أبو مازن يخشى مواجهة مصير عرفات عواصم الاعتدال العربية قلقة من تشاؤمه

نشر في 08-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 08-10-2007 | 00:00

روى مسؤول عربي كبير لـ«الجريدة» جوانب مهمة ومثيرة من الطرح السياسي المتشائم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زياراته الأخيرة إلى مصر والأردن.

 كشف مسؤول عربي كبير أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبلغ عواصم عربية موسومة بـ«خطها السياسي المعتدل بأنه بات يخشى مواجهة مصير مماثل للمصير الذي لقيه سلفه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بتغييبه سياسيا، لأنه استطاع أكثر من مرة في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته إعطاء براهين صادقة بأن القادة الإسرائيليين لا يريدون السلام، بل يعرقلونه من خلال أساليبهم الملتوية».

ووفقا للمسؤول العربي، الذي طلب من «الجريدة» عدم ذكر اسمه، فإن المسؤولين في مصر والأردن توصلوا الى قناعات أهمها أن أبومازن بات يحمل نَفساً ونهجاً تشاؤميين لأول مرة في تاريخه السياسي، إذ انه «وجد أن الأجواء السياسية هي نفسها التي قادت الى تغييب الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات، بسبب تشدده السياسي ورفضه تقديم تنازلات سياسية يريدها الإسرائيليون منه».

وذكر المسؤول العربي ان «عباس قال أمام قادة عرب، خلال زياراته الأخيرة، انه لا يستطيع تقديم أي وعد للفلسطينيين بشأن نتائج مؤتمر الخريف، لأنه نفسه غير واثق في إمكان حصول إنجاز من أي نوع في المباحثات».

وتساءل عباس، بحسب المسؤول العربي، عن الدافع وراء عقد مؤتمر من دون ثقل سياسي يجسده حضور قادة عالميين وأهمهم الرئيس الأميركي جورج بوش.

وأكد أبو مازن ان المعلومات السياسية لديه تشير الى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس نفسها لن تشارك في أعمال المؤتمر إلا في جلسة علاقات عامة افتتاحية تلتقط خلالها صورا للذكرى.

وفي كشفه لجوانب مهمة ومثيرة من الطرح السياسي المتشائم، نقل المسؤول العربي عن عباس القول أمام الرئيس المصري حسني مبارك «لقد ترك (الرئيس الأميركي السابق بيل) كلينتون في عام 2000 مشاكل أميركا وتفاصيلها اليومية، وجاء الى كامب ديفيد وغاص معنا (الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي) في مباحثات وسجالات سياسية بغية التوصل الى سلام شامل ودائم، ومع ذلك أدى فشل تلك المفاوضات الى انتفاضة شعبية واسعة في الأراضي الفلسطينية أفرزت واقعا جديدا صلَّب وقوَّى عود حركات سياسية فلسطينية سرعان ما انقلبت في وجه السلطة».

وأكد عباس، لمبارك، أن فشل اللقاء الدولي الجديد من شأنه ان يبعثر قواعد اللعبة السياسية في المنطقة برمتها، ويفتح بابها على المجهول وعندها لن تجد أي عاصمة في الإقليم ما تعصم نفسها به من جنون الإرهاب.

وتحدث المسؤول العربي لـ«الجريدة» عن «قلق متنام بدأ يأخذ طريقه الى حسابات دول الاعتدال السياسي العربية من الطرح المتشائم لعباس، إذ فتحت تلك العواصم قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة الأميركية للخوض في ما يمكن انقاذه، أو القيام بعمله لانتشال المؤتمر الدولي المقبل من مخاوف الفشل».

وفي السياق ذاته، روت مصادر عربية رفيعة المستوى لـ«الجريدة» ان أبو مازن طلب من القاهرة وعمان «ضمان سلامته الشخصية وعدم اللجوء الى اغتياله أو تسهيل ذلك الاغتيال بأي وسيلة كانت على اعتبار أنه ماض في تشدده السياسي في المفاوضات مع إسرائيل، وذلك من خلال توفير كوادر وعناصر أمنية مصرية وأردنية للإشراف على أمنه الشخصي، وتأمين طرق تنقلاته ورحلاته الخارجية وإعداد طعامه خلال المرحلة المقبلة».

back to top