باسترو: الديموقراطية في الكويت دعمت حصول المرأة على حقوقها السياسية
نائب رئيس الجامعة الأميركية في واشنطن روبرت باسترو ألقى محاضرة في ندوة «الديموقراطية ... معناها وعيوبها ومستقبلها» التي نظمتها وحدة الدراسات الاميركية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت وأكد أن نهج الديموقراطية أمر لا مفر منه.
أقامت وحدة الدراسات الاميركية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت ندوة تحت عنوان «الديموقراطية ... معناها وعيوبها ومستقبلها» حاضر فيها نائب رئيس الجامعة الأميركية في واشنطن ومدير مركز الديموقراطية وإدارة الانتخابات في الجامعة الدكتور روبرت باسترو، الذي قال في بداية حديثه أن نهج الديموقراطية امر لا مفر منه، مضيفا أن كل انسان في هذا العالم يريد تحقيق الديموقراطية والنظام الديموقراطي لأنه سيعطيه العديد من الحريات التي يحتاجها في حياته اليومية.وأضاف باسترو أن النهج الديموقراطي تطوّر خلال القرون الاخيرة في بعض الدول وفي مقدمها الدول الصناعية والاوروبية، فالديموقراطية الآن تنتشر في 118دولة في العالم، منها أمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى والعالم الإسلامي كأندونيسيا وماليزيا، موضحا أن هنالك بعض الشخصيات التي شككت بالديموقراطية واستمراريتها في العالم، ولكن أبرز مثال على عدم صحة هذا الحديث هو فوز حماس بالانتخابات البرلمانية في فلسطين وفوز هوغو شافيز في فنزويلا.وأشار باسترو إلى أن العديد من المجتمعات لا تفهم معنى الديموقراطية، إذ ليس لها معنى شامل ولكن هنالك العديد من المتخصصين عرفوها بحسب وجهة نظرهم لها، لذلك عندما نسمع من البعض بأن الديموقراطية لا تطبق بشكلها السليم وفشلت بشكل ذريع في بعض الدول، فمن المؤكد أن السبب هو انتشار الفساد وشراء الاصوات، مضيفا أن الحكومات هي من فشلت في تحقيق وتطبيق الديموقراطية، لأنها لا تود تطبيقها بسبب عدم تحقيقها لما تتطلع اليه هذه الحكومات.وأكد باسترو أن للديموقراطية تعريفات عدة، منها تحديد اهداف الحكومات لما يجب ان تقوم به بخلق نظام بلا فساد، وعند فشل الدولة في تحقيقها فإن الحكومة وليست الدولة قد فشلت في تحقيق الديموقراطية. وذكر أن التعريف الآخر للديموقراطية هو حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، مع عدم تدخل الجهات الخارجية في شؤؤن الدول الداخلية، كمصر عندما رفض رئيس الدولة محمد حسني مبارك تدخل الولايات المتحدة والدول الاخرى في شؤؤنها الخاصة، ورئيس زيمبابواي روبرت موغابي عندما قال إن بلاده يجب أن تكون حرة من تدخل الدول الاخرى في شؤونها وأيضا في الثلاثينيات من القرن الماضي رفضت بعض الولايات في اميركا تدخل الحكومة الفيدرالية في شؤؤنها.وأوضح باسترو أن التعريف الثالث للديموقراطية أن جميع الشعوب لديها الحق في اختيار قادتها بوجود انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة جميع فئات المجتمع وعند اعلان نتيجة الانتخابات يستطيع القادة أن يضعوا قوانين وتشريعات بناء على الصلاحيات التي بحوزتهم وفق الدستور.وقال باسترو إن وجود الديموقراطية مرتبط بوجود الشرعية للحكومات وتوافق الحكومة مع شعوبها وشرعية هذه الحكومات تأتي من شعوبها عبر الانتخابات الديموقراطية النزيهة، مضيفا أنه يجب أن يكون لدى الناخب وعي تام بالانتخابات ولا تكتمل هذه الديموقراطية إلا بوجود حريات، لإبداء رأي الشعوب وسماع جميع وجهات النظر المختلفة، سواء كانت مدحا أو ذما، مع أهمية وجود التنظيمات والاحزاب.وأشاد بالدور الذي قامت به الحكومة الكويتية عندما دعمت قضية حقوق المرأة الكويتية في حصولها على حقوقها السياسية قبل عامين بشتى الطرق والوسائل وهذا ما يوضح مدى اهتمام الحكومة الكويتية بشعوبها لتحقيق الصالح العام في تطبيق الديموقراطية في الكويت.وختم باسترو حديثه قائلا إن الديموقراطية تقدم نظاما للتغيير السلمي، فعندما لا تحقق الحكومة وعودها قد يقوم الشعب بتغييرها بحكومة أخرى في عملية انتخابية ديموقراطية، مؤكدا أن الديموقراطية تحترم جميع الآراء منها رأي الأقلية، كما أنها دائمة التغيير والتطور، فالولايات المتحدة التي طبقت الديموقراطية منذ 230 سنة لا تزال بحاجة الى مزيد من الممارسة الديموقراطية.