ألف قبلة وقبلة رسائل العشاق يستضيفها مركز دونالد راينولد للفن ... حبيبي اكتب لي كلمة أحبّك

نشر في 14-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 14-02-2008 | 00:00

يأتي عيد العشاق عادة محملاً بالحلوى والسكاكر والقهقهات الصبيانية. يأخذك معرض «ألف قبلة وقبلة: مجموعة رسائل من محفوظات متحف الفن الأميركي» إلى ما وراء ذلك.

مذاق رسائل حبّ الفنانين القديمة أمرّ لسبب يتيم: 40 منها وضع في متناول الجمهور. أخرجت من مغلفاتها ونُزِع عنها ما تمثله من حميمية لتوضع في واجهات صالة لورنس أ. فليشمان في مؤسسة متاحف سميثسونيان التابع لمركز دونالد راينولد للفن الأميركي والصور الزيتية.

تشير الرسائل الى استمرار حقيقة غالباً ما يتمّ التنكر لها في عيد فالنتين: أنّ إله الحبّ كيوبيد يحمل سهمين، الأول ذهبيّ يضرم فيه نار الحب والثاني رصاصي يطفئ به لهيبه.

ومهما كانت أهمية الرسائل يبدو أنّ مصير المعرض الفشل فمن يكتب رسائل حب اليوم؟

والنظرية القائلة بأن الفنانين أشد تأثراً بالحب من باقي الناس هي ضرب من الخيال لكنّ نداءاتهم أشدّ وقعاً من دون شك.

«فتحت علبتي الصغيرة فوقعت على رسالتك التي حملتني على بعد أميال لتتركني وحدي معك» كتب الرسام دانيس ميلر بانكر (1861-1890) لحبيبته اليانور قبل وفاته بقليل».

وأكمل رسالته كاتباً ما يربو على 11 صفحة ويبدو أنّه على غرار معظم فناني «ألف قبلة وقبلة» (فريدا كاهلو، ايرو سارينان، موزس سوير ولروكويل كانت) لم يكن على عجلة من أمره للتعبير عن لواعج قلبه. في عام 1953 كتب سارينان رسالة من 12 صفحة إلى حبيبته (الكاتبة الين بارنستاين التي اتخذها زوجة له لاحقاً).

كزافييه غونزالس (1898-1993) كان يكتب يومياً لزوجته ايتيل كلاماً في الحب مزيناً بالرسوم وما زال متحف الفن الأميركي محتفظاً بعدد كبير من هذه المدونات أما مصادر الوحي فكانت تتمثل بذكرى أو مجرّد نزهة لشراء الصحيفة الصباحية وهو يظهر في إحدى الصور المعروضة رجلاً ينوء تحت ثقل صحف الصنداي نيويورك تايمز.

وللحب أشكال مختلفة لا تقتصر على الرومانسية فالعاطفة الأبوية تتجلّى في رسائل الرسام موزس سويير (1940) إلى ابنه الشاب دايفد.

ورسالة الممثلة الهوليودية هيدي لامار في العام 1959 ومطلعها «عزيزي فرنك لاين» ليست رسالة حب بكل ما للكلمة من معنى فالممثلة والفنان التعبيري التجريدي لم يلتقيا يوماً ولكنها رسالة اعجاب تستهلّها بما يلي: «عندما رأيت إحدى لوحاتك تسمرت في مكاني لأن وقعها كان شديداً علي» وتنهيها بالسؤال الآتي: «ألديك جذور نمسوية مثلي؟ ليتك تعلمني بالأمر».

تحمل رسائل أخرى طابعاً حميماً فجون ميتشل كتبت لحبيبها الرسام مايكل غولدبرغ عام 1951: «أستعمل الألوان من منصة ألوانك الخاصة» أو «أشرب من كأس تركتها على عتبة نافذتي وأقبلك، هذا ما أفعله على مدار الساعة».

تعلّق السيدة ليزا كيروين، المسؤولة عن المخطوطات في متحف الفن الأميركي، على المعرض قائلةً:

«توقظ رسائل الحب في داخلنا الرغبة في اختلاس النظر إلى الآخرين ولا شك في أنّ هذه المراسلات الشخصية تجعلنا نحمرّ خجلاً».

ولعلها تزرع الكآبة في نفوسنا ولكنّ مسحة الحزن الحقيقية المحيطة بهذا المعرض مردّها إلى أن زمن الرسائل قد ولى وإنّما ليس نهائياً بما أنّ بعض المثقفين ما زالوا يستخدمون أقلام الحبر، ولكنها اختفت تقريباً من الوجود واختفت معها رسائل الحب التي ساهم الهاتف في القضاء عليها وأكمل عليها البريد الالكتروني وصولاً إلى الرسائل القصيرة التي شكلت الضربة القاضية ووضعت حداً نهائياً للظاهرة المحبّبة.

فعشاق آخر زمن قد يكتبون بالانكليزية «luv ya» بدل (love you) على هواتفهم المحمولة فمن يملك الوقت الكافي للانعزال وكتابة الرسائل الحبرية لمحبوبه الواحدة تلو الأخرى؟ ومن يملك الوقت للبحث في صندوق البريد أو انتظار رد؟

وأنشدت فاتس والر في الماضي أغنية تقول «سأجلس وأكتب لنفسي رسالة ثم أتخيل بأنها صادرة عنك» أنشدها أيضاً كل من بينغ كروسبي وفرنك سيناترا وبيل هالي «قبلات وقبلات في أسفل الرسالة ليتني أتلقاها مباشرة». أصبحت اليوم من الماضي القديم على غرار تلك الرسائل التي كانت تشكل في السابق صلة الوصل بالحاضر وباتت اليوم من نتاج الماضي.

وفي العام 1914 كتب الشاعر المعاصر جون ستورز (1885-1956) قصيدته إلى مرغريت دافيل شابرول التي أصبحت زوجته لاحقاً.

«روحي تهيم فوق حبك

شفتاي تشتعلان لهيباً لدى رؤية عينك وأطراف أصابعك.........»

back to top