مدفع رمضان يرفض إحالته على التقاعد

نشر في 03-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 03-10-2007 | 00:00
No Image Caption

صمد مدفع رمضان في وجه التغيرات التي طرأت على حياة العصرية رغم انتفاء الحاجة إليه بعد ظهور وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وانتشار المساجد على نحو واسع. إلا انه ظلّ يدوي في رمضان أثناء أذان المغرب معلناً الإفطار للصائمين. تقليد رمضاني يأبى أن يحال على التقاعد ويطويه النسيان.

يحمل دوي مدفع رمضان البشرى الى الصائمين. على وقع ضرباته يفطر الصائم منهيا فترة امتناعه عن الأكل والشراب. كان الكويتيون قبل انتشار الإذاعات وأجهزة التلفزيون ينصتون الى مدفع الإفطار بكونه المؤشر الوحيد لموعدي الإفطار والإمساك، بعد ظهور وسائل الاعلام المرئية والمسموعة تحوّل دليل الصائمين في افطارهم وإمساكهم الى تقليد رمضاني راسخ في ذاكرة الأجيال، واكب مدفع رمضان التطور الإعلامي من خلال النقل المباشر في الإذاعة والتلفزيون الكويتي لإطلاق مدفع رمضان.

تشير المصادر التاريخية الى أنه في عهد الشيخ مبارك الصباح في العام 1907 دوى أول مدفع رمضاني في الكويت واختير قصر نايف موقعاً له.

موعد الإفطار

كان الكويتيون يتأهبون ماضياً لسماع ضربات المدفع الثلاث إيذانا ببدء أول أيام شهر رمضان بعد ثبوت رؤية هلال شهر العبادة، ثم بدأت ملامح علاقة جديدة تدوم شهراً كاملاً إذ ارتبط الكويتيون بمدفع رمضان ارتباطا وثيقا ولا يستطيعون الاستغناء عن ضرباته عند أذان المغرب معلناً لهم موعد الإفطار فارتبط صوت دويّ ضرباته بموعد الأفطار الذي ينتظره الصائمون بفارغ الصبر، لذا كان صوته باعثا على الطمأنينة والثقة في النفوس.

بدأ مدفع رمضان يشكل تقليداً تراثياً بعدما ضاقت رقعة مداه مع اتساع المدن وامتداد العمران الى مناطق أخرى بعيدة، فيما تستطيع وسائل الأعلام المرئية والمسموعة الوصول الى أقصى نقطة في العالم، لذا حرص بعض الدول على نقل ضربات مدفع رمضان عبر أجهزة التلفزيون والإذاعة لضمان مشاهدة إطلاق مدفع الإفطار بعد ترداد «جاهز ... اضرب».

طرائف مدفع رمضان

تكثر الطرائف حول مدفع رمضان إذ ترجح الروايات المختلفة ان بداية ظهور هذه العادة الرمضانية انطلقت بالمصادفة فخلال تنظيف بعض الجنود أحد المدافع في زمن أحد السلاطين انطلقت من المدفع قذيفة أحدثت صوتا قويا بالتزامن مع موعد أذان المغرب خلال شهر رمضان فظن المصريون أنه تقليد رمضاني جديد، واستحسنوا الفكرة وأثنوا عليها، خارجين الى بيت القاضي ومقدمين الشكر الى السلطان (مقر الحكم) الذي أصدر «فرمانا» يفيد باطلاق قذيقة عند الإفطار وأخرى عند السحور.

من الطرائق الأخرى أن عامل مدفع سمع صوتا ظن واهما انه صوت أذان المغرب إذ حجبت الغيوم أشعة الشمس فأطلق قذيفة مدفع رمضان قبل موعد أذان المغرب، في أعقاب ذلك زالت الغيوم وأشرقت الشمس فأمر السلطان بسجن عامل المدفع عقاباً.

شكله

تتنوع المدافع الرمضانية. ثمة أنواع مصنوعة في انكلترا وألمانيا وسواها. يتكون المدفع من «ماسورة» من الصلب تستريح على قاعدة حديدية مزودة بعجلة لتحريك الماسورة وفق الحاجة، وترتكز مؤخرة المدفع على الأرض بينما تتصل بمحور حديدي مزود بعجلتين كبيرتين تسهل عملية المدفع من مكان الى آخر.

back to top