كيف تتعامل مع زملاء العمل المُزعجين؟

نشر في 16-01-2008 | 00:00
آخر تحديث 16-01-2008 | 00:00

في محيط العمل قد تلتقي برؤساء متنمرين وزملاء يريد بعضهم الإيقاع بك وتصيد الأخطاء لديك.

يستطيع هؤلاء جعل حياتك مليئة بالضغوط وخالية من البهجة وربما يقطعون عليك الطريق في سبيل تحقيق أهداف مهمة على الصعيد المهني.

لا يحتمل البعض التعامل مع هذه النماذج فيقرر على الفور ترك العمل والبحث عن وظيفة جديدة، لكن هل ستترك وظيفة تشغلها بسبب شخص ليس بمقدورك احتماله؟ الواقع يقول «ليس من مكانٍ تجد فيه كل ما يريحك ويرضيك»، لذا يعتبر خيار البقاء واردًا جدًا شريطة أن تتعلم كيف تتعامل مع زميلك في العمل.

يتعامل حسن يحيى (25 عامًا) مع زملائه في العمل وفق طبيعة شخصيته. يقول في هذا المجال: «لا أفرق في المعاملة بين زملائي ولا أستطيع أن أكون غير نفسي. ولأنني اعتمد أسلوبًا حسنًا ولائقًا ولا أسيء إلى أحد من زملائي لابد أنني في الطريق الصحيح نحو زمالة مكللة بالنجاح».

جنسيات مختلفة

يعمل محمد عبد المنعم (26 عامًا) في إحدى الدول الأوروبية ويجد في زياراته الى وطنه مصر كل ثلاثة أشهر راحته التامة.يقول عن تجربته: «أعاني من مشكلة مع رئيسي المباشر في العمل، فهو دائمًا يشكوني إلى صاحب الشركة رغم إنجازي كل مهماتي بشكل ممتاز، كما أنه دائم الاختلاف معي من دون أسباب واضحة ورغم محاولتي عدم الاحتكاك به كثيرًا، لكن ليس من السهل أن أترك عملي وانتقل إلى آخر».

في السياق نفسه تروي مروة محمد (28 عامًا) قصتها مع زملائها في العمل: «لكل واحدة من زميلاتي في العمل طبائعها المختلفة، إحداهن ناقمة على الحياة ودائمة الشكوى من حالها ومما نحن فيه. وفي بداية تعارفنا لم أكن أدري كيف أتعامل معها ولم أكن أحتمل شكواها المتكررة أو حتى مجرد الحضور معها في مكان واحد، لكن بمرور الوقت بدأت أتفهمها وأستمع إليها وأحاول أخراجها من حالتها. وعندما لمست عدم جدوى محاولاتي، تركتها تشكو من دون أي إكتراث لأقوالها وعندما شعرت بعدم اهتمامي توقفت تلقائيًا عن الشكوى».

احترام متبادل

تتعامل مها أحمد (27 عامًا) مع زملائها وفق طبيعتها، توضح وهي تشعر باعتزاز بالنفس: «أحترم زملائي كلهم الأمر الذي يجعلني محبوبة من الجميع. لذا لا أجد صعوبة في التفاهم مع زملائي أو رؤسائي، كوننا نتعامل معًا بكل بساطة ولا توجد بيننا أحقاد أو اختلافات كبيرة في الافكار».

تضيف: «بعد فترة من العمل بدأ كل منا يعرف الآخر ويحاول تجنب ما يمكن أن يضايقه. بالتالي أصبح الجو هادئاً ومغلفًا بمشاعر الألفة حتى بت أشعر بأننا أسرة واحدة».

وتؤكد مها ان هذا الاتفاق غير متوافر في كل أماكن العمل، فـ«ليس كل ما يتمناه المرء يدركه»، لكن الأهم هو أن يعرف الشخص طبيعة من يتعامل معه وكيف سيتعامل معه.

قدرة على التكيف

حول قدرة الفرد على التكيف في مجتمع العمل يقول د. محمد المسَّاح (استشاري الأمراض النفسية والعصبية): «إن تكيف الفرد مع الآخرين له مقاييس مختلفة، فنوع الشخصية، سواء كانت اكتئابية أو منفتحة أو سهلة وبسيطة في تعاملاتها أو مغرورة لا تسمح لأحد بتجاوز حدود معينة، هو الذي يحدد قدرتها على التكيف».

وعن ترك العمل جراء عدم الاتفاق مع الزملاء يوضح د. المساح: «قد يتخلى أحد الاشخاص عن عمله بسبب عجزه عن التكيف مع زملاء العمل، هذا تصرف غير صحيح، لابد له أولاً أن يبحث عن علاج لحالته ومعرفة سبب عجزه عن التكيف مع زملائه ورؤسائه. علينا أن نعرف كيف نحدث تغييرًا في أنفسنا نحو الأفضل وتصحيح العيب إذا وجد ضمن برنامج تعديل سلوكي أو تعديل إدراكي يحدد سمات الشخصية وقدرتها على التكيف».

ويضيف المساح ان برامج التعارف داخل العمل تساعد بطريقة مقننة على زيادة القدرة على التكيف وتعتبر الخطوة الأولى في قائمة الحلول التي علينا إتباعها كوننا لا نستطيع أن نطبق الكلام نفسه وطريقة التعامل نفسها على الجميع بسبب اختلاف شخصياتهم.

درس شخصية الآخر

من ناحيتها تقول د. نهاد كمال (أستاذة علم الاجتماع في كلية السياحة والفنادق): «ثمة ما يسمى سيكولوجيا العملاء، أي كيفية درس الشخصية في أثناء التعامل معها بغية الوصول إلى طريقة تكيّف صحيحة. وهنالك أيضًا ما يسمى بخدمة الفرد أي كيفية التعامل مع الشخص وتقديم خدمة له في الوقت نفسه». وتضيف: «تبنى مادة سيكولوجيا العملاء على أسس وقواعد تختلف وفق الجنس والسن والمستوى الاجتماعي. ويكون الهدف الأساسي من التعامل مع الشخصية معرفة ما إذا كانت:

إيجابية: تتعامل نع الاخرين براحة تامة.

سلبية: تلقي اللوم على من حولها وتحملهم مسؤولية كل شيء.

متعاونة: تحاول التعرّف إلى الآخرين.

صبورة: تتحمل سوء معاملة الزملاء لها.

عنيدة: لا تهتم للرأي الآخر ابدًا».

وتوضح نهاد انه في البداية لابد من إنشاء منظومة لتدريب العاملين على كيفية التكيف في العمل الجديد.

كما من الضروري أن تنشأ علاقة بين المتدربين الجدد في العمل وبين القدامى تسمح بوجود تعاون بينهم تفاديًا للمشكلة المزمنة وهي رفض الموظفين القدامى لأي موظف جديد. 

back to top