رياض الخولي: أعشق أدوار الشر

نشر في 21-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 21-11-2007 | 00:00
No Image Caption

نجح الفنان رياض الخولي في لفت الأنظار إلى موهبته مع كل دور يقدمه لا سيما دور الوزير الفاسد فى مسلسل «قضية رأي عام» الذي عرض في رمضان الماضي، لكنه حافظ على منزلة الوسط رغم إمكانياته الفنية التي كانت تؤهله إلى اعتلاء القمة وسط أقرانه من النجوم. فهل هو الحظ، أم الحسابات الفنية أم اختياراته وعلاقاته التي ساهمت في ابتعاده؟

عن أهم المحطات في مشواره الفني وعن أسباب استقالته من إدارة المسرح الكوميدي التقيناه وكان هذا الحوار.

لماذا استقلت من إدارة المسرح الكوميدي؟

قدمت استقالتي أخيراً من إدارة هذا المسرح لأتفرغ كلياً إلى التمثيل وأفسح في المجال أمام شخص آخر كي يطبع بصمته الخاصة عليه ويعطيه من فكره ووجدانه. تفرغت طويلاً للعمل في المسرح وسعيت إلى تطويره ونجحت بذلك والآن أتركه ليكمل غيري مسيرة تطويره.

هل هي رغبة فعلية في تداول السلطة أم أن بيروقراطية الإدارة ومشاكل المسرح المزمنة هي السبب وراء قرارك؟

إن رغبتي في التفرغ إلى عملي كممثل هي السبب الوحيد، خصوصاً، أن كل نجاح تتبعه مسؤولية أكبر وهو ما أحرص عليه وعلى أن أكون عند حسن ظن جمهوري. أما في ما يتعلق بتداول السلطة، فلمَ لا يصدّق البعض أن هناك من لا يموت على أعتاب السلطة، بل يؤمن بضرورة تداولها كشكل من أشكال الديمقراطية وإتاحة الفرصة إلى زميل آخر أكثر حماساً وأكثر قدرة على العطاء. أنا راضٍ تماماً عن أدائي وعن الجهد الذي بذلته وهذا ما يفسّر عدم حماس د.أشرف زكي رئيس البيت الفني المسرحي في قبول استقالتي رغم إلحاحي على قبولها.

هل يعني خروجك من دائرة الإدارة ابتعادك عن المسرح؟

المسرح هو بيتي الذي أرتاح فيه رغم ندرة أعمالي. لا يعني اعتزال الادارة الابتعاد عنه. وسأقدم مع الفنانة بوسي قريباً عملاً جديداً في عنوان «مس جوليا».

قلت أن المسرح بيتك فماذا عن التليفزيون؟

هو أيضا بيتي الذي لا يمكنني الابتعاد عنه نظراً إلى النجاحات التي حققتها وهي علامات مضيئة في مشواري الفني لا يمكنني تجاهلها، لهذا أحرص على اعتماد الدقة في اختياراتي وأجتهد في فهم أبعاد أيّ شخصية أقدمها من خلاله، كي أحافظ على مستوى النجاح الذي حققته. النجاح صعب والحفاظ عليه أصعب.

هل أرضى دورك الأخير في «قضية رأي عام» طموحك كفنّان؟

بالتأكيد، وإلاّ لما قبلت الدور واجتهدت في تجسيده رغم صعوبته. ورغم أن الشخصية رمزت إلى الشر، إلا أنه في النهاية داخل كل إنسان مساحات إنسانية تجنح إلى الخير وهذا ما بدا واضحاً في المسلسل.

ما الذي جذبك في الشخصية؟

كانت شخصيتي في «قضية رأي عام» جديدة بالنسبة إليّ، ولم يسبق لي أن قدّمت شخصية وزير، بالإضافة إلى أنه ليس وزيراً عادياً ولكنه نموذج لصاحب السلطة والنفوذ الغاشم. يغري هذا الدور أيّ فنّان لأنه يستفز الطاقات الابداعية في داخله. حاولت من خلال أدائي أن أوازن في الصراع الدرامي بين الخير والشر فيظل الصراع مستمراً حتى ينتصر الخير في النهاية. لهذا شعرت بالسعادة عندما نالت الشخصية قبولاً واستحساناً من الجمهور والنقّاد معاً.

ألم تخف أن يكرهك الجمهور بعد هذا الدور؟

الجمهور ذكي ويستطيع الفصل بين الأدوار التي يقدمها الممثل وبين شخصيته الحقيقية. أحبّ أدوار الشر لأنها تحتاج إلى مجهود في تجسيدها وإلى صعوبة في إقناع الجمهور بها. وكلما كره الجمهور الشخصية التي يؤديها الممثل فذلك يعني نجاح هذا الأخير. تحضّرت جيداً لأداء شخصية الوزير شكري جلال في مجمل تفاصيلها بدءاً من الكلام والحركة وطريقة المشي وحتى اختيار الملابس التي تناسب الشخصية وتناسب مستوى عيشه.

هل تخطط للاشتراك في عمل رمضاني في كل سنة ؟

كلا. أتَرك مجالاً للصدفة. لا يستطيع أيّ فنّان التخطيط لهذا الأمر مهما بلغت علاقاته وقدرته، غير أن العمل الجيد يفرض نفسه دائماً، ولهذا أحاول دوماً أن أُحسن الاختيار وأترك الباقي على الله سبحانه وتعالى.

انتقد البعض تناول قضية مثل الاغتصاب في عمل درامي تلفزيونى نظراً إلى خصوصية جمهورالتلفزيون ؟

ليس غريباً أن تتطرق الدراما إلى هذه القضايا إذ لابد أن تقيم تماساً مع الواقع ولابد أن تطرح موضوعات تهمّ الناس. قضية الاغتصاب مطروحة على الساحة وملموسة وأصبحت شبه ظاهرة، وعندما تتصدى الدراما لها فهذا شيء جيد ومفيد للمجتمع فهذا هو دورها المتمحور حول طرح المشاكل والقضايا الأساسية في شكل صحيح يخاطب الناس ويحترم عقولهم.

ماذا عن العمل مع المخرج السوري محمد عزيزية؟

المخرج السوري محمد عزيزية رجل خلوق جداً. في بداية عملنا معه كنا لا نفهمه ولكننا اكتشفنا فيما بعد أنه يحب مصر ويقول دائما إن مصر زاخرة بثروة بشرية وأن ممثليها عباقرة. الملاحظ أننا كنا ننفّذ ما يريد أكثر من المتفق عليه وكان يسود التصوير جوّ من المرح والدعابة.

ما موقفك من السينما اليوم؟

لن أهجرها ولكنني دائم البحث عن دور جيّد وعمل هادف سواء كان ذلك في السينما أو في أيّ وسط دراميّ آخر. فإذا توافر دور بهذه المواصفات سأقبله فوراً من دون تردد بغض النظر عن مساحته، غير أن البحث عن هذا النوع صعب بدليل أن هناك أعمالاً كثيرة أرفضها.

back to top