شخصيات إعلامية عن إغلاق المكاتب الخارجية:لا بدائل حقيقية تغني عن تواصل الإعلاميين أكدوا نجاحها ومساهمتها الفعالة في تسويق السياسة الخارجية للدولة

نشر في 14-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 14-08-2007 | 00:00
No Image Caption

أكدت شخصيات إعلامية كويتية وأخرى عربية لـ«الجريدة» على أهمية الإعلام الخارجي للدولة، لافتين إلى أن تجاربهم الشخصية تؤكد انه لا بدائل حقيقية يمكن أن تغني عن التواصل المباشر بين الإعلاميين. وقالوا إن نجاح الإعلام الخارجي يعتمد بشكل كبير على قدرة القائمين على المكاتب على تسويق سياسة الدولة بشكل مناسب. لكن وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب وصف قرار إغلاق المكاتب الإعلامية الكويتية بالقرار الحكيم.

في البداية، أكد وزير الإعلام السابق والناشر لجريدة الآن الإلكترونية الدكتور سعد بن طفلة أن الكويت بحاجة الى إعلام خارجي قوي وفعال في نفس الوقت، مشيراً الى أن القرار الاستراتيجي المناسب لتحقيق ذلك هو حل وزارة الإعلام ونقل الإعلام الخارجي إلى وزارة الخارجية لأنه مرتبط بشكل وثيق مع السياسة الخارجية للدولة.

الخيار الأفضل

وذكر الدكتور بن طفلة أنه كان يعمل عندما كان وزيرا للإعلام على تحقيق هذا المشروع لإيمانه بأنه الخيار الأفضل ولأنه سيحقق للكويت الكثير من النتائج الإيجابية، واصفا قرار إغلاق المكاتب الإعلامية والاستعاضة بأسابيع إعلامية وثقافية بمن يقارن بين التفاح والبرتقال، لأن المكاتب الإعلامية شيء مختلف تماما عن الأسابيع الإعلامية والثقافية.

تضارب في العمل

ومن جهته، قال وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب إنه لا يوجد أي مبرر لوجود مكاتب إعلامية للدولة في الخارج خصوصا بعد ثورة الاتصال التي مكنت أى شخص من الحصول على اي معلومة يرغب في الحصول عليها من خلال شبكة الإنترنت، هذا بالاضافة الى الدور الكبير الذي تقوم به الصحافة المحلية، لذلك فإن قرار الحكومة الكويتية القاضي بإغلاق المكاتب الإعلامية يعتبر قرارا حكيما، مؤكدا أنه عندما كان وزيرا للإعلام ساهم في إغلاق المكاتب الإعلامية الأردنية في الخارج والتي كانت تكلف الأردن مبالغ كبيرة في بعض الأحيان تفوق ميزانية السفارة.

واضاف ان وجود مكاتب إعلامية في الخارج يسبب احيانا «تضاربا» في العمل مع السفارة وذلك لأسباب عديدة، مشيرا الى ان طاقم السفارة قادر على القيام بعمل المكتب الإعلامي. وعن وجود ملحقين اعلاميين في سفارات الدول المتقدمة قال القلاب الحقيقة أني لا أعرف شخصيا الدور الذي تقوم به الأقسام الإعلامية الموجودة بهذه السفارات مثل الأميركية والبريطانية لكن من الواضح لي أنه لا ضرورة لها الا اذا كانت لها مهمات خاصة لديهم!

مواهب كويتية

ومن جانبه، قال نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية فوزي مخيمر إنه فوجئ بقرار مجلس الوزراء الكويتي بإغلاق جميع المكاتب الإعلامية الكويتية في الخارج، مؤكدا أن المكاتب الإعلامية الكويتية قامت بدور كبير خلال فترات سابقة وبشكل خاص أثناء العدوان على الكويت، وقد أثمر هذا الجهد في نقل الحقائق الى الرأي العام. وأكد مخيمر أن وجود مكاتب إعلامية للدولة بالخارج ولا سيما في العواصم العالمية أصبح من الامور المهمة للدولة لما يمكن أن تحققه هذه من نتائج إيجابية للدولة، مؤكدا أنه إذا لم ينجح المكتب في تحقيق أي انجاز فلا يعني ذلك ألا جدوى منها وإنما قد يكون الأشخاص القائمون على المكتب ليسوا ناشطين ولا يطرحون مبادرات للإعلاميين والسياسيين والاقتصاديين وأكد مخيمر أن الكويت بحاجة الى مثل هذه المكاتب في الدول العربية، خصوصا أن الصحافة الكويتية لم تحقق الهدف المنشود لغلبة الطابعين المحلي والخليجي عليها، مشيرا الى أن الإعلام الكويتي يزخر بالمواهب التي ستنجح اذا حصلت على الفرصة المناسبة. وقال إن تكنولوجيا الاتصال والأسابيع الثقافية لا يمكن أن تحل أو تحقق مكاسب للدولة كما لو كان هناك مكتب أو ملحق إعلامي نشط وفعال في الأوساط الإعلامية والسياسية للترويج لسياسة البلاد في الخارج.

حلقة وصل

ويؤكد مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط علي إبراهيم على أهمية المكاتب الإعلامية الخارجية للدولة، مشيرا إلى أنها تلعب دورا جوهريا في الاتصال مع الإعلاميين وتقديم كل ما يحتاجون إليه بين بيانات ومعلومات قد تكون غير متوافرة، كما أنه سيكون حلقة وصل مهمة بين الإعلاميين في الدولتين، وكذلك يقوم بقياس توجهات الرأي العام في مختلف القضايا المطروحة على الساحتين الأقليمية والعالمية. ويرى إبراهيم أن المكاتب الإعلامية الناشطة تساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقة الرسمية بين الدول، لذلك تحرص الدول على التمثيل الإعلامي بالخارج ولا تكتفي بالتمثيل الدبلوماسي الصرف، لافتا الى أن التكنولوجيا لعبت دورا مهما في التواصل والحصول على المعلومات لكن يبقى التواصل الشخصي مهما ولا يمكن لتكنولوجيا الاتصال أن تحقق ما يمكن تحقيقه من خلال التواصل الشخصي بين الإعلاميين.

توثيق للعلاقات

ويقول الإعلامي اللبناني راشد فايد إن لديه بحكم طبيعة عمله علاقات مباشرة مع المكاتب الإعلامية والمستشارين الإعلاميين العاملين في سفارات عربية وأجنبية، مؤكدا أن المكتب الإعلامي يكون فعالا في حال كان القائمون على المكتب أشخاصا فاعلين ولديهم من الخبرة الإعلامية والثقافة العامة ما يؤهلهم للقيام بهذا الدور. وذكر فايد أن المكتب الإعلامي الكويتي في بيروت يعتبر من أنجح المكاتب الإعلامية في لبنان لذلك لا اعتقد أن قرار إغلاق هذا المكتب الذي لا يمارس سوى اساليب إعلامية بأنه قرار غير صائب %100، مشيرا الى أنه كإعلامي وصحافي كثيرا ما كان يجد لدى المكتب الإعلامي الكويتي البيانات والمعلومات التي يحتاجها عن الكويت التي ليست بالضرورة متوافرة في الإنترنت، الذي قد يعتقد البعض أنه سيحل محل المكاتب الإعلامية أو المستشارين الإعلاميين. وأكد فايد أن العلاقات بين لبنان والكويت علاقة وثيقة وقوية ولكن لا يعني هذا بأي حال أننا نستغني عن توثيق هذه العلاقة بشكل أكبر وافضل في نفس الوقت.

المالك: قرار الإلغاء لم يكن متسرعاً أو مفاجئاً

أكد وكيل وزارة الاعلام الشيخ فيصل المالك ان قرار إلغاء المكاتب الاعلامية «لم يكن متسرعا أو مفاجئا لمديري المكاتب».

وقال المالك في تصريح صحفي ان الوزارة أبلغت مديري المكاتب منذ شهر ديسمبر 2006 بعدم تجديد عقود ايجار المكاتب الاعلامية وسكن المديرين وايجار السيارات اضافة الى انهاء عقود الموظفين المحليين العاملين في تلك المكاتب.

وأضاف ان الوزارة وتقديرا منها للظرف الانساني والاجتماعي للعاملين في المكاتب الاعلامية «أعطتهم فرصة للعمل حتى نهاية شهر يونيو 2007 حتى تتم تسوية أوضاعهم داخل دول مقر المكاتب الاعلامية». وقال ان الوزارة «تكن كل تقدير لابنائها العاملين في المكاتب الاعلامية وسيتم الاستفادة منهم كل حسب مجاله داخل قطاع الاعلام الخارجي».

back to top