طلاب الاتصالات والملاحة: لا جامعات تتبنى تخصصاتنا...وأساتذة يهزأون من ذوي الاحتياجات الخاصة! طالبوا ببناء استراحات... وحل مشكلة الشُّعب المغلقة

نشر في 29-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 29-10-2007 | 00:00
يواجه طلاب معهد الاتصالات والملاحة جملة من المشاكل التي يتمنون إيجاد حل لها في يوم من الأيام، لكن جل ما يعانونه هو الإهانات المتكررة الموجهة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى عدم وجود جامعات تتبنى تخصصاتهم.
بمجرد سماع اسم معهد «الاتصالات والملاحة» يتبادر إلى أذهاننا سعة النظرة الأكاديمية للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وصدق نواياها في الوصول إلى الشمولية في تغطية التخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل، لكن الحقيقة تقول عكس ذلك، لنكتشف أن مبدأ الشمولية وتوفير أيد عاملة متنوعة يقف عند المسميات فقط، حينما تكتفي الهيئة بإنشاء المعهد... وانشائه فقط، واهمال كل الحاجات الدراسية للطلاب من شعب ومرافق راحة توفر أجواء دراسية مريحة، بل أكدت الهيئة محدودية نظرتها وغياب عنصر التخطيط لديها حينما يطالب الطلاب بتوفير فرص أكبر لهم عن طريق المؤسسات الأكاديمية الأخرى ليكملوا مسيرتهم الدراسية في جامعات تتبنى تخصصاتهم ولا تلتفت الهيئة إليهم، لذلك آثرت «الجريدة» القاء الضوء على هذا الامر فالتقت طلاب من معهد الاتصالات والملاحة ليعبروا عن معاناتهم فكانت هذه الاراء:

الحل في المغادرة

«المعهد لا يراعي الحالات الخاصة (المعاقين)، مما يضع الطالب في وضع محرج ويؤثر في حالته النفسية والدراسية» هذا ما بادر إلى قوله الطالب علي المطوع إذ أكد أنه من أول الطلبة الذين يعانون بسبب هذه المشكلة، فبعض أساتذة الكلية يستهزئون بالطلبة رغم وضوح علامات الإعاقة عليهم، فنراهم يطلبون من المعاقين إثبات حالتهم ونوعها، وقال نيابة عن صديقه «لقد سحب صديقي أوراقه من المعهد بسبب ضغوط المعهد عليه وعدم مراعاته لحالته الخاصة، وقد طرحنا الموضوع على إدارة المعهد وكان الحل أن يغادر المعهد ويقدم في تفتيش الجمارك!».

قد تُسمِع...

وتواصلا لسرد المشكلات أشار جابر محمد السليم إلى أن الطلبة يعانون مشكلة الشعب المغلقة، رغم إلحاحهم في طلب فتح شعب إضافية «لكن للأسف، قد تُسمع لو ناديت حيا....»، موضحا وجود مشكلة أخرى تتمثل في عدم توافر فصل صيفي في المعهد، على الرغم من الحاجة الماسة إليه لأنه يوفر الوقت ويعجل التخرج.

وفي هذا السياق لفت الطالبان عادل الحسيني وعبدالرحمن الكندري إلى حاجة الطلبة إلى الدوام المسائي في المعهد لتخفيف الضغوط المترتبة على الطلبة والتقليل من التأخر الدراسي، وطالبا بزيادة المكافأة الاجتماعية لمواجهة زيادة التكاليف المادية على الطالب.

أمنيات

وطرق مبارك يوسف ناحية أخرى من نواحي القصور التي يعاني بسببها كل الطلاب وهي أن المعهد يفتقر إلى المظهر العمراني الخارجي والداخلي المتطور مما يؤثر على نفسية الطالب بمجرد التحاقه به، كما أفاد بأن المعهد يخلو من قاعات لاستراحة الطلبة، والتي يمكن التجاوز عنها على الرغم من اهميتها ولكن ما لا يمكن الاستغناء عنه هو اتساع مساحة المكتبة إذ تعد المتنفس للطالب الذي يلجأ إليها للبحث والاطلاع فهي مصدر أساسي من مصادر المعرفة التي يسعى إليها لاستكمال الدراسة، متمنيا أن تبدأ الإدارة العمل الجاد للوصول إلى حل لهذه المشاكل.

وشارك الطالب إبراهيم الإبراهيم زميله السابق أمنيته راجيا الجهة المختصة وضع حد للمشكلات التي يعانيها الطالب في معهد الاتصالات والملاحة. وأشار إلى أن أبرز مشاكل المعهد عدم توافر أماكن للاستراحة وافتقار الكافتيريا إلى الأغذية «فنوعية الأطعمة رديئة ولا تليق بمستوى المعهد، والمشكلة الثانية التي نواجهها يوميا هي ندرة مواقف السيارات وعدم وجود مظلات برغم ما يتصف به جو دولة الكويت من حرارة شديدة.

أما الطالبان عبدالعزيز دشتي وعبدالوهاب العنزي فأثارا مشكلة عدم توافر دوام مسائي لتخصص الكترونات اتصالات، للتسهيل على الطلبة ومراعاة حاجاتهم وظروفهم مع إنهما طرحا هذه المشكلة على العميد فلاح العجرف، الذي رفض طلبهما بحجة أن حل هذه المشكلة مكلف ماديا، لذلك تمنيا الإسراع في الاستجابة إلى مطلبهما وإيجاد حل لهذه المشكلة وتنسيق وقت المحاضرات.

إكمال الدراسة

ونحا فهد السبيعي بالحديث منحى آخر إذ تحدث في موضوع إكمال الطلبة دراستهم، قائلا «منذ شهرين تقريبا خاطبت الكلية الاسترالية في الكويت وزارة التربية والمجلس الأعلى للجامعات الخاصة وطالبتهم بالموافقة لخريجي التكنولوجيا والاتصالات والملاحة على إكمال الدراسة لديهم، ولكن للأسف رفضت كلتا الجهتين هذا الطلب، مع العلم أن هذا القرار من مصلحة الطالب لأن بعض الطلبة لا يستطيعون إكمال دراستهم بالخارج».

وكذلك طالب عذبي العازمي التعليم العالي ووزارة التربية بحقه كطالب «بتوفير جامعات تتوافق مع تخصصاتنا، ليسهل علينا إكمال مسيرتنا الدراسية من دون أي ظلم في معادلة المواد».

وحدات تكييف

وأضاف سليمان الخشتي وطلال أحمد أن المشاكل الموجودة في المعهد كثيرة نذكر منها «عدم توافر وحدات تكييف في بعض الورش في مثل جونا الحار جدا، ومبنى المعهد الموغل في القدم والذي لا مفر من تعديله لتأثيره السلبي على نفسية الطالب»، وطالبا أيضا مثا من سبقوهم بتوفير الوسائل اللازمة التي يحتاج إليها الطالب في المعهد، مثل قاعة الاستراحة وتوسيع المكتبة، وزيادة المكافأة الاجتماعية لأن متطلبات المعهد كثيرة، كما طالبا بدمج كليتي البنات والشباب مع منع الاختلاط في القاعات الدراسية، وتوفير مطاعم في المعهد ومأكولات صحية في الكافتيريا.

واعتبر مجموعة من الطلبة في المعهد أن حل مشاكل المعهد تعتبر حلما وأمنية بالنسبة لهم، وناشدوا الجهات المختصة توفير كلية تسمح لهم بإكمال دراستهم في الكويت.

الرجيب: نوجه «المعاقين»إلى التخصصات حسب قدراتهم

أوضح مساعد مدير معهد الاتصالات والملاحة صلاح عيسى الرجيب أن الإدارة لا تضغط على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) للخروج من المعهد، إلا إنها تقوم بتوجيههم إلى التخصصات التي لا تعيقهم حسب نوع الإعاقة، فإذا كانت الإعاقة بصرية فإن المعهد في أغلب تخصصاته يحتاج إلى قوة البصر لاعتماد العمل فيه على الشاشات وتمييز ألوان الأسلاك، وبالطبع لا يصلح هذا النوع من التخصص للطلبة ذوي الإعاقة البصرية، أما بالنسبة للاستراحة فإن جمعيات الاتحاد الطلابي تتبنى هذا الموضوع لإيجاد حل له، أما الأغذية المتوافرة في الكافتيريا ونوعية جودتها فسوف تقوم مشرفة التغذية بإذن الله بإبلاغ الشركة بالمشكلة الواردة لأن المعهد لا يتدخل في جودة الأطعمة فهو يتعاقد مع الشركة ويوفر لها مكانا للبيع فقط، وبما أن الطلبة تطرقوا إلى موضوع استكمال الدراسة في الكويت، فإننا نأسف لعدم وجود جامعة في الكويت تتبنى تخصصات المعهد، وعلىالرغم من ذلك فإن المعهد يراسل الجامعات الأخرى بشأن هذا الموضوع، وأردف الرجيب «للأسف لا أستطيع مساعدة الطلبة في ما يخص الدوام المسائي لأن المعهد تقتصر فيه الدراسة على الفترة الصباحية ولكن إذا توافر العنصر البشري في المستقبل فسنحاول فتح مجال للدراسة في الفترة المسائية»، وتمنى لجميع الطلبة التوفيق والنجاح.

back to top