شابوه للحكومة!

نشر في 17-04-2008
آخر تحديث 17-04-2008 | 00:00
 نايف الأزيمع

قرار الحكومة بإصدار قانون التجمعات كقانون للضرورة، كان خطأً وخطيئة، وعارضناه. وعودة الحكومة عن هذا القرار إجراء صحيح، وموقف محمود. وهو عودة إلى الحق وإلى الدستور.

كأول رد فعل سريع ومباشر ، على قرار الحكومة بإعادة النظر بقانون التجمعات المزمع إصداره «للضرورة»، وربما غض النظر نهائياً عن إصداره، وهو ما نتمناه، أقول كما يقول الفرنسيون «شابوه» وتعني لنرفع القبعة لهذا القرار العادل والصحيح.

فهو قرار يعني وبشكل واضح وصريح، أن الكويت كانت، وتظل وستبقى بلد الحرية والديموقراطية والتميز.

الحرية تعني حرية الرأي، بالقول والتجمع والتظاهر والاعتصام، وفق القانون، وتحت مظلة الدستور. وهو قرار يؤكد أن الكويتيين، نظاماً وحكومة وشعباً، يعودون إلى النهج القويم، والأسلوب الصحيح، إذا ما اشتط أحد الأطراف باستخدام أدواته، أو تعسف بعضهم في ممارسة مهامه، أو تطرف كلاهما في التطبيق لهذا الاستخدام أو تلك الممارسة.

بلدنا بخـير، بـل هـو بألف خير... إذا ما التفتنا يميناً ويساراً، ومددنا النظر جنوباً أو شمالاً، فلا أحد يضاهينا، ولا بلد يبزنا.

فلا حرية أكثر، ولا ديموقراطية أوسع، ولا ممارسة أصح... شعب يطالب بحقوقه بكل صدق وشفافية، وحكومة تستمع وتستجيب لرأي شعبها طوعاً وعلانية. فهل يفقه الجاهلون الذين بكل واد يهيمون؟!

الكل أثبت بهذه الأيام الأخيرة، أن الكويتيين يمارسون حقهم الدستوري، ويعيشون عرسهم الديموقراطي، فيرفضون الانتخابات الفرعية التي حرمها القانون، ويؤيدون إزالة التعدي على أملاك الدولة التي أقرها القانون، وهم أيضاً، يدينون شراء الأصوات، واستخدام المال السياسي أياً كان الفاعلون!

دعونا نكن عقلاء وموضوعيين، وأصحاب موقف عقلاني وصحيح، نعارض ليس للمعارضة فقط، ونؤيد ليس للموالاة فحسب، ونقول كلمة الحق في وقت الحقيقة.

إذا أخطأت الحكومة نعارض، وقد عارضنا وما نزال كل الأخطاء، وإذا أصابت الحكومة نؤيد ولا نستحي ولا ننافق.

قرار الحكومة بإصدار قانون التجمعات كقانون للضرورة، كان خطأً وخطيئة، وعارضناه. وعودة الحكومة عن هذا القرار إجراء صحيح، وموقف محمود. وهو عودة إلى الحق وإلى الدستور.

يحسدوننا على قدرتنا على الصدح بالحق في وجه الحاكم، ويغبطوننا على قدرة، وحكمة الحاكم لسماع هذا الحق والنزول عنده!

يغارون منا على هذا التناغم ما بين الشعب والنظام. وينسون أو يتناسون أنها الكويت هكذا ولدت، وهكذا شبت، وهكذا ستستمر وستكون، ولن تشيب بإذن الله.

الشعب يختار الحاكم ويدعمه ويعاضده، والحاكم يستمع إلى الشعب ويفهمه ويؤيده... كوكب مشع في جزيرة العرب، ونموذج يحتذى في ديار العرب، وإطلالة حضارية على الشرق والغرب، وتاريخ يسجل لها حتى لو كانت تغرد خارج السرب.

back to top