معصومة المبارك لناصر المحمد:سوّقوا حريق الجهراء سياسياً للإطاحة بي الحكومة: التعاون مع مجلس الأمة عاد للصفر

نشر في 26-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 26-08-2007 | 00:00
كل الأمور بانتظار عودة سمو أمير البلاد من الخارج، سواء استقالة الحكومة أو إعادة التشكيل الوزاري، او حتى حل مجلس الأمة... هذا ما تمخضت عنه جلسة مجلس الوزراء التي عقدت صباح امس برئاسة رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والتي كانت مؤثرة جدا، بعد إصرار وزيرة الصحة د. معصومة المبارك على تقديم استقالتها وضرورة قبولها، إذ تأثر رئيس الوزراء بهذا الأمر، فضلا عن نائب رئيس الوزراء وزيرالخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ محمد الصباح، الذي طلب من الوزيرة انتظار ما ستسفر عنه الاحداث والاستجواب إلا إنها رفضت بقولها «اخلصت يادكتور» بالاشارة الى انها لن تتراجع عن موقفها وأكدت انها غير نادمة على الاستقالة وانها قدمتها من اجل الكويت والمواطنين.

وقالت مصادر حكومية ان الوزراء طرحوا موضوع إعادة ترتيب البيت الحكومي، لكن رئيس الوزراء قال لهم كل الامور واردة، والجميع ينتظر عودة سمو الأمير الى البلاد لحسمها.

وكان المحمد أُبلغ، عبر رئيس مجلس الامة بالإنابة محمد البصيري بأن النائبين وليد الطبطبائي وفيصل المسلم قدما استجوابا لوزيرة الصحة في العاشرة من صباح امس، قبل انعقاد اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في الحادية عشرة والنصف. حيث خاطب المحمد مجلس الوزراء بقوله: «تمنيت لو انه لم يقدم، خصوصا ان الوزيرة تقدمت باستقالتها الليلة الماضية».

ونقلت المصادر لـ«الجريدة» استياء رئيس الوزراء من تأزم الامور مرة اخرى مع مجلس الامة، والتعسف في استخدام الاستجواب، وقال ان «الاجواء باتت حساسة للغاية وان التعاون مع المجلس عاد الى نقطة الصفر».

وكشفت المصادر ان حديث المحمد على هذا الصعيد جاء بعد التذمر الكبير الذي أبداه الوزراء من انهم باتوا غير قادرين على العمل والانجاز، في ظل التهديد النيابي المستمر لهم باستجوابهم تارة والمطالبة باستقالة بعضهم تارة اخرى، اذ طالبوا رئيس الحكومة بوضع حد للتعسف النيابي الحاصل ضدهم، لاسيما انهم أصبحوا عاجزين عن تنفيذ برامجهم الحكومية بسبب عرقلة أمورهم.

ونقلت المصادر أن الوزيرة المبارك قدمت عرضا الى مجلس الوزراء بصحبة احد مسؤولي الاطفاء ومدير منطقة الجهراء الصحية بالنيابة ومدير المستشفى د. احمد العوضي، وشرحت كيفية وقوع الحريق والاسباب الرئيسية التي ادت الى تفاقمه، كما تطرقت الى فاعلية قطاع الامن والسلامة في المستشفى والخلل الذي اصاب اجهزة الانذار والحريق. وقالت ان خطة الطوارئ عملت بكل كفاءة وان ما حصل كان امر الله، مشيرة الى ان القضية اخذت اكبر من حجمها وسوقت وسياسيا من اجل الاطاحة بوزيرة الصحة، رغم ان اجراء ات الطوارئ والاخلاء كانت سليمة، لافتة الى انها تملك الشجاعة لقول هذا الكلام، وان شجاعتها شجعتها لترك المنصب الوزاري والاستقالة.

وقالت المصادر ان رئيس الوزراء طالب الوزيرة المبارك اثناء الجلسة ثلاث مرات العدول عن استقالتها وانتظار الاحداث، لكنها كانت مصرة كل الاصرار على ان تُقبل استقالتها بأسرع وقت «لان الامور وصلت الذروة ولا يمكن الاستمرار بهذا الجو المحتقن». ودخل الشيخ محمد الصباح على طرف الحديث مع الشيخ ناصر المحمد ومعصومة المبارك، في محاولة للضغط على الوزيرة لثنيها على الاستقالة، لكنها كانت مصرّة. وأكدت أن «لا عدول عن امر اتخذته من اجل الكويت» وأضافت بالحرف الواحد «السموحة ياطويل العمر، اتمنى انك تحقق رغبتي». وتابعت «لن اعود للعمل الوزاري والحكومي فقد تشرفت ان اكون اول وزيرة في تاريخ الكويت، لكن الان هناك مجالات اخرى تنتظر عودتي اليها لأخدم بلدي خاصة جامعة الكويت، فقد اشتقت للتدريس وطلبتي وسأخدم الكويت من هذا المجال ومن مجالات اخرى غير العمل الحكومي والوزاري... تحملت المسؤولية السياسية بكل شجاعة وجاء الوقت لأترك المجال لغيري، فهناك نساء ورجال اكفاء قادرون على العمل بجد والنجاح من اجل الكويت».

وأشارت المصادر الى أن رئيس الوزراء أشاد بجهود المبارك في خدمة البلد. وخاطبها «كفيتي ووفيتي يامعصومة من خلال عملك الوزاري وكنت مثالا للتضحية من اجل الكويت، وكنا نتمنى ان تستمري لكن لك ما تريدين» متمنيا لها التوفيق في حياتها الاجتماعية والخاصة بعد العمل الوزاري، وتلي ذلك اشادة الشيخ محمد الصباح بجهودها وعبّر عن ذلك قائلا ان «الجميع كان لا يريد ان تصل الامور الى ما وصلت اليه»، مشيرا الى ان الوزيرة المبارك «كانت مثالا للمواطنة الصالحة والصادقة في خدمة بلدها من خلال عملها في ثلاث وزارات وتحملها لمسؤوليات جسام قل من يتحملها». بعد ذلك قبل الشيخ ناصر المحمد الاستقالة رسميا ورفعها الى سمو نائب الامير لقبولها، ثم التقت الوزيرة سمو نائب الامير بصحبة رئيس الحكومة ليقبلها هناك، بعد الثناء على الوزيرة وجهودها في خدمة بلدها.

الى ذلك، طالب رئيس مجلس الوزراء خلال الجلسة بضرورة تفعيل خطط الطوارئ في المرافق الصحية والمستشفيات والتأكد من كفاءة اجهزة الامن والسلامة، من اجل منع تكرار الحادث مرة اخرى كما شرح د. العوضي بعض ملابسات الحادث والاسباب التي ادت لوفاة المريضين والاجراءات التي تمت بعد الحادث والاصلاحات التي نفذت واعادة الخدمة للاجنحة والمواقع المتضررة.

back to top