الخنجر العماني... صناعة وتجارة مربحة بعائد 5 ملايين ريال عماني سنوياً

نشر في 05-04-2008 | 00:00
آخر تحديث 05-04-2008 | 00:00
يشكل الخنجر العادي أو المعقوف أهم مكونات الزي العماني والشخصية العمانية، بل انه أهم مكونات البيت العماني نفسه، ويحرص العمانيون على اقتناء الخناجر والظهور بها في المناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية والأعراس، ومع توارث هذا المظهر الاجتماعي من الآباء إلى الأبناء، حافظت صناعةُ الخناجر على بقائها رغم تطورات العصر، حيث تنتشر في السلطنة نحو 250 ورشةً يعمل فيها 500 عماني و700 وافد، وتتفاوت أسعار الخنجر العماني من 40 ريالاً اي أكثر من 100 دولار إلى 2000 ريال، ما يساوي 5000 دولار، ويبلغ حجم تجارة الخناجر في السلطنة نحو 5 ملايين ريال عماني، ما يساوي 12.5 مليون دولار.

يقول مدير غرفة التجارة فرع نزوى التي تُعد أشهر قلاع صناعة الخناجر في السلطنة يوسف البوسعيدي إن صناعة الخناجر تبعث على الفخر للعمانيين، وقد أضحى الخنجر العماني من شهرته ماركةً عمانيةً مسجلةً، وتنتشر الخناجر العمانية داخل السلطنة وخارجها، مشيرا إلى أن عدد ورش صناعة الخناجر في السلطنة يبلغ نحو 250 ورشة، وعدد العاملين فيها من العمانيين نحو 500 عامل، ومعهم 700 عامل وافد، ويتراوح سعر الخنجر من 50 ريالاً إلى 1200 ريال.

مصدرٌ للدخل القومي

ويرى أستاذ الاقتصاد بجامعة صحار د. أبو بكر رمضان أن صناعة الخنجر العماني تمثل هُويةً وشعارا وموروثا ثقافيّا واجتماعيّا تتناقله الأجيال، وهو من الناحية الاقتصادية تُعد أحد مصادر الدخل القومي، وتهتم السلطنة بتلك الصناعة لتفردها، فلا توجد أخرى تضاهي سلطنة عمان في صناعة الخناجر التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.

وقال رمضان: «إن بخلاف الأهمية الاقتصادية هناك الأهمية السياحية فالخنجر إحدى وسائل ترويج السياحة العمانية في الداخل والخارج، ومن هنا تهتم السلطنة بصناعته لاعتمادها على السياحة في السنوات الأخيرة بعد انتهاج سياسة تنويع مصادر الدخل».

وذكر رمضان ان الاهتمام بصناعة الخناجر مفيدٌ أيضا لاستيعاب القوى العاملة الباحثة عن عمل، والتي تزايدت أعدادها في السنوات الأخيرة، واكتسابها صناعة الخناجر يوفر لها فرص العمل والحفاظ على الموروث الثقافي، كما ان صناعة الخناجر مفيدةٌ لاستغلال الخامات الأولية الداخلة في صناعتها والموجودة بالسلطنة مثل الحديد والخشب والفضة.

الخناجر الفضة

ويؤكد رئيسُ لجنة الصناعة بغرفة التجارة والصناعة أيمن الحوسني أن الخنجر العماني تراثٌ أصيل، تحرص الأجيال على اقتنائه وتوارثه جيلاً بعد جيل، فهو رمز عمان الذي يميِّزنا عن بقية دول الخليج، ويزدان العماني بالخنجر في الأفراح والمناسبات الوطنية، وخلال المؤتمرات والمناسبات الكبرى التي يحضرها السلطان قابوس بن سعيد والوزراء، والخنجر أيضا هو رمز الرجولة والفخر والاعتزاز بين العمانيين. وقال الحوسني إن أسعار الخنجر تتراوح بين 40 ريالاً و1000 ريال، وقد يصل إلى 2000 ريال، أي أكثر من 5 آلاف دولار، وذلك حسب دقة صناعته والخامات المستخدمة في تلك الصناعة من فضةٍ وذهبٍ وعاج الفيل، مشيرا إلى أن ولاية نزوى هي معقل صناعة الخنجر العماني في السلطنة، ويحرص زوَّار السلطنة من السياح العرب والأجانب على اقتناء وشراء الخنجر العماني، سواء من نزوى أو بقية الأسواق الشعبية؛ باعتباره تراثا فريدا وتذكارا لا يُنسى، وقد شاهدت نماذج للخنجر العماني في سورية ومصر، وتحديدا في خان الخليلي، مما يؤكد أن شهرته أصبحت عالمية، وتتخطى الآفاق.

ويؤكد الحوسني أن نزوى تتميَّز بصناعة الحرف التقليدية مثل الخناجر والسيوف والمنسوجات والصناعات السعفية، وتُباع تلك المنتجات في سوق نزوى، وفي بقية أسواق السلطنة الشعبية مثل سوق مطرح، موضحا أن سعر الخنجر يتحدد بناءً على المادة الخام المصنوع منها سواء الاستيل أو الفضة أو الذهب، وإن كانت الخناجر الفضية هي الأكثر شيوعا، خصوصا بالنسبة الى المقبض، أيضا يحدد القرن سعرَ الخنجر؛ فهناك قرن الزراف وهو الأغلى سعرا، وهناك قرن الجاموس وقرن الصندل وقرن شجرة النارنج، وأرخص الخناجر ذات القرون الصناعية.

(الأسواق. نت)

back to top