علاجات الظهر الطبيعية... شفاء من دون أدوية
من منّا لا يحلم بالعثور على صاحب الأنامل السحرية الذي يخلّصه من أوجاع ظهره ويقيه من المضاعفات السلبية؟ إليكم الوسائل الأكثر فاعلية والتي من شأنها التخفيف قدر الإمكان من كل التشنّجات العضلية وأوجاع الظهر.
يولي حوالى 60 % من سكان المنطقة العربية أوجاع الظهر اهتماماً كبيراً ويحاولون في علاجها أنواعاً مختلفة من بينها: العلاج الطبيعي بتقويم العظام «اوستيوباتي» أو طب تقويم العمود الفقري «كايروبراكتيك». لكن قبل الوثوق بما يتناقله الناس من آراء في هذا المجال من الأفضل استشارة الطبيب لا سيما عندما يكون مردّ الألم إصابة أو جرحاً أو أوراماً أو التهابات أو أمراضاً معدية. رغم أن التقنيات التي يعتمدها المعالجون الطبيعيون في تقويم العمود الفقري وفي تقويم العظام تقضي على الألم في وقت قصير إلا أن مهمتهم لا تقف عند هذا الحد، بل يعمدون إلى متابعة حالة المريض ويرشدونه إلى طرق الوقاية المناسبة ويوجهونه إلى طبيب متخصص لمعالجة مشكلته في حال تعدّت نطاق اختصاصاتهم.معالجة طبيعية فاعلةيعتمد العلاج الطبيعي على التدليك الذي يسرّع الدورة الدموية للظهر ويرخي عضلاته المتشنجة. ويتوفر هذا التدليك في أشكال عدة وهو فاعل خصوصاً في معالجة آلام أسفل الظهر. من ناحية أخرى يساعد العلاج الطبيعي في حالات الاضطرابات الحركية ويساهم في منع المضاعفات المصاحبة لها قدر الإمكان . ويعدّ البرنامج التثقيفي للمريض من أهم العوامل المساعدة على الوقاية من المضاعفات وعلى تحفيز المريض للاستمرار في العلاج، وهو يتضمن:- تمارين تمديد العضلات وتحريك المفاصل.- تمارين حرة أو استخدام الأوزان إن أمكن. - تدريب على وظائف الحياة اليومية في حال وجود قصور فيها.- إستعانة بأجهزة مساعدة لتحسين وظائف الحياة العادية.- توعية المريض بالمحافظة على وضعية مناسبة للجسم. - تدريب على كيفية استعمال الكمادات الباردة والموجات فوق الصوتية والأشعة فوق الحمراء.تقويم العظام أو الـ«اوستيوباتي»يركّز طب الـ{أوستيوباتي» على تعليم الشخص كيفية تجنب المرض من خلال اتباع سلوك صحي وتغيير نمط الحياة والابتعاد قدر المستطاع عن العلاج التقليدي القائم على تناول العقاقير والأدوية والمسكّنة. غالباً ما يلجأ المريض إلى أخصائي الـ «أوستيوباتي» لعلاج آلام الظهر والرقبة أو آلام المفاصل فى حين أن هذا الطب يستخدم لعلاج حالات أخرى مثل التهاب المفاصل والحساسية والأزمة الصدرية والدوار وآلام الحيض والصداع النصفي و عرق النسا والتهاب الجيوب الأنفية والمشاكل المرتبطة بمفاصل الفك. كما يساعد الـ»أوستيوباتي» في تخفيف أعراض الشعور بعدم الارتياح كما في حالة آلام الظهر الناتجة عن الحمل ومشاكل الهضم. ويساعد أيضاً كبار السن فيقلّل من آثار عوامل الشيخوخة المتصلة بالعمود الفقري والمفاصل. وفي الطب الرياضي يستخدم الـ{الأوستيوباتي» كجزء لمعالجة إصابات الرياضيين.بالإضافة إلى الوسائل الطبية التقليدية كالعقاقير والجراحة، يحتاج طبيب تقويم العظام إلى التدليك ليساعد وظائف أجهزة الجسم على العمل بأقصى كفاءة لها.يعتبر طب «الأوستيوباتي» جسم الإنسان مجموعة من الأجزاء المتداخلة التي لا تعمل بمفردها ولا ينبغى أن يتم علاجها كذلك. يؤثر بالتالي اضطراب أحد هذه الأجزاء على باقي الأعضاء وتساهم الضغوط العاطفية والنفسية في تفاقم المرض؛ لذلك يتمّ علاج الإنسان ككل لأن جسم هقادر على تنظيم وظائفه وعلاج نفسه ذاتياً.يشكل تقويم الهيكل العظمي أساس العلاج بالـ{الأوستيوباتي» لأنه وبسبب ضخامة هذا الهيكل أيّ خلل يصيبه يسبب حتماً مشاكل صحية خطيرة.وهو يعتبر المفتاح الأساسي في تحقيق التوازن والمحافظة على صحة الجسم. يتألف هذا الهيكل من العظام والأربطة والعضلات والأنسجة والأعصاب والعمود الفقري يشكل 60 % من وزن الجسم.يساهم «الأوستيوباتي» أيضاً في مساعدة الجسم على معالجة نفسه بإعادة التدفق الدموي إلى الأعضاء المتأثرة في حال أصاب الدورة الدموية خلل ما، ويؤدي بالتالي إلى إيصال الغذاء الكافي إلى كل الأعضاء وتدعيم جهاز المناعة. تقويم العمود الفقري أو {كايروبراكتك»طبقاً لما يقول أطباء الـ«كيروبراكتيك»، يسيطر الجهاز العصبي على جميع وظائف الجسم. تنتقل الرسائل العصبية من الدماغ إلى الحبل الشوكي ثم إلى أعصاب الجسم قبل أن تعود في النهاية إلى الحبل الشوكي متجهة نحو الدماغ من جديد. تقوم نظرية هذا العلاج على أن الأوضاع غير السوية لعظام العمود الفقري قد تتدخل في تلك الرسائل وغالباً ما تكون السبب في المشاكل الصحية.يصحح أطباء الـ «كيروبراكتيك «الأوضاع الخاطئة لعظام العمود الفقري بالمعالجة اليدوية. سواء استعان الطبيب بيديه أو بإحدى الآلات فإن هذا الشكل من المعالجة يساعد على إعادة العظام إلى وضعها الأصلي وحركتها الطبيعية ويخفف الألم ويؤدي بالتالي إلى الشفاء. قد ينصحك طبيب الـ {كايروبراكتيك» باتباع برنامج إعادة تأهيل لعمودك الفقري وتثبيته والتخفيف من حركة المفاصل لإعادة تأهيل نسيج أربطة العضلات وإعادة التوازن إلى النبضات العصبية.يستخدم الـ{كيروبراكتيك» بنجاح في علاج آلام الظهر والصداع المزمن وآلام العنق وتلك الناجمة عن إصابات بالجهاز الحركي (العضلات أو العظام ). ويخضع المريض له مرة أسبوعياً أو كل أسبوعين احظ التحسن بعد القيام بـ8 إلى 10 جلسات. وفقا لطبيعة المرض قد يحتاج المريض الى فحوص خاصة أو صور أشعة ضرورية للتشخيص والعلاج. ولا تنفع المعالجة بالـ{كايروبراكتيك» في حال وجود كسر في العظام أو عدوى أو سرطان أو التهاب شديد في المفاصل أو أي حالة مرضية أخرى تتعارض مع استخدامه وبنوع خاص الإصابات أو المشاكل في العنق. على مر السنين تداول الناس كثير من الأساطير حول أسلوب حياة ممارسي طب الـ{كايروبراكتيك»، لكن المتخصصين في هذا العلاج يحصلون اليوم على تعليم رفيع المستوى ويتعين عليهم إتمام دراسات جامعية وبرنامج إضافي لستّ سنوات. كذلك يخضعون إلى شروط صارمة لا بدّ لهم من استيفائها ليحصلوا على رخص العمل واعتراف الهيئات الحكومية بهم.تجدر الإشارة إلى انه لا يمكنك اللجوء إلى العلاج الطبيعي إذا أصيب ظهرك بالتقلّص العضلي أو الـ{سكوليوز» أو الاضطرابات المزمنة لأنه ليس العلاج الجذريّ ، إنما يمكن الاعتماد عليه للتخلص من التشنج في عضلات الظهر. يعمد اختصاصي العلاج الطبيعي أولاً الى تقييم حالة المريض وتحديد البرنامج العلاجي الملائم الذي يختلف من مريض إلى آخر وفقاً لإصابته وحالته الصحية. على هذا الأساس يحدّد نوع الجلسات وعددها. وفي بداية كل جلسة تُقيّم حالة المريض من أجل قياس تطوره ومدى استجابته للعلاج.ينبه الاختصاصي في هذا المجال إلى ضرورة التزام المرضى بكامل عدد الجلسات لأن عدم إتمامها يعرض المريض إلى الانتكاسة. ولضمان التحسن السريع والسليم على المريض الالتزام بتوجيهات وارشادات اختصاصي العلاج الطبيعي.يلاحظ أن معظم الأشخاص الذين يلجأون إلى العلاج الطبيعي هم من المسنّين وينتمون الى الطبقة الكادحة في المجتمع لأن العمل خلال ساعات طويلة يحتم الاستخدام المفرط للمفاصل ويؤدي بالتالي الى تلف هذه المفاصل وتورمها.