حتى لا ننسى... ذكرى الغزو الغاشم (2 / 2 ) إلى الأبناء.. فواز... مطلق... عباس... معصومة... نوف... حنان
الأبناء الأعزاء، في المقالة السابقة استعرضنا أحداث غزو وغدر النظام العراقي البائد لدولة الكويت في الأول من أغسطس 1990م، وسوف نورد أهم المحطات التي عاشتها الكويت في خضم الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية.إرهاصات ومقدّمات الغدر: في 28 مايو 1990م، رئيس النظام العراقي البائد يشن هجوماً ضد دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، في مؤتمر قمة الجامعة العربية المنعقد في بغداد، بذريعة السياسة البترولية التي تنتهجانها. وبتاريخ 18 يوليو 1999م، وزير خارجية النظام العراقي البائد يدعي أن الكويت سرقت نفطاً عراقياً قيمته 2.5 مليار دولار، ونتيجة لذلك الادعاء ألغى رئيس النظام العراقي ديون العراق المستحقة للكويت، التي تزيد على عشرة مليارات دولار. وفي 19 يوليو 1999م، الخارجية الكويتية تُسلم كتاباً إلى جامعة الدول العربية ترد فيه على الادعاءات والافتراءات العراقية، وتدعو إلى تحكيم جامعة الدول العربية في النزاع الحدودي. 24 يوليو 1999م، العراق يصعِّد الوضع ويرسل 30 ألف جندي إلى الحدود الكويتية، والرئيس المصري حسني مبارك يبدأ مساعي وساطة بزيارة للعراق والكويت والمملكة العربية السعودية. في 1 أغسطس 1990م، سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السابق الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله الصباح، ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة للنظام العراقي البائد يجتمعان في جدة لإجراء محادثات لإنهاء المشكلة، غير أن المحادثات انهارت خلال ساعتين بسبب تعنت الجانب العراقي. وفي اليوم نفسه تجاوزت الحشود العراقية على الحدود الكويتية المئة ألف جندي، ورئيس النظام العراقي يُعطي وعداً في اتصالين هاتفيين لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، طيب الله ثراه، والرئيس المصري حسنى مبارك، بأنه لن يستخدم القوة ضد الكويت.الغزو الغاشم أغسطس 1990م: 1 أغسطس 1990م، عند الساعة الحادية عشرة مساءً بالتوقيت المحلي (21:00 بتوقيت غرينتش)، غزت القوات والدبابات العراقية حدود دولة الكويت، 2 أغسطس1990م، أعلن النظام العراقي أن الحكومة الكويتية سقطت نتيجة تمرد داخلي، والقوات الغازية تفشل في تحقيق أهم أهدافها بعد أن استطاع الأمير الشيخ جابر الصباح، طيب الله ثراه، وسمو ولي عهده الأمير الوالد ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة في الوصول إلى المملكة العربية السعودية، كما أدان مجلس الأمن الدولي الغزو، وطالب العراق في قرار 660 بالانسحاب الفوري والبدء في التفاوض مع الكويت، وفي 4 أغسطس أكدت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية الأميركية أن القوات العراقية في الكويت يجري تعزيزها لا سحبها، 6 أغسطس، صوت مجلس الأمن الدولي بأغلبية 13 صوتا ضد لا شيء على فرض عقوبات اقتصادية واسعة ضد العراق. ورئيس النظام العراقي يعلن أن احتلاله للكويت «لا رجعة فيه»، 8 أغسطس، أعلن العراق رسميا ضم الكويت إليه واعتبارها المحافظة التاسعة عشرة، وفي اليوم نفسه بدأت القوات الدولية تصل إلى السعودية، 9 أغسطس، أعلن مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 662 أن ضم الكويت للعراق لاغ ٍ ولا قيمة قانونية له، وفي 10 أغسطس، صوتت قمة جامعة الدول العربية في القاهرة بالأغلبية على إرسال قوات عسكرية إلى المملكة العربية السعودية وطالبت العراق بالانسحاب من الكويت، وكانت 12 دولة من ضمن الدول الإحدى والعشرين صوتت بالموافقة على القرار، فيما عارضته ثلاث (العراق وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية)، وامتنعت دولتان عن التصويت (اليمن والجزائر) وتغيبت واحدة عن الاجتماع (تونس). أما الأردن وسورية وموريتانيا فأعربت عن تحفظاتها، 15 أغسطس، وافق رئيس النظام العراقي البائد صدام حسين في أجراء فاجأ به العالم على شروط إيران لتسوية الحرب العراقية - الإيرانية بين عامي 1980-1988، وفي 18 أغسطس، العراق يهدد باستعمال أسلحة الدمار الشامل إذا تعرض لهجوم عسكري، 25 أغسطس وافق مجلس الأمن بأغلبية 13 صوتا مع امتناع كوبا واليمن عن التصويت، على القرار رقم 665، الذي يجيز اتخاذ إجراءات حسبما تقتضي الضرورة، بما في ذلك الأجراء العسكري، لتنفيذ الحظر الاقتصادي ضد العراق. سبتمبر 1990م، في يوم 5 أعدت حكومة الكويت في المنفي مشروع قانون بتكلفة تصل إلى 55 مليون دولار شهريا لصرف مخصصات إعاشة للمواطنين الكويتيين في الخارج، 7 سبتمبر، استأنفت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي بعد قطيعه دامت 56 سنة، 27 سبتمبر الأمير الراحل الشيخ جابر الصباح، رحمه الله، يلقي خطاباً مؤثراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناشد فيه إعادة حكومة الكويت وشعبها وأرضها. وقد وقف الحاضرون وصفقوا له طويلاً بينما خرج الوفد العراقي قبل أن يبدأ إلقاء خطابه. وفي هذا اليوم جددت بريطانيا وإيران العلاقات الدبلوماسية بينهما.أكتوبر 1990م: 13 إلى 15 أكتوبر عقد وجهاء الكويت مؤتمرا شعبيا كبيرا في جدة لدعم الشرعية وتوحيد ورص الصفوف، ولقد ركزت القيادة على «الاهتمام على كويت المستقبل»، ووعدت بالتمسك بالدستور وأن الإصلاحات الديموقراطية سوف تطبق، 25 أكتوبر، ذكرت التقارير أن العراق لغم آبار النفط الكويتية، 29 أكتوبر، تبني مجلس الأمن قراره العاشر رقم 674 الهادف إلى إرغام العراق على الانسحاب من الكويت بأغلبية 13 صوتا وامتناع اليمن وكوبا عن التصويت.نوفمبر 1990م: 26 نوفمبر، وافقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من حيث المبدأ على قرار يجيز استعمال القوة ضد العراق إذا لم ينسحب من الكويت، 28 نوفمبر، أعلنت مارغريت تاتشر استقالتها من زعامة حزب المحافظين البريطاني وبالتالي من منصب رئاسة الوزارة وخلفها وزير الخزانة جون ميجور، 29 نوفمبر، وافق مجلس الأمن الدولي بأكثرية 12 صوتا مقابل صوتي كوبا واليمن وامتناع الصين عن التصويت على استعمال القوة ضد العراق، إذا لم ينسحب من الكويت بحلول 15 يناير 1991. ديسمبر 1990م: 17ديسمبر، بريطانيا تنفذ المادة العاشرة من قانون القوات الاحتياطية التي لم تستعمل منذ الحرب الكورية في مطلع الخمسينيات، ومكنت هذه المادة وزارة الدفاع البريطانية من استدعاء قوة إضافية قوامها 1500 من قوات الاحتياط. 22 ديسمبر، افتتحت في الدوحة أعمال اجتماعات الدورة الحادية عشرة للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، التي أكدت الوقوف بقوة ووضوح إلى جانب دولة الكويت وحكومتها الشرعية ورفض العدوان العراقي.يناير1991م: 9 يناير بعد ست ساعات من المناقشات فشلت محادثات وزيري خارجية أميركا والعراق في جنيف، 15 يناير فشلت آخر محاولة سلام فرنسية، وكان الموعد النهائي الذي حدده قرار مجلس الأمن رقم 678 لانسحاب العراق من الكويت ينتهي عند منتصف الليل، 16 يناير عند منتصف الليل بتوقيت غرينتش بدأت قاذفات التحالف الدولي بقصف المواقع العسكرية والاستراتيجية في بغداد ومختلف أنحاء العراق مدشنة بذلك عملية «عاصفة الصحراء الجوية»، وقوات التحالف تعلن أن «تحرير الكويت قد بدأ». 30 يناير وقعت أول معركة برية في منطقة الخفجي السعودية على الحدود السعودية - الكويتية - العراقية.فبراير 1991م التحرير: 2 فبراير بدأت بوادر انهيار القوات العراقية في الظهور، عندما أخذ المئات من الجنود العراقيين الجائعين والذين يعانون من انحطاط في معنوياتهم في عبور الحدود السعودية للاستسلام لقوات الحلفاء. 24 فبراير، انطلاق عملية «درع الصحراء»، الهجوم البري لقوات التحالف وعملية تحرير الكويت تدخل مرحلتها النهائية، وكان نجاح خطة «درع الصحراء» أسرع مما توقعه الكثيرون .25 فبراير، اندحار قوات النظام العراقي والرئيس العراقي البائد يعلن الانسحاب من الكويت والامتثال لقرارات مجلس الأمن، في 26 فبراير تم بفضل الله عز وجل تحرير دولة الكويت، 28 فبراير بعد انقضاء مئة ساعة من الحرب البرية دُحر الجيش العراقي، وأعلن العراق قبوله بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي، وأعلنت قوات التحالف وقفاً لإطلاق النار... هذه كانت أهم وليس جميع أحداث الغزو الغاشم لوطننا الغالي. الوطن أمانة: الأبناء الأعزاء، ها أنتم توشكون على استلام أمانة ومسؤولية الوطن... نسأل الله ان يوفقكم بالحفاظ على الكويت حرةً أبيةً... مستلهمين التضحيات الكبيرة التي قدمها شهداؤنا الأبرار... والعطاء السخي والمتدفق للآباء والأجداد... وأن تذودوا عن حمى الوطن... والله ولي التوفيق.