان حياة طبيعية كأيّ شخص عادي. ما من راحة كاملة نظراً إلى طبيعة عملي الذي يتطلب سفراً دائماً ويجعلني في حالة لا استقرار، ما يؤثر بالتالي على وضعي العائلي والخاص. يحدّ المجتمع، الذي أعيش فيه، من حريتي كفنانة مثل عدم قدرتي على الرقص في «ديسكو» لأنني سأتعرّض في اليوم التالي لوابل من الانتقادات انا في غنىً عنها رغم أنني لا أرتكب خطأ. غير أنّ محبة الجمهور وتجاوبه مع ما تقدمينه ينسيك هذا الحرمان.

معنى ذلك أن المجتمع يظلم الفنان؟

كلا، ولكن مهما كان الفنان بشكل خاص، أو الإنسان بشكل عام، منفتحاً فهو لا يستطيع أن يتخطى مجتمعه. ثمّة حدود معينة يجب الالتزام بها. كوني فنانة تحت الأضواء فلن يرحمني الناس ولا الصحافة في حال أخطأت. إضافة الى التقاليد والمفاهيم التي تربيت عليها داخل البيت. ذلك يدفعني الى احترام المحيط الذي أعيش فيه فامتنع عن القيام بكثير من الأعمال المخالفة لمبادئي. احترام المجتمع واجب على أيّ انسان مهما كانت طبيعة عمله لأنه يعيش ضمن مجموعة وليس وحيدا. بالتالي تتوقف حريته لدى مساسها حريّة الآخرين.

بدايتك كانت مع شقيقتك نينا. شكلتما ثنائيا «دويو» استمر لسنوات الى أن اختارت نينا الزواج مبتعدة عن الوسط الفني. هل في الامكان رؤية ريدا في «دويو» جديد يجمعها مع فنان آخر؟

من الصعب جدا اعادة تجربة «الدويو» مع فنانة أخرى غير شقيقتي نينا. أما مع فنان فهذا يسعدني طالما أنه يزيد من رصيدي الفني ويكون من باب التنويع لا أكثر ولا أقل. لكن الأهمية هنا، في رأيي، تكون للأغنية التي سأقدمها قبل أي شيء آخر.

بعد زواج نينا، هل شعرت يوماً بالتعب وفكرت في الإعتزال؟

لم تكن عودتي سهلة. شعرت بالضياع لفترة معينة حيث أربكني التفكير في إمكان أن يتقبلني الجمهور من دون أختي. الحمدلله وبفضل دعم الأهل والعائلة والأصدقاء الأوفياء، خاصة الملحن الكبير ملحم بركات وسلطان الطرب جورج وسوف، والصحافي، رحمه الله، جورج ابراهيم الخوري وسواهم قررت الاستمرار وتحدي نفسي فكان عملي الأول «علقتني بالهوى» الذي اثار إعجاب الجمهور وتقديرهم وثبّت ريدا من جديد على الساحة الفنية اللبنانية والعربية.

نجحت كثيراً مع الملحن مروان خوري في أغنيتين ضمن ألبوماتك السابقة، فهل تكررين التجربة معه؟

طبعا، كنت أول من تعاون مع مروان خوري من ضمن الوسط الفني وهو حتى اليوم يقول لي: «انت وج السعد عليّي» بسبب النجاح الذي حققته أغنية «علقتني» التي يرددها دائما ضمن حفلاته ومقابلاته.

ما كان تأثير إقفال شركة «سوني» العالمية  لمكاتبها في الشرق الأوسط عليك؟

صحيح، إنه من الحوادث التي أثرت في نفسي وفي حياتي الفنية بشكل كبير. بعد فترة قصيرة من تعاملي مع شركة «سوني»، نشأت مشاكل كثيرة داخل الشركة، إضافة الى نشوب حرب العراق ما اضطرها الى اقفال فروعها في الشرق الأوسط. شكّل ذلك صدمة لي دفعتني الى ترك لبنان فترة وجيزة والسفر الى الولايات المتحدة الأميركية قاصدة شقيقتي، إلاّ أن تعلقي بالفن وحبي لجمهوري وتشجيع المحيطين بي دفعني للاستمرار من جديد.

الساحة الفنية اليوم مليئة بالفنانات والمغنيات. كيف تقوّمين ما وصل اليه الفن حالياً في مجتمعنا؟

عمري الفني (لا يقل عن 13 عاماً) يعطيني الحق في إبداء الرأي. رغم أنني لا أحب التطرق إلى هذا الموضوع إلا أن الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو كلمة «عيب» لا أكثر ولا أقل. من المعيب أن يصل المستوى الفني الى هذه الحالة المتردية.

مَن من الفنانات يلفت انتباهك حالياً على الساحة الفنية؟

هيفاء وهبي التي استطاعت، رغم صوتها الضعيف، أن تنجح وتلمع نتيجة الكاريزما التي تتمتع بها فتميزت. لكن ما حصل بعد ذلك أن الجميع أراد أن يكون هيفاء وهبي وهنا وقعت المشكلة. أما نانسي عجرم فهي فنانة لذيذة جدا وتصنف بين الأوائل اليوم على الساحة الفنية. اليسا أيضاً حققت نجاحا كبيرا ولديها جمهورها الواسع. أنا معجبة جدا بصوت الراحلة ذكرى كما احب أنغام واستمع إلى الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة ومن أشد المعجبات بصوت الفنان فضل شاكر واحساسه.

أين أنت من الجوائز المحلية والعالمية التي توزع بكثرة اليوم؟

لا أؤمن بالجوائز المحلية فهي تشترى وتباع ولا أطمح اليها البتة. أما الجوائز العالمية فتتمتع بصدقية أكبر وأتمنى يوما ما الحصول على واحدة منها للدعم المعنوي فحسب. الجائزة الأكبر والأهم في رأيي هي محبة الجمهور للفنان التي هي الأساس وتؤمن له الاستمرارية والنجاح.

ما سبب ابتعادك عن شاشة «روتانا» بعد أن كنت فرداً منها؟

«روتانا» شركة محترمة جداً وتضم أكبر عدد من الفنانين وتربطني بها علاقة جيدة. كان لدي اطلالات كثيرة على شاشتها ولي الشرف أن انضم اليها لكنني انتظر العرض المناسب الذي يليق بي وبمسيرتي الفنية ويناسب الطرفين في آن. أكنّ لها كل احترام ومودة.

هل تعتبرين أن العقود الاحتكارية التي تستخدمها شركات الإنتاج تحدّ من حرية الفنان وتأخذ منه أكثر ممّا تقدّم؟

العقود الاحتكارية متوافرة لدينا مثل أي دولة في العالم. ليس لدي مشكلة معها ما دامت تقدّم للفنان ما يحتاج اليه من انتشار واستمرارية. في النهاية شركة الإنتاج تريد أن تتميز كما الفنان الذي يطمح إلى ذلك أيضاً.

خضت تجربة التمثيل، فهل أنت حاضرة اليوم لتجربة أخرى مماثلة؟

تجربتي كانت ناجحة لكن المشكلة في أن التمثيل يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين كذلك تفرغاً كاملاً. أدوار كثيرة تعرض عليّ حالياً ولا أريد التحدث عنها حتى تصبح حقيقة على أرض الواقع. أفضّل الأعمال التي تقدمني مغنية داخل الفيلم وتزيد من رصيدي وحياتي الفنية.

يقولون عنك «مشكلجية»، هل هذا صحيح؟

أنا صريحة وجريئة، يطلب الوسط الفني أن يكون الإنسان قوياً «إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب». لكن في الوقت نفسه أنا انسانة طيبة القلب ما يدخلني في كثير من المتاعب، وايضاً متسامحة جداً الا في حال الاعتداء على كرامتي وشرفي فلا أغفر.

هل أنت في حالة حب، وما مواصفات رجل الغد؟

لا أعيش قصة حب في هذه الأيام رغم كونها ضرورية للفنان ليعطي بشكل أقضل. أما بالنسبة إلى الحبيب فأريده رجلاً بكل ما للكلمة من معنى، محترماً يثق بي، كريماً لأني أكره صفة البخل كثيرا.

هل أنت راضية عن فيدويو كليب «بلا بتحبني» الذي يعرض على الشاشة حديثاً؟

إستمتعت بالتعامل مع المخرجة كارولين لبكي في هذا الكليب، لكن المشكلة كانت في وزني الزائد نتيجة بعض المشاكل الصحية ما ظهر بشكل واضح وأثار انتقادات البعض. ثمّ ان ضيق الوقت لم يسمح لنا بتأجيل التصوير لكنني مقتنعة بفكرة الكليب ولست نادمة عليه. ضمنه أثبت قدراتي التمثيلية.

ما جديد ريدا بطرس؟

أحضر اليوم أغاني جديدة من ألحان سليم سلامة، وسام الأمير، هيثم زيّاد، إضافة الى أغنية سوف تكون في الأسواق قريبا من ألحان الموسيقار الكبير ملحم بركات تحت عنوان «شو بتخبرونا». أفكر في تقديم الأغاني على طريقة «single»، كي لا تظلم بعضها البعض في الألبوم الواحد وهذا ما حصل في كاسيت «شكلك ما يطمنش» الذي يتضمن الكثير من الأغاني الجميلة التي لم تنل حقها. أما على صعيد الحفلات فثمة كثير منها في لبنان والمحيط العربي وخارجه.

back to top