آخر وطن: لا تستمعوا للنصائح!

نشر في 04-04-2008
آخر تحديث 04-04-2008 | 00:00
No Image Caption
 مسفر الدوسري أحبّتي.. أيها العشاق الصغار، الذين للتو أطلقتم قلوبكم في المدى لتلامس جناح عصفورة في الفضاء الحاملين ابتساماتكم البهية على محيّا جوانحكم..

لا تدعوا أولئك المشوهين يسرقون من أعينكم ولو مساحة شبرٍ من السماء

لا تتركوا لهم فرصة لتسويق تجاربهم الفاشلة عليكم.

لا تستمعوا لنصائحهم البلهاء، يقولونها وكأنها خلاصة الحكمة، يرددون أبيات الشعر المليئة بالرماد، لإخافتكم من مواصلة الطريق ويدعمونها ببعض الأمثال المهترئة والتي لا ترتئي ثقب مدى.

لا تصغوا لصرخاتهم المغلفة بالحب المزيّف لكم، واداعاءاتهم المتكررة بأنهم لا يريدون سوى مصلحتكم، أقولها صادقا.. هم لا يريدون مصلحتكم، ولا يأبهون لها، هم فقط يغيظهم أن يروا يمامة تغني على فنن، كمال قلوبكم بالحب، يُشعرهم بنقصهم، سعادتكم تشعل نار الغيرة في تعاستهم،

يحسدون تماهيكم مع الطقوس السحرية لمواويل الغرام،

يتمنون أن يكونوا مثلكم لكنهم لا يقدرون.

أحبتي.. صغار العشاق..

لا تصغوا سوى لنداءات قلوبكم البريئة

لا تتتبعوا سوى الفراشات الملونة المخبأة في أعين أحبتكم.

سيقول أعداء السنابل لكم:

الله لا يجزى بنات الهوى خير

ولا بعد يفتح لهم باب جنه

الفاتنات المقبلات المدابير

والطير لو هو بالثرايا رمنّه

هذه أصوات عاجزة عن ملاحقة طير الحب، والتحليق معه في مداراته الشاسعة الجميلة، فلا تملك سوى ان تلعن الحب وكل أسبابه، وتحض الآخرين على فعل السلوك ذاته في شن الهجوم عليه.

أحبّتي العشاق الطيبون..

آمنوا بالحب، لا تضيعوا ثانية بدونه، فالحب يكافئ محبيه، ويكافئ المخلصين له، حقيقي أنه يختبر إيمانهم، وحقيقي أيضا أنه قاسٍ بعض الشيء في هذا الاختبار أحيانا، ولكن المكافأة تستحق، والنعيم المنتظر عظيم.

خذوا من بعض العشاق الرموز أمثلة وقدوة لخطواتكم الطريّة، لتعتاد على شوك الطريق، واستمعوا لأحد المؤمنين يقول:

الحب على الارض بعض من تخيلنا

لو لم نجده عليها لاخترعناه..!

وهذا أحد الصابرين يقول:

عذّبي ما شئتِ قلبي عذّبي

فعذاب الحب أسمى مطلبِ

نغمات الحب أنغام السما

أنزلتها روح عيسى والنبي

لا تفرّوا من الحب عند أول لسعة، لا تلين عزيمتكم، ولا تهن، هناك جنة يبشّر بها كل من سكنها، أنتم موعودون أيها العشاق الصغار بهدايا صبركم العظيم.

أحبّوا قدر استطاعة أرواحكم الشفافة، قدر حاجة العشب في قلوبكم، قدر الجفاف الذي يكاد ان يلتهم غدران عواطفكم.

أحبتي.. أحبكم وأحب الخير لكم، بعيدا عن تلك النفوس الموبوءة، والمصابة باليأس، والحيرة، والذبول، وشوك الصبار التي أتمنى ان تسدوا آذانكم عن أصواتهم النشاز.

back to top