سأحتفي بكل ما يستحق الفرح

نشر في 14-02-2008
آخر تحديث 14-02-2008 | 00:00
من حق الناس أياً كان دينهم وطائفتهم وعاداتهم وتقاليدهم أن يحتفلوا بالعيد الوطني، وعيد التحرير، وعيد الحب، وعيد الوناسة، وعيد الفرح، وعيد رأس السنة، وفي ذكرى ميلاد ذويهم وأقاربهم، وعيد استلام الراتب نهاية كل شهر، وعيد الزيادة (إذا أقرت)، وأي عيد آخر يجد الناس فيه مبرراً لممارسة الفرح.
 سعود راشد العنزي لم أحتفل من قبل بعيد الحب رغم كثرة من أحب من الناس الذين يستحقون مني التعبير عن حبي لهم في كل فرصة ووقت، لكنني في هذا العام سأتعمد الاحتفال بـ«الفالنتاين» بطريقتي. سبب الاحتفال لا يعود إلى قناعة مفاجئة بأهمية هذا العيد، بل كردة فعل لإصرار الجماعات الدينية والمتوترين منهم التدخل في خصوصيات الناس ومحاولاتهم المستمرة لتعميم قناعاتهم الشخصية المريضة على المجتمع كله، وكأنهم مكلفون بهذه الوصاية على الجميع كباراً وصغاراً نساءً ورجالاً.

ياسادة ياكرام لم يجبركم أحد على الاحتفال بأي عيد، بل إن شئتم أن تظهروا علامات الاكتئاب والنكد كلها لأهلكم وأصدقائكم ومن تحبون كردة فعل ضد الاحتفال بهذه المناسبة، فتمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد ونقترح عليكم تعميم مناظر الحزن والكآبة على «أحبتكم» حتى في حفلات الزواج إن أردتم، فلا يجوز لأي كان التدخل في خصوصياتكم.

لكن في المقابل من حق الناس أياً كان دينهم وطائفتهم وعاداتهم وتقاليدهم أن يحتفلوا بالعيد الوطني وعيد التحرير وعيد الحب وعيد الوناسة وعيد الفرح وعيد رأس السنة وفي ذكرى ميلاد ذويهم وأقاربهم، وعيد استلام الراتب نهاية كل شهر، وعيد الزيادة (إذا أقرت)، وأي عيد آخر يجد الناس فيه مبرراً لممارسة الفرح. ما شأنكم أنتم إن فرح الآخرون؟ ولماذا هذا الإصرار كله على التدخل في خصوصيات الآخرين، وبأي حق تفعلون ذلك غير سكوت الناس عنكم رغم عدم رضاهم؟

لقد قلت أكثر من مرة في مقالات عديدة إن هدفكم ليس هذه الجزئيات الصغيرة، إنه تحويل الكويت إلى دولة دينية تُحكم برؤيتكم وتفسيركم للنصوص الدينية فقط، أما استخدامكم لهذه الجزئيات (منع الاختلاط، تحريم الفرح...إلخ) فلمجرد تدجين الناس وتعويدهم على القبول بترهاتكم وتزمتكم وانتشائكم بالكآبة، حتى إذا ما استمرأوا وسكتوا على هذا كله سيجدون أنفسهم في يوم ما وإذا الكويت محكومة من قبلكم بعد أن تتمكنوا من السيطرة على كل صغيرة وكبيرة في حياتهم. عندها سيكون الفوت قد فات ولن ينفع الصوت. وستدخلونا آنئذ في صراعاتكم كأحزاب دينية لها رؤوس متآلفة وقلوب متخالفة، وسنكون قد أُكلنا عندما سكتنا على سلب حقوقنا.

سنحتفل ونحتفل ونفرح في أي فرصة فرح وهذا حقنا كبشر... أما أنتم فأتمنى لكم يوماً حزيناً بناء على رغباتكم.

back to top