عندما تكون..

نشر في 20-09-2007
آخر تحديث 20-09-2007 | 00:00
 د. عبدالمطلب فيصل البلام عندما تكون مادة التربية الموسيقية في المدارس الحكومية موعداً لعمل المقالب والضحك على «صلع» رأس استاذ المادة... يظهر لنا جيل يطرب على أغاني «بحبك يا حمار» و«البرتقالة» و«انا بكره إسرائيل».

عندما تكون مادة التربية الفنية في المدارس الحكومية مادة لتضييع الوقت وتسلية المزاج... يظهر عندنا مسؤولون يوافقون على تجديدات مطار الكويت الأخيرة، ويعتبرونها إبداعاً معمارياً.

عندما تكون مادة الرسم في المدارس الحكومية مقتصرة على رسم البعير والخيام وسمك القرش... تظهر لنا أجيال تعتبر وضع القرميد والأعمدة اليونانية على بيوت البيئة الصحراوية إبداعاً معمارياً.

عندما يكون تدريس الفن في المدارس الحكومية مقتصراً على محاكاة الواقع... تظهر في شوارعنا نصب تذكارية عبارة عن مبخر ومرش وبوم، سطحية المعنى وخالية الفكر.

عندما تكون مادة العلوم في مدارسنا الحكومية مقتصرة على النظر السطحي لعناصر الطبيعة... تظهر عندنا مدن كمدينة الكويت، ومشاريع في دبي كجزيرة النخلة وجزيرة العالم.

عندما تكون ساحات مدارسنا مليئة بالخرسانات المسلحة وخالية من النبات والماء... تظهر عندنا إدارات بلديات عاجزة عن رؤية أهمية تخطيط ولو حديقة واحدة داخل عاصمتنا الغبراء.

عندما يكون وكيل وزارة التربية للمنشآت التربوية شخصاً لا يعرف الفرق بين الحداثة وعمارة ما بعد الحداثة... تظهر لنا مشاريع ترميمية كثانوية أم سلمة للبنات ومدرسة السيد الموسوي الابتدائية للبنين.

عندما يكون وزراء الاعلام المعينون في العقد الاخير لا يعرفون الفرق بين الـ «Classical Baroque Music» والـ «Romantic Music Classical»... تظهر لنا قنوات إذاعية خالية من سيمفونيات بتهوفن وباخ.

عندما تتحول المسارح في المدارس إلى مطاعم وأماكن للأكل والشرب... تظهر لنا مسرحيات مثل «قدها ونص» و«سوبر سطار».

عندما يكون أفضل ممثل في الكويت جاهل بمسرحيات شكسبير وتوفيق الحكيم... تظهر لنا برامج مثل «قرقيعان» و«صادوه».

 

*أستاذ في كلية الهندسة - جامعة الكويت

back to top