بيان الداخلية... بيكحِّلها عماها!

نشر في 22-08-2007 | 00:06
آخر تحديث 22-08-2007 | 00:06
«بيكحّلها عماها...» هو أصدق قول يمكن ان يطلق على بيان وزارة الداخلية، وعلى المؤتمر الصحفي الذي عقده وكيلها بالنيابة اللواء الرجيب.

«الداخلية» حاولت ان تظهر للناس أن ما جرى من سوء تصرف لأجهزتها قد تم وفقا للقانون والدستور لذلك نعيد قراءة البيان.

يبدأ البيان بديباجة تقول «توضيحا لما تناقلته الصحف صباح الثلاثاء 21/8/2007 ويوم الاثنين بشأن ما زعم انه اختطاف للمواطن بشار الصايغ... وان ما حدث من إلقاء القبض عليه تم وفق القانون وبناء على أمر الضبط الصادر من النيابة...».

هنا نود ان نسأل اللواء الرجيب ما الاختطاف؟ أزرق أم أخضر..؟! فحين تخرج من مكتبك أو منزلك وامامك ثلاث سيارات سوبربان أو بليزر في كل سيارة ثلاثة أو أربعة اشخاص، ويقتادونك ويعصبون عينيك... هل هذا احضار أم اختطاف؟ وهل لجأتم يا سعادة الوكيل بالنيابة الى هذا الاجراء بعد ان تعذّر عليكم الاتصال ببشار الصايغ او بعد رفضه المثول أمام التحقيق؟

سؤال آخر: هل تصدّق يا سعادة الوكيل أن افرادكم من «أمن الدولة» قد عرضوا على الصايغ أمر النيابة قبل اختطافه؟ ومن أين؟ من قلب شارع فهد السالم وسط العاصمة!

ويستطرد البيان مؤكدا ان التهمة هي المساس بالذات الأميرية ومرفق به نسخة من الدستور ونسخة من قانون الجزاء... ونحن نؤكد اننا نعرف ان المساس بالذات الأميرية جريمة، لكن هل يعرف افرادكم أن الاختطاف ايضا جريمة؟!

ونكمل قراءة البيان الفضيحة حيث تقول الفقرة الثانية «كما تم إلقاء القبض على المواطن جاسم القامس لعرقلته رجال الأمن اثناء تأديتهم لواجبهم...» أيضا نسأل سعادة الوكيل هل صحيح ان جاسم القامس كان يعرقل رجال الأمن؟ كيف؟ هل لأنه كان يصوّر الحادثة؟ وكم مرة يا سعادة الوكيل تسمحون للصحافيين والمصورين بمرافقة فرق الاقتحام لديكم اثناء مداهمتها شقة في الجليب او كشف شبكة دعارة للآسيويين؟! هل التصوير هناك مسموح لأنه يظهر بطولة رجال «الداخلية» وهنا يعد عرقلة لتأدية واجبهم لأنه تصوير حي لواقعة اختطاف... عفوا «إلقاء قبض» بمفرداتكم؟

يا سعادة الوكيل، حين طلب جاسم القامس من رجال أمنكم إبراز الهوية أو ما يثبت انهم من «أمن الدولة» أسمعوه من «عذب الكلام» الكثير من مفردات نتعفف عن ذكرها!

بالمناسبة كم من قضية لديكم لأشخاص انتحلوا صفة رجال المباحث وسرقوا وخطفوا واغتصبوا... فهل من العيب أن يتأكد الفرد من شخصية من يتعامل معه؟!

أطرف ما في البيان هو تلك الفقرة التي تقول «وتؤكد وزارة الداخلية ان رجال أمن الدولة هم من ابناء هذا المجتمع».

لماذا يا سعادة الوكيل؟ وهل قلنا انهم من جزر القمر او من بلاد الواق واق؟! بالمناسبة نود ان نؤكد لـ«الداخلية» ان المخطوفين ايضا من ابناء هذا المجتمع... ونشكر سعادتكم على هذه الإنارة التي نورتنا بها...!

وفي الخاتمة يقول البيان «وتنوه الوزارة الى أن ما صرح به المواطن بشار الصايغ عما لقيه من معاملة من رجال أمن الدولة -وهو ما نشرته بعض الصحف- اثناء التحقيق معه ما هو إلا دليل واضح على احترام هؤلاء الرجال لكافة مبادئ وحقوق الانسان وان ما قاموا به في اطار الدستور والقانون...» ومن الواضح ان الأمر قد تداخل على السيد الوكيل فهذا تصريح لم يصرّح به بشار الصايغ بل هو منسوب إلى والده السيد حسن الصايغ الذي تعامل مع الأمر كوالد وبأخلاقياته ومثالياته... ونرجو منك إعادة «قراءة» التصريح...!

بقي ان نقول لسعادة الوكيل، لم يتطرق بيانكم إلى الطريقة التي عومل بها جاسم القامس... في هذه كنتم اكثر شفافية لأنه ليس لديكم ما يقال ولأن الخافي أعظم وانتم تعلمون... ويكفينا لتأكيد مثالية رجال وزارة الداخلية «ابناء هذا المجتمع» ان نذكرك بتصريحات اللواء ثابت المهنا الذي أكد واقعة تعذيب المصريين من قبل مباحث الهجرة وإحالة الضباط والمسؤولين عن ذلك الى النيابة... ان كان هذا يحدث في قضايا الهجرة والإقامات فماذا يمكن ان يحدث في دهاليز أمن الدولة؟! نترك الأمر لخيالكم الطيّب...

الجريدة

back to top