أسرار لون البشرة... بين رجال ونساء

نشر في 23-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 23-03-2008 | 00:00

يبدو أن لأسطورة العذراء الشقراء أساساً في الواقع العلمي وفقاً للبحوث الحديثة. يقول العلماء الذين درسوا الانجذاب لدى الرجال والنساء إن الرجال من جميع الأعراق ينجذبون باطنياً إلى النساء ذوات البشرة الفاتحة فيما تميل النساء إلى الرجال الداكني البشرة.

ويضيف الباحثون، الذين تظهر دراستهم أن البشرة الفاتحة لدى النساء هي الأمثل لدى مختلف الأعراق، أن الجاذبية التي تدفعها التفضيلات تستند إلى الافتراضات الأخلاقية.

ينجذب الرجال إلى البشرة الفاتحة بسبب ارتباطها بالبراءة، الطهارة، التواضع، العذرية، الضعف والطيبة وفقاً للباحثين في جامعة تورونتو. ولكن تنجذب النساء إلى الرجال ذوي البشرة الداكنة بسبب ارتباطها بالجنس، الرجولة، الغموض والخطورة.

من ديزديمونا إلى نيكول كيدمان، احتفى الفنانون والشعراء بالجميلات الشقراوات لقرون خلت بينما انجذبت ملايين النساء إلى الرجال الداكني البشرة أمثال هيثكليف والممثل خافيير بارديم.

في تحليل لأكثر من ألفي صورة دعائية للرجال والنساء، وجد الباحثون أن بشرة البيضاوات كانت أفتح من بشرة الرجال البيض بنسبة 15.2 في المئة وأن بشرة السوداوات كانت أفتح من بشرة الرجال السود بنسبة 11.1 في المئة.

اختيرت الصور الدعائية لأن العارضين والعارضات كانوا من بين الأشخاص الأكثر جاذبية في صفوف أبناء عرقهم وجنسهم.

تفضيلات اخلاقية

يقول الدكتور شايون باومان، اختصاصي العلوم الإجتماعية في جامعة تورونتو: «تظهر البحوث أن تفضيلاتنا الجمالية تعكس التفضيلات الأخلاقية. في ثقافاتنا، توجد مجموعة من الأفكار التي نكونها حول الطريقة التي يجب أن تظهر بها النساء وتتصرف من خلالها. للبشرة الفاتحة والداكنة معان محددة مرتبطة بها ونربط هذه التفضيلات الأخلاقية بالنساء». إن تفضيل كولن فاريل على دانييل كريغ أو مونيكا بيلوتشي على ميشيل بفايفر يعبر عن تفضيل عامل الخطورة.

يقول الباحثون إن الكثير من الأحكام حول الجمال تصدر عن العقل، كالطول والوزن وطول الساق وشكل الأنف والفم. «في المقابل، تحدد مظاهر الجاذبية الجسدية المثالية، بما في ذلك لون البشرة على مستوى العقل الباطني»، على حد قولهم.

وعندما عمد هؤلاء الباحثون إلى تحليل الإعلانات التي تظهر فيها نساء ذات بشرة بيضاء فحسب، اكتشفوا أن النساء ذوات البشرة الداكنة جداً يملن إلى الظهور بشكل شبه عار وبمعدة مكشوفة، ويظهرن حافيات الأقدام أو يبدون عاريات تماماً.

علاوةً على ذلك، لدى النساء ذات البشرة الداكنة جداً في هذه المجموعة ميل إلى ارتداء ثياب فاضحة، كالثياب الداخلية أو ما شابه ذلك، في حين أن النساء ذات البشرة الفاتحة يملن إلى ارتداء ملابس محتشمة ويصورن على أنهن ودودات وسعيدات وصادقات.

يشير الباحثون من جهة أخرى إلى أن الفوارق بين ألوان البشرة عند الذكور والإناث التي تحدد جاذبيتهم كبيرة جداً إلى حد يصعب شرحه بطريقة بيولوجية بحتة. ويقول الدكتور برومان: «أعتقد أن ما وُصل إليه بشأن لون البشرة يجب أن يفهم على أنه نتاج لقيم ثقافية متجذرة ودائمة».

« أستند في شرح ما وُصل إليه إلى مظهرين رئيسين: المعاني التي ينضوي عليها اللونان الفاتح والداكن في ثقافتنا والروابط بين الأحكام على الأخلاق والجمال».

«يعتبر لونا البشرة الفاتح والداكن خصائص جمالية تمثل الرابط بين الأحكام الأخلاقية والجمالية. تعتبر البشرات الفاتحة لدى النساء، كمعدل متوسط، مثال الجمال الطاغي لأن التواضع الجنسي والأنوثة التقليدية هما المثال السلوكي الطاغي لديهن. مع ذلك، ثمة تقييم للبشرة الداكنة لدى النساء، على الرغم من أنها أقل شيوعاً، ويبدو أن هذا التفضيل الجمالي الأقل شيوعاً يتلاءم وفكرة أن هؤلاء النساء أكثر إثارةً... إذ تعتبر النساء ذات البشرة الداكنة مجردات من الأخلاق».

back to top