السفير البريطاني ستيوارت لينج لـ الجريدة: لا نية لإنشاء قاعدة بريطانية في الكويت... ولا حرب على إيران حاملة الطائرات إليزيوم تصل إلى الخليج نهاية الشهر
نفى سفير المملكة المتحدة لدى الكويت ستيوارت لينج نية بلاده إنشاء قاعدة عسكرية في البلاد، لافتا إلى أن بريطانيا لديها قوات متمركزة في الكويت، مهمتها مقتصرة على تقديم الدعم اللوجستي إلى القوات البريطانية الموجودة حالياً في البصرة ومناطق من جنوب العراق.
وكشف السفير لينج في حوار مع «الجريدة» عن قرب موعد وصول حاملة الطائرات البريطانية لمنطقة الخليج، مؤكدا أنها ستستقر في سلطنة عمان لكنها لن تزور الكويت، ثم تتابع مشوارها إلى منطقة الشرق الأقصى. ووصف الوضع الأمني في العراق بأنه «يتحسن تدريجيا» وأرجعه الى التعاون بين السلطات العراقية وقوات التحالف، وهذا الأمر ممتاز، لأننا نريد من المسؤولين العراقيين تحمل المسؤولية تمهيدا لتسليمهم زمام الأمور بشكل كامل، وقال «العراق للعراقيين وليس بلادنا ولا بلاد التحالف».• كيف تقيمون العلاقات الكويتية-البريطانية اليوم؟- العلاقات الكويتية-البريطانية علاقات متجذرة وتاريخية ولا يمكن اختزالها بجواب بسيط، وهي وثيقة جداً اليوم على كل المستويات والمجالات سياسية كانت أو اقتصادية أو تربوية أو تجارية أو استثمارية وغيرها من مجالات التعاون بين البلدين، ونحن في السفارة لدينا إدارات مختلفة بحيث تحمل كل واحدة على عاتقها مهمة متابعة وتنسيق سبل التعاون فيما بين الطرفين، وعبرنا عن ترحيبنا ورغبتنا في أن يشرفنا المواطنون الكويتيون في زيارة بريطانيا سواء للدراسة أو بغرض العمل أو السياحة. • ماذا عن الجانب التعليمي والتربوي، حيث تحاول بريطانيا اليوم تعزيز تعاونها مع دول المنطقة في المجال التعليمي ومنح البعثات الدراسية للراغبين، ما الأهداف التي ترجونها من خلال هذا النوع من التعاون؟- نعتقد أن الجامعات البريطانية تستفيد من وجود الطلبة الأجانب في بريطانيا، بصرف النظر عن جنسياتهم، فلدينا من المقومات ما يجعلنا مركز جذب للطلبة، سواء من الشرق الأقصى أو الشرق الأوسط أو غيرها من مناطق العالم، ويهمنا أن نرى هؤلاء الطلبة ممن يتلقون تعليمهم في المملكة المتحدة أن ينقلوا ما درسوا إلى بلادهم بهدف الارتقاء في مستوى التنمية والتعليم وتحقيق مستقبل أفضل لديهم، ومن جانب آخر الأمر يحقق استفادة جيدة للجامعات البريطانية، سواء على مستوى البحث أو على مستوى التعاون التربوي فيما بين البلدان.• هل من زيارات لوفود تعليمية أو لقاءات ثنائية ستتم قريبا في هذا الصدد؟من المقرر أن يشارك وفد بريطاني يتضمن خبراء في مجال التعليم في المؤتمر المزمع عقده الأحد 17 الجاري، والذي يقام برغبة من سمو الأمير البلاد بعنوان «المؤتمر الوطني لتطوير التعليم» وسيقدمون ورش عمل ومحاضرات في تطوير المناهج التعليمية في الكويت. وأريد أن أستذكر الدور المهم الذي يلعبه المجلس الثقافي البريطاني في الكويت، حيث لديه برنامج تعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.• من الملاحظ عدم التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني، فهل هذا يعني أن هنالك حربا ستندلع قريبا؟- لاسمح الله، لا... لا نعتقد أن هناك حربا ستندلع أساسا ولا أي استخدام للعنف، الملف الإيراني مهم جدا في المنطقة ويراقبه الجميع، سواء من بعض البلدان أو الحكومات بترقب وحذر، خصوصا تلك التي لديها مصالح في هذه المنطقة، كما وذكرت في حواراتي السابقة أنه لا يوجد أي مانع من السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم أو استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية أو لاستعمالات مدنية كتوليد التيار الكهربائي أو غيره، ونحن مستعدون للمشاركة في الخبرة والمعرفة في تطوير برنامج إيران السلمي النووي، لكننا لا نود من الإيرانيين تطوير أي نوع من الأسلحة النووية لأن هذا يهدد الاستقرار في المنطقة.• أليس من حق إيران امتلاك برنامج نووي، خصوصا مع تأكيد الرئيس أحمدي نجاد أنه «برنامج سلمي»؟- بالتأكيد من حقها، لكن كما أكدت وأؤكد مرة أخرى يجب أن يكون برنامجا سلميا ولا يحمل أي نوايا عسكرية.• هل هنالك تعاون بين الأقطاب الأوروبية الثلاثة «فرنسا وبريطانيا وألمانيا» حول قرار فرض العقوبات على إيران؟ أم حدث بعض التغيير في المواقف خصوصا بعد تسلم ساركوزي الرئاسة؟ - لم يتغير شيء، لكن هنالك توجها لمراجعة مسودة قرار بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي. • أعلنت بريطانيا على لسان رئيس الوزراء أنها ستدعم الولايات المتحدة الأميركية في أي هجمات على إيران؟ - لا أعتقد أن هذا الكلام صحيح، عادة ما يكون كلام صحافة ووسائل إعلام ونحن لن نقدم على هذه الخطوة، وهذا الأمر لا يدخل ضمن السياسة المتبعة من قبل بريطانيا. نريد أن تحل القضية بالسبل الدبلوماسية والمحادثات السلمية مع الحكومة الإيرانية، لأن موضوع الملف الإيراني أدى الى مشاكل بين بعض الحكومات ونريد من المحادثات أن تستمر.• يلمس الشعب العراقي اليوم تحسنا في الوضع الأمني، لمن يعود الفضل في رأيكم؟- بالتأكيد هنالك تحسن تدريجي نلمسه في الوقت الراهن، والتقدم في العراق جاء نتيجة لتعاون السلطات العراقية وقوات التحالف وهذا الأمر ممتاز، لأننا نريد من المسؤولين العراقيين تحمل المسؤولية تمهيدا لتسليمهم زمام الأمور بشكل كامل، والعراق أخيرا للعراقيين وليست بلاد التحالف وليست بلاد آخرين. هدفنا على المدى الطويل هو الانسحاب الكامل من العراق لكننا لا نستطيع عمل ذلك الآن. • هل من حل لأزمة حزب العمل الكردستاني؟- لدينا دور محدود في شمال العراق للقوات البريطانية وأزمة الوضع الكردستاني هي قضية داخلية ولا نود التدخل فيها، ونلمس اليوم في كردستان محاولات للتوجه نحو بناء مجتمع ديموقراطي.• كم عدد الجنود البريطانيين الموجودين حاليا في العراق؟- هنالك الآن أربعة آلاف وخمسمئة جندي بريطاني يتمركزون في جنوب العراق، ويساندون القوات العراقية والشرطة في فرض الأمن في ذلك الجزء من العراق.• لماذا لا تلقى تركيا حتى اليوم قبولا في عضوية الاتحاد الأوروبي، هل الأسباب عرقية أم دينية أم أخرى؟- تركيا بلاد كبيرة وفي مرحلة مختلفة من التطور الاقتصادي والسياسي ومختلفة عن البلاد الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لهذا تحتاج إلى المزيد من الوقت وإلى معايير كثيرة، من أهمها أن يكون لها علاقات جيدة مع جيرانها. لأن أحد أهداف الاتحاد تشجيع الدول على السلام.• هل صحيح أن مياه الخليج ستشهد وصول بارجة بريطانية الربيع المقبل، وما الهدف من وجودها في المنطقة؟- نعم هذا صحيح، ستزور منطقة الخليج العربي حاملة الطائرات HMS ELYSIUM نهاية الشهر لتستقر فترة من الوقت في عُمان، لكنها لن تزور الكويت، ثم ستتجه إلى جنوب آسيا وشرقها. وهذا الحدث هو جزء من زيارات دورية تقوم بها البحرية البريطانية في المنطقة. • يثار أن بريطانيا تسعى إلى إنشاء قاعدة عسكرية في الكويت، ما مدى صحة هذه الأنباء؟- لا ليس لدينا أي مخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في الكويت، لكن يوجد عدد من الجنود البريطانيين هنا لأسباب لوجستية، بهدف تقديم الدعم إلى قواتنا في البصرة.• أغلقت في الفترة الأخيرة مكاتب إقليمية تابعة للمجلس الثقافي البريطاني في روسيا، بطلب من وزير خارجيتها سيرجي لافروف، على إثر قرار لندن طرد دبلوماسيين روس، ما تبعات هذا الموقف؟ وهل سيؤثر القرار في العلاقات بين روسيا وبريطانيا؟- السبب لا يرجع إلى أسباب دبلوماسية فقط، وليست أسباب عدم وجود قنوات تفاهم بين البلدين، الموضوع يذهب إلى أبعد من ذلك، وهو وضع المجلس الثقافي البريطاني في روسيا، وما إذا كان يخضع لنظام Tax Free أم لا، والأمر يبعث على الندم حقيقة لما جرى، لكننا نحاول إيجاد حل للمسألة، والمباحثات جارية بهذا الشأن.• كيف تقيمون دور المرأة الكويتية اليوم على جميع الأصعدة وتحديدا السياسية، وكيف تقدمون لها الدعم؟ - تلعب المرأة الكويتية دورا مهما في مجالات عديدة في الكويت، كالاقتصاد والسياسة، وحظيت بمقابلة عدد من النساء الكويتيات الرائدات في مجالات عدة والناشطات السياسيات، وكذلك في مجالي الاستثمار والأعمال، وأعربت في أكثر من مناسبة عن تقديري لهذه النخبة، لأنهن لديهن من المواهب والإمكانات ما لم يتوافر في نساء شعوب أخرى، وعلى المستوى السياسي أرى اليوم إنجازات تستحق الإشادة لنساء شاركن في عمليتي الانتخاب والترشيح والوصول إلى مراكز قيادية وزارية، وهذا أمر مشرف ويعزز الديموقراطية الكويتية، وأتمنى لهن المزيد من الوجود السياسي في المجالس المقبلة.الاتحاد الأوروبي والجنيه الاسترلينيبشأن السبب الذي يجعل بريطانيا متحفظة حتى اليوم في عدم التعامل مع العملة الموحدة في أوروبا (اليورو)، قال السفير لينج «لسنا الوحيدين، هنالك العديد من الدول الأوروبية هي عضوة في الاتحاد، لكنها لاتزال تستخدم عملتها الرسمية، والسبب في عدم تداول اليورو في بريطانيا اننا نريد من البنك المركزي البريطاني الاحتفاظ بمعدلات الفائدة ولا نود أن نترك هذه المهمة للبنك المركزي للاتحاد الأوروبي». غزة ولبنانقال السفير لينج عن دور الممكلة المتحدة حيال الوضع الإنساني في كل من لبنان وغزة «نريد للبنانيين أن يستمروا في السير نحو الديموقراطية من دون تدخل من أي جهة في المنطقة، ونأمل أن تستكمل انتخابات الرئاسة في المستقبل القريب، والوضع في فلسطين معقد ونحن مستمرون في محاولات التوصل الى حل سلمي للخلاف بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ونحن نؤمن بأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية هي أساس لكثير من المشاكل التي تولدت في الفترات السابقة في المنطقة، ولهذا السبب نعمل ونتعاون مع الطرفين ومع لبنان حتى ومع سورية أيضا لكي نجد حلا سلميا يؤمن استقرار المنطقة، ورئيس اللجنة الرباعية اليوم رئيس الوزراء السابق توني بلير يقوم بزيارات متتالية، وكان في الكويت قبل عدة أيام وهو يبذل جهده في تعزيز سبل التعاون والسلام في دول المنطقة».