11/9 Pentagon

نشر في 12-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 12-10-2007 | 00:00
No Image Caption
شهادات حية عن الهجوم

على وزارة الدفاع الأميركي

بعد أيام من الاعتداءات الإرهابية على وزارة الدفاع الأميركية في 11 سبتمبر 2001 كان المؤرخون العسكريون يعملون على اكتشاف ما حدث. بدأوا يجرون المقابلات مع الناجين وعمال الإغاثة وسواهم من الشهود وجمع الروايات حول الاعتداء على المقر العسكري الأميركي. بعد ست سنوات نُشرت النتائج في كتاب يحمل عنوان Pentagon 9/11 شارك في كتابته خمسة مؤرخين من وزارة الدفاع في مقدمهم ألفرد غولدبرغ من مكتب الوزارة. كان قرار إصداره اتخذ على الفور بعيد الإعتداءات.

بيرل هاربور

مذذاك أثبتت الحوادث أهمية هذا التاريخ بحسب غولدبرغ (88 عاماً) الذي بدأ مسيرته المهنية في العمل مؤرخاً في وحدة الشؤون التاريخية التابعة لسلاح الجو الأميركي بعدما أدى خدمته العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية. منذ 1973 شغل منصب رئيس المؤرخين في وزارة الدفاع الأميركية. صنف غولدبرغ هذا الحدث في خانة بيرل هاربور معتبراً أنه لحظة مصيرية في التاريخ الأميركي وتاريخ العالم قائلاً: «من الواضح أن العالم كله تأثر بالاعتداءات على نيويورك وعلى وزارة الدفاع الأميركية».

أما السبب الثاني لتأليف هذا الكتاب فهو إنتاج عمل أكاديمي يسجل بدقة ما حصل ذلك اليوم هادفاً إلى دحض نظريات الشك والتآمر التي تتهم الحكومة الأميركية بأنها مسؤولة عن الاعتداءات وأن المبنى استُهدف بصاروخ لا بطائرة مخطوفة.

شائعات

أوضح غولدبرغ: «سرت الشائعات الكثيرة حول ما حصل. كما شكك أناس كثر، في هذا البلد وفي الخارج بطبيعة هذا الهجوم وهوية المسؤولين عنه». الجدير ذكره أن المؤلفين بذلوا قصارى جهدهم بغية توثيق ما حدث في ذلك اليوم مستندين إلى إفادات شهود عيان. تطلب الأمر الكثير من العمل الشاق لأن معرفة التفاصيل الدقيقة كانت صعبة جداً».

جمع المؤرخون أكثر من 1300 مقابلة أجراها أعضاء من مكاتب التاريخ التابعة للجيش والبحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية ومكتب وزارة الدفاع، فضلاً عن الجنود الاحتياطيين في الجيش والبحرية الذين استدعوا لأداء واجبهم العسكري والمشاركة في هذا المشروع. يتضمن الكتاب صوراً عن الحطام وأجزاء الطائرة وجهود الإغاثة التي لم تنشر سابقاً.

قال ساراندس راندي بابادوبولوس (من مركز تاريخ البحريّة الأميركية وأحد المشاركين في إعداد هذا الكتاب): «نحن نملك من المعلومات عما حدث هنا تفوق تلك التي نعرفها عن مركز التجارة العالمي».

الى ذلك شكل الكمّ الهائل من الروايات عائقاً إضافياً أمام المؤرخين. يشير بابادوبولوس الذي كتب المسودة الأولى للكتاب إلى: «أن محاولة جمع المقابلات في قالب متماسك كانت صعبة جداً». اعتمد المؤرخون ختاماً على أكثر من 300 مقابلة لصوغ روايتهم الأخيرة كما استعانوا بشهادات تدعم أقوالهم، ما أمكن الأمر.

قالت نانسي بيرلاغ (محرّرة في وحدة الشؤون التاريخيّة في وزارة الدفاع الأميركيّة ومشاركة في تأليف الكتاب): «حاولنا أن نظهر، من خلال هذا الكتاب، تأثير هذه الاعتداءات على الناس على الصعيد الشخصي. آمل أن يُظهر الظروف الإنسانية الفاعلة والتجربة المريرة التي عاشها الأشخاص الذين اختبروا هذا الحدث المأسوي».

انقاذ

الجدير ذكره أن بابادوبولوس نوّه بعدد من أعضاء الطاقم العسكري في المبنى الذين هرعوا تلقائياً محاولين إنقاذ الضحايا من النيران. كتب: «قفزوا من وراء مكاتبهم متجهين نحو موقع الحادث. كان ذلك مؤثراً حقاً». كذلك كتب المؤلفون: «ما كان لينجو عدد كبير من الناس من الاعتداء على وزارة الدفاع لولا تفاني الآخرين، عسكريين كانوا أو ومدنيين. علق عدد منهم في هذا المأزق الحرج ولم يتردد آخرون في المجيء من قسم آخر في المبنى بغية إنقاذ الضحايا العالقين تحت الأنقاض من مصيرهم المحتم».

تولت وحدة الشؤون التاريخية في وزارة الدفاع نشر كتاب

«11/9 Pentagon»، بالتعاون مع مكتب التاريخ التابع للبحرية الأميركية وبمساعدة مكاتب التاريخ في الجيش وسلاح الجو ومشاة البحرية. أما المؤلفون الآخرون الذين شاركوا في هذا الكتاب فهم: ديان بوتني من وحدة الشؤون التاريخية في وزارة الدفاع الأميركية وريبيكا هانكوك ويلش التي ترأست برنامج الروايات في المكتب.

كان غولدبرغ عازماً على إنهاء مشروع كتاب «11/9 Pentagon» قبل تقاعده هذا العام موضحاً أنه يشكل أحد الأسباب التي تدفعه إلى إرجاء تقاعده.

back to top