المخرج مجدي أحمد علي: أفلامي لا تساير الموضة!
على الرغم من أن المخرج مجدي أحمد علي مقلٌّ في أعماله السينمائية، إلا أنه نجح في تحقيق أسلوب فني خاص وجريء في الوقت ذاته أوصله الى النجومية مع أول أعماله السينمائية «يادنيا يا غرامي». عن «خلطة فوزية» التي أعادته إلى السينما المصرية بعد سنوات من الابتعاد كان هذا الحوار.
ما هو سر هذا الغياب؟الظروف التي مرت بها السينما وتعثر الإنتاج الجاد وموجة الكوميديا التي اجتاحتها وعدم وجود سيناريوهات جادة تستنفر ملكات الإبداع، كلها عوامل ساهمت في ابتعادي عنها قهرا وليس اختياراً، كذلك ابتعد عنها جيل سينمائي كامل أو اضطر إلى العمل في الدراما التلفزيونية بحثا عن فرصة عمل.ولماذا «خلطة فوزية» تحديداً؟أبحث منذ فترة عن سيناريو جيد يشعل حماستي للعودة، وتحقق ذلك عندما عرضت السيناريست هناء عطية هذا العمل الذي يرصد شريحة اجتماعية مهمة، تنجح في الصمود على الرغم من المعاناة والصعوبات التي تواجهها في حياتها. وما هو سر الخلطة؟الخلطة في هذا الفيلم هي الخلطة السحرية للشعب المصري التي ستمكنه من تجاوز أزماته كلها، على الرغم من صعوبتها، من خلال فوزية المرأة المصرية المكافحة التي تتحايل على الحياة بشتى الطرق كي تتمكن من تربية أبنائها بالحلال، وهو الدور الذي تجسده الفنانة إلهام شاهين وتظهر فيه ست بيت بسيطة تفتقر إلى المؤهلات التي من شأنها منحها فرصة عمل تتيح لها تربية أولادها، فيتفتق ذهنها لأن تصنع المربى في بيتها وتبيعها لترتزق منها. فوزية واحدة من مئات النماذج التي تتحدى صعاب الحياة من أجل الوصول إلى بر الأمان. يشاركها في البطولة فتحي عبدالوهاب وغادة عبدالرازق وعزت أبو عوف وعبدالعظيم حجاج ولطفي لبيب ومجدي فكري وعايدة عبدالعزيز ونجوى فؤاد. شهدت السينما المصرية أخيراً أكثر من فيلم يرصد واقع العشوائيات، فهل يمكن اعتبار «خلطة فوزية» أنه يساير هذه «الموضة»؟يحكي كل فيلم من أفلامي عن البسطاء المجبرين على العيش على هامش الحياة، أولئك الذين يحبونها على قسوتها ويقتنصون رغما عنها أحقيتهم فيها، هذه الـ«تيمة» موجودة في «يادنيا ياغرامي» أول أفلامي وكذلك «خلطة فوزية» الذي أعدَّ له قبل أن تخرج أفلام العشوائيات الى النور، ما يؤكد أنني لا أساير الموضة بل أقدم ما أشعر بالانتصار له والحماسة لتقديمه ولا يهمني ما يردد البعض، فالعبرة بما يقدَّم ومدى اختلافه. لكن ألا ترى أن هذا النوع من الأفلام لا يتحمس له الجمهور في ظل تيار الكوميديا المسيطر في شكل واسع على الساحة؟يعرف الفيلم الجيد طريقه الى النجاح بغض النظر عن تصنيفه. حققت أفلام كثيرة في الفترة الماضية نجاحا على الرغم من أنها بعيدة جدا عن الكوميديا، ما يؤكد أن الجودة هي المقياس والمعيار. مثلا «أسرار البنات» الذي قدمته عام 2001 والذي بلغت تكاليفه مليون جنيه لم يفقد سوقه حتى اليوم.كيف تنظر الى حالة السينما راهناً؟على الرغم من العثرات التي مرت بها إلا أنها نجحت في الخروج من أزمتها وعادت عجلة الانتاج إلى سابق عهدها. فبعدما كان الإنتاج لا يتجاوز أصابع اليد، وصل الآن إلى ما يقرب من 40 فيلماً، يضاف الى ذلك أن الساحة لم تعد محصورة في نوع محدد، إنما ستشهد ملامح نهضة فنية خلال الفترة المقبلة، ليس في السينما فحسب بل في المجالات المختلفة. باختصار هناك روح جديدة بدأت تفرض ملامحها.