Shoot’Em Up حركة وكوميديا ومطاردات
يبدأ فيلم Shoot ’Em Up بمشهد لرجل متشرّد يجلس في محطّة انتظار الباص يلتهم جزرة فيرى امرأة حاملاً يطاردها رجل مسلح فيشعر بضرورة مساعدتها ويقتل الرّجل المسلّح بواسطة... الجزر! مذ ذاك يبدو الفيلم غريبًا. بعد فشل أفلام حركة مماثلة مثل Crank و Smokin ’Aces و Running Scared يفاجئنا إقدام استوديو هوليوودي على انتاج فيلم Shoot’Em Up خاصّةً أنّ الأفلام السابقة لكاتب سيناريو الفيلم ومخرجه مايكل دايفيس قد أطلقت مباشرة بنسخة DVD. شركة New Line شجاعة كفاية لإنجاز هذا الفيلم المليء بالحركة الممتعة كي لا نقول القاسية. بالكاد تتوقّف الحركة في الفيلم حتّى تعود لتنطلق في مشهد حركة آخر. يمكن اعتبار هذا النوع اتّهاماً لحضارة السلاح الأميركية التي تولّد السينما العنيفة والمرحّب بها من الجمهور على شباك التذاكر.
يؤدي دور الرجل المتشرّد الممثل البريطاني كلاﻴﭫ أوين وكان مرشّحًا لدور جيمس بوند. يتسكّع سميث في مبنى مهجور حيث يزرع الجزر لكونه مقوياً للنظر! يركّز الفيلم عدة مرات على عين سميث وحواسّه الثاقبة الكاشفة أموراً لا يستطيع رؤيتها من لا يأكل الجزر. كذلك يمكن استخدام الجزرة سلاحاً. سميث مدرب على القتل بطريقة تجعلنا نتساءل إن كان زميلاً لجايسون بورن. يكره أموراً كثيرة، خاصّةً الأغنياء الذين لا يستعملون الإشارة حين ينعطفون بسياراتهم «البي أم دبليو» والرجال الأربعينين الذين يربطون شعرهم. لا يستطيع تحمّل الأشخاص الذين يحاولون قتل النساء الحوامل وأطفالهنّ. بعد نجاة الطفل والفشل في إنقاذ حياة الأمّ، قصد سميث بائعة الهوى دي كيو (مونيكا بيلّوتشي) للمساعدة وهي متخصّصة في الإرضاع فهربا معًا من رجال السيد هرتز (بول غياماتي) الذي يبغي قتل الطفل لأسباب مجهولة.لِمَ يريد أحدهم قتل طفل؟ يقودنا هذا السّؤال إلى فيلم معقّد مرتبط بالسلاح وزرع نخاع شوكي والانتخابات الرئاسية. حقاً! جعل المخرج دايفيس الشخوص تتلاعب بالدعابات والالفاظ متجاوزًا الخطّ الفاصل بين التّهكّم والحماقة البسيطة. غالبية الحوار سخيفة، حتّى بالنّسبة إلى شخوص الفيلم الرئيسية.كلّما قتل سميث شخصًا شرّيرًا (غالبًا ما يحدث ذلك) يرمي دعابة حول الموت مبنيّة على كيفيّة مقتل هذا الشّخص أو ذاك. تذكرنا دعاباته بمثلها قديمة ألقاها ستالون وشوارزينيغير وبوند أو على الأقلّ الرسوم المتحرّكة «سيمبسمون». يضفي كلايف أوين، الجدّي عادةً، رصانة على الشخصيّة بينما يتسم بول غياماتي بالبهجة في دور الشرير الطائش الذي لا تنفكّ زوجته تزعجه بمكالمته على هاتفه النقّال. Shoot ’Em Up فيلم جيّد، غزير الحركة، من دون أن يكون قاسيًا فنادراً ما نرى الدماء. ولا تقلقوا، سيكون الطفل بخير.