جمعية التدريس تبالغ في هجومها على إدارة الجامعة وتبتعد عن دورها الحقيقي تحدٍ... مناظرات... وإهمال الفهيد أحد الأسباب

نشر في 04-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 04-02-2008 | 00:00

أصبح لافتا هجوم جمعية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة على الإدارة، حتى اقتنع المتابع بأن جمعيات هيئة التدريس المتعاقبة جبلت على التحدي، ومن صميم عملها الهجوم الشخصي بينما الحقيقة عكس ذلك، ومدير الجامعة له دور سلبي في ما يحدث في الحرم الجامعي.

عانت أسرة جامعة الكويت خلال مدة تزيد على عام ونصف العام «حروبا» داخلية بين جمعية أعضاء هيئة التدريس والادارة الجامعية، وبطبيعة الحال فإن أي خلافات «أكاديمية» في مجملها لا تخرج عن الاحترام وتنأى عن المصلحة الشخصية والصفقات السياسية، ولا تلجأ في ذروتها إلى المساس الشخصي أو اصدار بيانات هجومية كتلك التي دأبت على توزيعها جمعية التدريس الحالية ومنذ تولي د. عبدالله الفهيد لإدارة الجامعة.

من حق جمعية أعضاء هيئة التدريس المطالبة بحقوق الأعضاء، ومن حقها الدفاع عن المكتسبات الأكاديمية والاختلاف أمر وارد لا محالة، فلولا الخلاف لما كانت المكتسبات والانجازات والتفاهم الحقيقي، ولكن يبدو أن بعض اعضاء هيئة التدريس يظن أن مجرد الفوز بعضوية الجمعية يتيح له الوقوف في أعلى الهرم الجامعي، ويظن أن الفهيد يعمل من أجله هو فقط، ولم يقتنع هؤلاء الأعضاء بدور «الادارة الظل» لإدارة جامعة الكويت، وأن عليهم متابعة قرارات الجامعة المعنية بأعضاء هيئة التدريس ومتابعتها والتعقيب عليها أو التعديل أو ايجاد البديل، وليس الدخول في صراع دائم مع المدير شخصيا، فمنهم من يطالب بمناظرة المدير وكأنه يخوض انتخابات طلابية! والآخر يرفض مقابلته لكونه على خلاف مع الفهيد! وتناسوا أنهم في مركب واحد وزملاء أكاديميون قبل أن يتعاملوا حسب مناصبهم.

والغريب أن منهم من يتحدى الفهيد في كل مناسبة تسمح له بذلك! وأهملوا دورهم الحقيقي في النزول عند رغبة اعضاء هيئة التدريس التي أبسطها الحفاظ على الأجواء الأكاديمية والدراسية نقية بعيدة عن المهاترات، ومراعاة شريحة الطلبة التي تشاركهم الحرم الجامعي، وابقاء الأستاذ قدوة ليس فقط لأبنائه الطلبة بل للمجتمع أجمع.

لا يعني هجوم أعضاء هيئة التدريس المفتعل من خارج أسوار الجامعة في بعض الأحيان أن مدير الجامعة عبدالله الفهيد لا يخطئ، بل إنه أخطأ وقصر... وأبسط ما كان ملزما بالقيام به هو اعطاء الجمعية أبسط حقوقها «الميزانية»، وعليه أن يعي أن جزءا من غضب الجمعية كان بسبب إهماله لهم وعدم احترام صفتهم الرسمية واعتبارهم «غير رسميين»، رغم أنه خاض في الماضي انتخابات جمعية أعضاء هيئة التدريس، فكيف له أن ينكر دورها وقد اعترف بها مسبقا، أم إن كرسي المدير غيَّر ذلك؟!

على جمعية أعضاء هيئة التدريس احترام مدير الجامعة كممثل ورمز لأعلى صرح أكاديمي تفخر به الكويت، وعليها الابتعاد عن التصريحات والبيانات الهجومية التي لا تفيد وفقط تضر بسمعة وصورة الجامعة أمام المجتمع عامة والطلبة خاصة، وكذلك المدير مطالب بالاستماع لهم واحتوائهم، لأن الشريحة المتضررة بشكل مباشر هي أعضاء هيئة التدريس الذين ضاعت حقوقهم بين هجوم ممثلهم وإهمال مديرهم.

تمثل جمعية التدريس نخبة المجتمع، وما تجتمع النخب إلا ومعها أفكار واطروحات تستطيع أن تجعل من جامعة الكويت معلما «فوق المحلي» ويشهد له الشرق الأوسط والعالم أجمع، ويستطيع أعضاؤها مجتمعين تقديم الكثير، وليس بالوقوف عند مطالباتهم والمطالبات فقط، بل عند أمور أخرى أهم وتعود بالنفع على الجميع ولا تكتفي بالوقوف بل «الانطلاق إلى جامعة أفضل»، وخصوصا أن برنامج عمل القوائم التي تخوض انتخابات الجمعية لا يخلو من أعمال ابداعية أو اقتراحات اضافية ايجابية، والسؤال: أين هي الآن؟ وهل اكتفت الجمعية بالمطالبات فقط؟ فمثلا تستطيع أن تقيم أداء اعضاء هيئة التدريس، وتكتشف القصور وتعالجه بأسلوبها الخاص كتنظيم دورات مدعمة لمهارات الأساتذة، أو المشاركة في المؤتمرات العالمية وترك بصمة كويتية في المحافل الدولية، أو بتوطيد علاقة الأستاذ بالطالب من خلال لقاءات لا يختلف اثنان على فائدتها لأن هدفها سام ويشارك فيها الجميع، ويمكنها تقديم الكثير والكثير.

الصورة المنشورة تؤكد الجانب الابداعي لأعضاء جمعية هيئة التدريس قبل عقود من الزمن، حين أقامت مؤتمرا علميا تحت شعار «من أجل جامعة أفضل» في 15 ديسمبر 1982، ولعل الفعالية والمسمى فقط جديران بالتقدير، لأنهما عكسا الدور الأساسي المناط بجمعية أعضاء هيئة التدريس، فكلمة «مؤتمر» توضح حجم الفعالية وعدم محدودية عمل الجمعية، و«من أجل جامعة أفضل» تؤطر دور الجمعية وتبين الرسالة الحقيقية التي أتى من أجلها أعضاء الهيئة الادارية، إلى جانب عدم السكوت عن الأخطاء أو التقصير و«الوقوف أمام التجاوزات سدا منيعا».

back to top