الطيار نقل إلى أسطول آخر لترقيته بعد رسوبه على طائرات أسطوله الكويتية ترد: دورات تأهيل الطيارين معتمدة من الطيران المدني
في ردها على خبر «الجريدة» المنشور يوم الأحد الماضي بشأن ترقية طيار من مساعد إلى قائد طائرة رغم رسوبه في اختبار التأهيل للترقية، تجنبت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية الخوض في تفاصيل القضية، وأحالت المسؤولية بشكل غير مباشر إلى الإدارة العامة للطيران المدني (حتى ساعة كتابة هذا التقرير لم يصدر منها ما يوضح رأيها) كونها الجهة التي تعتمد إجراءات التأهيل.ونفت «الكويتية» اضطلاع مجلس إدارتها بتأهيل الطيارين، وهو أمر لم يرد أصلاً في خبر «الجريدة» حتى تضطر الى نفيه، إذ كل ما جاء في الخبر هو أن قرار التأهيل صدر أثناء غياب مجلس الإدارة في الفترة ما بين استقالة المجلس السابق وتعيين المجلس الجديد، وبالتحديد يوم 13 سبتمبر مع بداية شهر رمضان كما ورد في الخبر، وهو ما لم تنفه «الكويتية».
ولإطلاع القراء والمسؤولين في «الكويتية» و«الطيران المدني»، تنشر «الجريدة» اليوم معلومات جديدة عن القضية حصلت عليها اخيرا، حيث اكدت مصادر مطلعة لـ «الجريدة» ان مخالفات عدة شابت إجراءات تأهيل الطيار المذكور، إذ إن «إعطاءه فرصة ثالثة لخوض الاختبار مخالف لمعايير التدريب في المؤسسة التي تنص على إعطاء المساعد فرصتين فقط»، في حين سبق أن رسب في الاختبار في عامي 2003 و2005، وتمثلت المخالفة الأخرى في نقل الطيار من أسطول A320 إلى A310 في محاولة لتأهيله العام الماضي، الأمر الذي رفضه بشدة مسؤولو التدريب والأساطيل في «الكويتية» لأنه «يؤدي إلى انخفاض مستوى الخبرة في قمرة القيادة، مما يعرض سلامة المسافرين الى الخطر، على غرار ما جرى في حادثة «طيران الخليج» في صيف 2000». وكانت «الكويتية» اتخذت بعد حادثة «طيران الخليج» قراراً في سبتمبر من العام نفسه بمنع تأهيل أي قائد طائرة جديد في أسطول A310 المخصص لتدريب المساعدين المبتدئين، وأرادت بقرارها «الحفاظ على الحد الأدنى من الخبرة المطلوبة في طائرات الأسطول، عبر التأكيد على وجود قائد طائرة متمرس يعوض نقص الخبرة لدى مساعده المبتدئ»، وهو القرار الذي تم تجاوزه بتأهيل الطيار المذكور على أسطول A310، وتشير المصادر إلى إمكان إلغاء القرار، «لكن ذلك يتطلب تعميماً على جميع مسؤولي التدريب والأساطيل، وهذا لم يحدث».وبينما تعبر «الكويتية» في ردها عن فخرها بمدربيها الذين يشرفون على تدريبات واختبارات السلامة للطيارين، أبدت المصادر استغرابها نقل الطيار من أسطول A320 بعد رسوبه في اختباري التأهيل، إلى أسطول A310 ليؤدي اختباره الثالث فيه، متسائلةً إن كان ذلك يعبر عن عدم ثقة «الكويتية» بتقييم مدربي أسطول A320 لكفاءته المتواضعة وعدم أهليته لقيادة طائراته!هذا وقد أشارت «الكويتية» في ردها إلى احتواء الخبر على «الكثير من المغالطات»، إلا أنها لم تبين المغالطات الواردة فيه، وأملت عدم طرح «مثل هذه القضايا إلا بعد التأكد من صحتها حرصاً على مصالح المؤسسة الوطنية وعدم الإضرار بسمعتها». و«الجريدة» إذ تبدي تقديرها لـ«الكويتية» كإحدى المؤسسات الوطنية التي عرف عنها التزامها الصارم بمعايير السلامة، فإنها تؤكد لمدير العلاقات العامة في «الكويتية» أن من واجب «الجريدة» كشف أي ممارسات من شأنها الإضرار بسمعة المؤسسة وتعريض أرواح المسافرين للخطر، وفي المقابل، فإن من واجب «الكويتية» التحقق من كل ما ينشر عن العبث بمعايير السلامة داخل المؤسسة بدلاً من التسرع في النفي، لا سيما أن «الجريدة» تحتفظ بوثائق تؤكد المعلومات المنشورة.