اغتيال عماد مغنية في دمشق حزب الله يتَّهم إسرائيل... وتل أبيب تنفي دمشق: عمل إرهابي والتحقيق جارٍ
لم يقع إعلان «حزب الله» أمس، مقتل عماد مغنية، أحد ابرز قادته العسكريين، على العالم وقوع نبأ اغتيال ناشط سياسي وعسكري عادي. فمغنية الذي سقط في انفجار استهدف سيارته في دمشق، أبرز مقتله حد التناقض في توصيف العالم لحياته. فـ«حزب الله» نعاه «قائدا جهاديا كبيرا من قادة المقاومة الإسلامية (. . .) قضى بعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات»، وكذلك فعلت ايران وقوى لبنانية وفلسطينية مؤدية لخيار «المقاومة». اما واشنطن فرحبت بمقتله، معتبرة أن «العالم افضل من دون هذا الرجل، لقد كان قاتلا بالجملة وإرهابيا مسؤولا عن أرواح لا تحصى لأناس أبرياء».
ولم تصدر سورية التي قتل مغنية على أرضها، استنكارا لاغتياله، او توضيحا لظروفه.وصف مغنية بأنه «أكبر شخص قتل اميركيين على كوكب الارض»، وتصدر قائمة الارهابيين المطلوبين في 42 دولة في العالم بعد ارتباط اسمه بتفجيري السفارة الأميركية ومقر قوات المارينز الأميركية في بيروت، وخطف طائرتي الــ(TWA) الأميركية عام 1985 والجابرية الكويتية عام 1988.قالت عمة مغنية فايزة وهي تبكيه امس «فوجئنا بمقتله في سورية، كنا نعتبره محميا هناك، غريب ان يقتل في دمشق»، مشيرة الى انه «منذ ان برز اسمه وهو يقيم خارج لبنان متنقلا بين ايران وسورية». عماد مغنية عاش لغزاً ومات لغزاً.اغتيل أبرز قادة «حزب الله» العسكريين عماد مغنية في تفجير وقع مساء أمس الأول، في حي كفرسوسة في العاصمة السورية دمشق. وفي أول رد فعل سوري رسمي، قال وزير الداخلية بسام عبد المجيد إن اغتيال مغنية في دمشق «عمل إرهابي».وأفاد عبد المجيد لـ«وكالة الأنباء العربية السورية» إن تحقيقاً يجري لتحديد من يقف وراء تفجير السيارة الذي أسفر عن مقتل مغنية في العاصمة السورية.وكان «حزب الله» نعى أمس «القائد الجهادي الكبير» الذي قضى على «يد الاسرائيليين الصهاينة» من دون ان يشير الى الطريقة التي تمت فيها عملية الاغتيال او الى مكان الاغتيال.وأفاد مسؤولون في «حزب الله» و«حركة أمل» (برئاسة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري) وسكان بلدة طير دبا، مسقط رأس مغنية في جنوب لبنان، أن الاخير هو القتيل الذي قالت وزارة الداخلية السورية إنه سقط في انفجار سيارة ملغومة في دمشق مساء أمس الاول.وفي حين اتهم «حزب الله» اسرائيل بمقتل مغنية، نفت تل أبيب، بعد تحفظ عن التعليق على العملية، اي صلة لها بعملية الاغتيال، معربة في الوقت نفسه عن ترحيبها بها. وجاء في بيان نعي «حزب الله»، «بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار، فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الإسرائيليين الصهاينة». وذكر البيان «لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا إلى النيل منه خلال أكثر من عشرين عاما إلى أن اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه، الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جدا، وأن دماء الشهداء القادة كانت دائما وأبدا ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى، كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما (اللذين قتلتهما اسرائيل اغتيالا)». بدورها، أعلنت حركة «امل» في بيان، «استنكارها وادانتها لجريمة الغدر الجبانة التي طالت احد طلائع المجاهدين ضد الاحتلال، والعدوانية الاسرائيلية القائد الشهيد الحاج عماد مغنية». وذكر البيان ان «حركة امل اذ تتقدم بالعزاء إلى سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وإلى الاخوة المجاهدين في الحزب والمقاومة الاسلامية، فإنها تنعي هذا المجاهد المميز الذي كان احد مؤسسي المقاومة»، داعية اللبنانيين للمناسبة الى «تمتين وحدتهم في مواجهة عدو لبنان الاساسي الذي يتمثل في اسرائيل المتهمة بهذه العملية الغادرة». وأكد العلامة السيد محمد حسين فضل الله في بيان، أن «المسيرة الجهادية ضد العدو الإسرائيلي والاستكبار العالمي قد فقدت باستشهاد الحاج عماد مغنية ركنا أساسيا من أركانها مثّل طليعة الجيل المقاوم الذي هزم العدو الصهيوني وانتصر عليه في عام 2000 و2006». انفجار دمشقوكان انفجار في سيارة ملغومة وقع في حي كفرسوسة السكني في دمشق في مرآب للسيارات، ولم يعرف فوراً سبب الانفجار الذي دوى قرابة العاشرة والنصف مساء امس الاول، في ظل تكتم السلطات الامنية السورية عن توضيح اسباب الانفجار، والشخصية المستهدفة به. واكتفى التلفزيون السوري الرسمي بذكر ان انفجارا وقع في سيارة في كفرسوسة، ناقلا عن مصدر في وزارة الداخلية السورية ان الانفجار اسفر عن سقوط قتيل، من دون التطرق الى هوية القتيل.وفور وقوع الانفجار فرضت قوى الامن طوقاً مشددا حول المكان. وشوهدت سيارة للشرطة تقطر سيارة مغنية، وهي رباعية الدفع من طراز «ميتسوبيشي باجيرو»، وقد تمزق مقعد السائق والمقعد الخلفي بفعل قوة الانفجار. وانتقل الى مكان الانفجار وزير الداخلية السوري بسام عبدالمجيد والاجهزة الامنية وخبراء البحث الجنائي للوقوف على أسباب الحادث وملابساته.ويوجد في هذه المنطقة مدرسة ايرانية ومركز للشرطة ومكتب رئيسي للمخابرات السورية.وكان شهود عيان ذكروا ان السيارة المستهدفة بالانفجار دمر جزء منها، وهي كانت متوقفة في مرآب وسط مبانٍ، كما تحطمت ألواح الزجاج في المباني القريبة ولحقت اضرار بأربع سيارات متوقفة». الى ذلك، اتهمت «المنظمة الوطنية لحقوق الانسان» في سورية امس اسرائيل بالوقوف وراء اغتيال مغنية».( بيروت، دمشق - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)