ماركة مسجلة

نشر في 04-01-2008
آخر تحديث 04-01-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

التقليد أصبح جزءاً من المجتمع والحسد أضحى لصيقاً بأهل الكويت، فما تكاد فتاة كويتية تحترف مهنة تصميم الملابس حتى تتسابق نظيراتها إلى تقليدها، وإذا ابتكر تاجر صنفاً ناجحاً من الحلويات هرول منافسوه لتقليده ومزاحمته في السوق، وهناك عشرات الأمثلة على ذلك وما نقوله ليس إلا عينة بسيطة.

«التقليد والحسد» هما الصفة البارزة والعلامة المسجلة لهذا المجتمع لدرجة أصبحا بعدها هما الصفة الغالبة واللصيقة بالشخصية الكويتية، ولا أستبعد أن الحسد والتقليد قد يدخلان أو دخلا بالفعل ضمن «عاداتنا وتقاليدنا» وموروثنا الشعبي والتاريخي.. فكما يعرف المجتمع المصري بأنه صاحب نكتة وخفة دم أصبح المجتمع الكويتي يُعرف بأنه «حاسد ومقلد» وإليكم بعضاً من مشاهداتي للتدليل على ما أقول وعلى جميع المستويات:

ـ عندما تم فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء وأصبح منصب رئيس الوزراء بعيدا نوعاً ما عن مؤسسة الحكم أعجب بعض أبناء الأسرة بهذه الفكرة واستحسنوها وأخذوا يتآمرون للانقضاض على هذا المنصب معتقداً بعضهم أنه الأحق والأجدر، ومحاولاً تسويق نفسه بأنه الأحسن والأقدر على تحمل هذه الأعباء والمسؤوليات... (فيا جماعة المجلس «عندي» والناس «بمخباتي» بس جربوني «وشوفوا»... استجوابات «ماكو»... التأزيم «انتهى»... والأعضاء أنا أروضهم... فيا أصير رئيس للوزراء يا عليّ وعلى أعدائي...).

ـ تقوم فتاة كويتية باحتراف مهنة تصميم الملابس وعمل المعارض فيقوم السواد الأعظم والأعم الأغلب من بنات هذا المجتمع بتقليدها ومنافستها، وأصبحت المعارض والدور «على عينك يا تاجر» فالمسألة بسيطة جداً وأسهل مما يتصور البعض، فما على المصممة الحديثة إلا اختيار أجود أنواع الأقمشة وتشغيل أمهر الخياطات وتأجير أكبر الدور... ودعوة الشيخة «فريحة» لقص الشريط؟!! وهنا السؤال أين التميز والإبداع؟ وأين الفكرة والابتكار؟... لا يوجد فالموضوع برمته «حسد وتقليد».

ـ يقوم تاجر بابتكار نوع معين من الحلويات ويختار اسماً تجارياً لامعاً «واللهم لا حسد» يشتهر هذا المحل وينتشر كانتشار النار في الهشيم، فيقوم بعض المرتزقة والحاسدين بتقليده ومنافسته منافسة غير مشروعة بسرقة وتحريف الاسم التجاري وتقليد فكرته، بل تأجير محل يقع بقربه أو بجانبه...

ما هذا الحسد؟ وما هذه الغيرة؟ وأين أخلاق التعامل وشرف التجارة؟

ـ محام لديه «كاريزما» معينة وأسلوب سينمائي وكوميدي ساخر ومضحك يمتهن تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية ويقوم بعرض قضاياه ومشاكل موكليه على الملأ وعلى مسمع ومرأى من جمعية المحامين ولا تحرك ساكناً. فيقوم مجموعة من المحامين بتقليده ومنافسته في المحطات والفضائيات معتقدين أن هذا هو الأسلوب الأمثل لجلب الموكلين والزبائن!... أين ميثاق الشرف؟ وأين أخلاق المهنة؟ وأين سرية الموكل وسمعته؟!

عندما قامت «الجريدة»، التي أتشرف بأن أكون أحد كتابها، بإصدار عددها الأول وبهذا الأسلوب الرائع والإخراج المتميز بشهادة الجميع محدثين «ستايل» جديداً ومختلفاً عن النمط التقليدي للجرائد والصحف، سارعت بعض الصحف الصادرة لاحقاً بتقليدها تقليداً أعمى في الأسلوب والإخراج والطريقة والفكرة، فلا تستغرب عزيزي القارئ، فالتقليد أصبح جزءاً من المجتمع والحسد أضحى لصيقاً بأهل الكويت، وأنا أعلم أن لدى كل واحد عشرات الأمثلة على ما نقوم وما هذه إلا عينة بسيطة.

back to top