جمعان الرويعي: كنت أمام الكاميرا وقررت الوقوف خلفها

نشر في 13-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 13-09-2007 | 00:00
No Image Caption

أبدع الفنان البحريني جمعان الرويعي تمثيلاً في عدة مسلسلات تلفزيونية منها: «سعدون» و«نيران» و«يوم آخر» و«السديم» وشارك عضواً في لجنة تحكيم مهرجان «صواري» ومهرجان «أيام الشارقة المسرحية».

لجمعان ذكريات جميلة مع المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت حيث أدّى بصدق جميع أدواره على الشاشة الصغيرة. تمنى عودة القاعدة الجماهيرية إلى المسرح. سألناه عن عالمه الفني في هذا الحديث الخاص:

لِمَ يتميز جمعان في الدراما التلفزيونية؟ هل هناك اسلوب معين تتخذه في تحليل الشخصية الدرامية ودراستها؟

مع معظم شخوصي التي أقدمها على الشاشة الصغيرة أتعامل بأمانة سواء في دور البطولة او في الادوار المساعدة حتى لو في مشهد واحد من مسلسل، أعطي الدور حقه. أحب الظهور بشكل لافت والأداء الصادق، فبالتمرس يسع أي شخص تمثيل دوره، ثمة ممثل يأتي إلى موقع التصوير، ويسأل ما هو مشهدي؟ ثم يحفظ الحوار و«يشوته». هذا ليس صحياً، فلا بد من أن يتمعن الممثل في حواره، ويبحث في حوارات المشاهد الأخرى التي لا يشارك فيها فربما اكتسب منها وأضاف الى دوره ما يثريه.

أيّ دور أطلق العنان لإمكاناتك التمثيلية؟

لا أميز شخصية عن غيرها، لأنني أعطيت كل واحدة حقها من الاهتمام بدراستها وتحليلها، لكن بالنسبة الى الفرص ثمة أدوار تحتوي على مساحة كافية، ما يجعلني أوظف إمكاناتي في مكان ما، إلى ذلك يستطيع المخرج منحك الفرصة لاكتشاف قدراتك في التمثيل والتعامل مع الكاميرا، فدور المخرج مهم جداً، لذا تجد من أدّى مع المخرج أحمد المقلة بصورة أخرى. وشاهدت للمخرج محمد دحام الشمري عملا عنوانه «خطوات على الجليد» أدّى فيه الممثلون بشكل أفضل مما قدموه سابقاً، انتظرت حتى نهاية الحلقة فعرفت أنه دحام، والآن أتعاون معه مخرجاً منفذاً.

عندما تتصدى لشخصية ما تتعامل معها كمخرج أو كممثل؟

إذا اشتركت في عمل تلفزيوني أو مسرحي أفصل بين التمثيل والإخراج وإلا أكرر أدواري لأنني سأفرض رؤيتي وأفكاري ومن ثم لن أتجدد، لذا أحب أن يكتشف المخرج طاقتي. في الأساس أنا ممثل أما الإخراج فهو عمل ثانوي بالنسبة إلي.

من يشاهدك في التلفزيون لا يعرف شخصيتك الحقيقية التي تتسم بالهدوء والصمت الطويل؟

نعم، ملاحظتك صحيحة، كثر يسألونني عن هذا التناقض، لكنني أعتبره ميزة فالتأمل يساعد الفنان على اكتشاف من حوله، خاصة أنني في حالة قلق وتفكير مستمرة. فعلا «السكوت من ذهب» حتى لا يفوتني شيء، قد أندمج وتعجبني حركة من شخص ما، فأجسدها لاشعورياً، ما يشكل مخزوناً للفنان يستخرجه في دور معين.

ما رأيك في عزوف الجمهور الحقيقي عن المسرح؟

من ستينات القرن الماضي الى ثمانيناته كان المسرح مسرحاً بكل ما للكلمة من معنى، سواء في الكويت أو البحرين أو المنطقة عامة. لكن منذ بداية التسعينات حتى اليوم نجد، ويا للأسف، المسؤولين عن المسرح لا علاقة لهم به، ما يسيء اليه. صُدمت بواقع مرير لدى عودتي اليه في التعامل مع مسؤولين مختلفين لا يفهمونه. صعب الابتعاد عن أبي الفنون الذي يعلّم أكثر من التلفزيون ويكتشف الفنان الحقيقي على خشبته،.حتى نكون أمناء ثمة تجارب مسرحية جيدة في الفترة الأخيرة. كم ألوم نفسي على ابتعادي عن الجمهور. لست ضد المسارح التجارية لأن بعضها قدم أعمالاً راقية مثل مسرح محمد صبحي، الذي تحترم مسرحياته والمواقف التي يقدمها. كما أننا لم نثقف الجيل الجديد مسرحياً، ولم نعرض له في السنة مسرحيتين حداً أدنى، حتى لو كان مسرحاً تلفزيونياً، فما المانع من دخولنا البيوت كالفضائيات، فلنبدأ فعلياً بخطوات مدروسة لاسترجاع هذه القاعدة الجماهيرية، ولنغزُ المنازل بالمسرح التلفزيوني.

 ما ذكرياتك عن المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت؟

جميلة، عندما أزور الكويت أذهب فوراً الى المعهد، خاصة مسرح الشامية. عشت فيه احلى السنين ولا زالت تحضرني صور الحفلات سواء في قاعة المسرح أو البيانو أو الكافيتريا والممرات. أتذكر كل شبر فيه.

من زاملت في المعهد؟

من الفتيات الفنانة المشهورة فرح بسيسو وسعادة من عمان ومي شكري من الكويت، ومن الشباب ابراهيم الزدجالي من عمان و«الله يعطيه الصحة والسلامة» حسن علي علي.

 من درّسك في قسم التمثيل؟

المعهد يجعلك متفرغاً لأربع سنوات لتكتشف نفسك والطالب يصنع ذاته من خلال التعامل مع المدرسين أو المجال الفني الخارجي. فالدراسة مجرد صقل للموهبة، تزوّدك معلومات عن المجال الذي عشقته من حيث التجارب وماهية المسرح ونشأته وتطوره، ما يساهم في تثقيفك مسرحياً وتكوين أفكارك. درست نظرياً وعلمياً ورغم ميلي إلى الأدوار الجادة ثمة من اكتشف فيّ حاسة الكوميديا، منهم الفنان أحمد عبد الحليم والراحل طارق عبد اللطيف اللذان علماني الاخراج وكيفية التعامل مع النص وإبداء الملاحظات وتوجيه الارشادات. استفدت من كل المدرسين.

ما مشاريعك؟

ابتعدت من أمام الكاميرا في التلفزيون وقررت أن أكون مخرجاً منفذاً خلفها وشاركت في مسلسلي «شاهين» و«عرس الدم» مع المخرج محمد دحام.

back to top