«حماس» تتهم دحلان بابتزاز مسؤولي «فتح» بأشرطة فاضحة
اتهمت حركة «حماس» رئيس لجنة الأمن في «المجلس التشريعي» الفلسطيني، محمد دحلان صراحةً بالمسؤولية عن إشعال الاقتتال الفلسطيني، وقالت إنه كوّن حلقة ضيقة تحيط به سراً من قادة «فتح» والأجهزة الأمنية لتنفيذ خطة للقضاء على أي محاولة لتوحيد الصف الفلسطيني.وكشف نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» موسى أبو مرزوق ـ أثناء لقاء في القاهرة مع عدد محدود من المثقفين المصريين مساء أمس الاول ـ أنه قدم «أدلة قاطعة» لرئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان تثبت صحة هذه الاتهامات.
وأوضح أن هذه الأدلة تتضمن: وثائق تدين مسؤولين فلسطينيين بارتكاب مخالفات مالية، وأيضاً شرائط مصورة تظهر قادة آخرين في أوضاع فاضحة، مؤكداً أن دحلان يسيطر عليهم باستخدام هذه الوثائق والأشرطة.ولم يفصح أبو مرزوق عن الطريقة التي حصلت بها «حماس» على هذه الأدلة، التي يفترض أنها بحوزة دحلان منذ كان مسؤولاً عن أجهزة الأمن، لكنه أشار إلى أن الطريقة التي تمكن بها من السيطرة على «أتباعه» تسربت إلى قادة آخرين في «فتح» غير متورطين في فضائح مالية أو أخلاقية.وألمح نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» الذي رأس وفد الحركةفي اجتماعات القاهرة إلى أن هناك حالة تململ في صفوف فتح إزاء «المتورطين في محاولات إشعال حرب أهلية فلسطينية»، لافتاً إلى وجود قادة ورموز فتحاوية تسعى إلى لم الشمل الفلسطيني مثل أحمد حلس ومروان البرغوثي. ولم يجب أبو مرزوق ـ خلال اللقاء ـ على سؤال حول رد الفعل المصري إزاء هذه الأوراق والأشرطة، التي تعد أول دليل ملموس تقدمه «حماس» على صحة اتهاماتها لعدد من قادة «فتح» بتشكيل جناح سري يهدف إلى إجهاض أي تسوية سياسية بين الحركتين،لكن مصدراً مصرياً وثيق الصلة بهذا الملف كشف أن القاهرة قررت «رفع الغطاء عن أي طرف يثبت تورطه في تأجيج الخلافات الفلسطينية».وقال المصدر لـ «الجريدة» إن الوفد المصري الموجود في غزة سيشارك في تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الفصائل المختلفة تكون مهمتها احتواء أي خلاف عسكري بين «فتح» و «حماس» وتقديم المسؤول عنه للمحاسبة فوراً أمام السلطات القضائية الفلسطينية.وأكد المصدر أن وفدي الحركتين وافقا على هذا الاقتراح خلال وجودهما بالقاهرة «وسيتم تشكيل هذه اللجنة ومباشرتها العمل ضمن عدد من الإجراءات المتوازية مع الإعداد للاجتماع الموسع، المتوقع عقده خلال الشهر الجاري».وحول ملامح الخطة التي تتهم «حماس» محمد دحلان بتنفيذها قال أبو مرزوق إنها تشمل اغتيال قادة في الحركة مثل وزير الداخلية السابق سعيد صيام، وتدريب عدد من النشطاء المرتبطين بهذه المجموعة على أعمال حرب الشوارع، وقد رصدنا بالفعل معسكرين في الخليل ورام الله، يستخدمان لهذا الغرض، مضيفاً أن «المواجهات الأخيرة أظهرت تطوراً مهماً على صعيد القدرات القتالية للعناصر الفتحاوية». وشدد على أن جولتي القتال أظهرتا فشلاً في إقصاء «حماس» أو تصفية وجودها العسكري، لكنه توقع تكرار المحاولة من جديد رغم التدخلات المصرية لضمان تثبيت وقف إطلاق النار.