طلبة كندا: لا مكتب ثقافياً ولا اتحاد طلبة والسبب سياسي! إدارة البعثات في التعليم العالي نائمة في العسل وتوكل إلى الطلبة حل مشاكلهم بأنفسهم

نشر في 17-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 17-09-2007 | 00:00

ابتعاث الطلبة إلى التعليم خارج البلاد هو حجر الأساس في إيجاد كفاءات على مستوى عال لتكون ركيزة التنمية التي نصبو إليها حكاما ومحكومين، و على الدولة مسؤولية تأمين سُبل النجاح في هذه المهمة، وإيجاد حلول لكل المشكلات التي تقف حجر عثرة أمام الطلبة المبتعثين.

يعاني طلبة الكويت المبتعثون للتعليم في كندا مشكلات عديدة، فإدارة البعثات بالتعليم العالي توكل إليهم مسؤولية حل هذه المشكلات متجاهلة دورها في ذلك مما يخلق جوا محبطا لا يساعد على التحصيل، كما ان عدم وجود اتحاد طلبة خاص بهم او مكتب ثقافي يمثلهم يزيد من معاناتهم، علما بأن الدولة قد ميزتهم باختيارهم لهذه البعثات، وبشأن ذلك استضافت «الجريدة» بعض الطلبة المعنيين للوقوف على هذه المشكلات عن قرب فكانت هذا الحوار:

مشكلات...

• ما مشكلات القبول التي يصادفها طلبة الكويت في كندا؟

- يعقوب ابو الحسن: هناك الكثير من المشكلات التي تقف عائقا أمام مسيرتنا العلمية منها أن الطالب يقدم على تخصص يطرحه التعليم العالي ويفاجأ عند وصوله الى الجامعة المعنية بكندا بواقع مغاير، اذ ان المقعد الذي حجزته لا حماية له، فعندما ابتعثت على سبيل المثال إلى جامعتي التي اتلقى تعليمي الحالي بها فوجئت بأن الجامعة لا تقبل الطلبة غير الكنديين وبعد محاولات وصلت إلى عميد الكلية الذي اشترط عدة شروط على اساسها اقبل في الكلية، بالاضافة إلى استثناء خاص، فما الذي كان سيحدث إذا لم يقبل العميد بصفته الشخصية؟!، بالإضافة إلى ذلك فوجئنا ايضا بان متخصصي المعمار في هذه الجامعة مجبرون على اكمال رسالة الماجستير.

اما بثينة العصفور فقالت: وقعت في مشكلة مغايرة فقد كنت اتابع سير تخصصي (الاعلام) من خلال المكتب الكندي CBIE -الوسيط بين الطلبة والمكتب الثقافي في واشنطن والتعليم العالي- وكنت افيدهم أثناء مراجعاتي بأن التخصص الذي قبلت به تخصص نظري ويفتقد الجوانب العملية الا ان ادارة البعثات طوال السنتين كانت ترد علي بقولها ان خطة سيري صحيحة ومرشدتنا في المكتب الكندي كانت تردد الكلام نفسه، وفي العطلة الصيفية قمت بمراجعة ادارة البعثات لإنهاء اجراءات تخرجي ففوجئت بأن تخصصي غير مقبول وغير محترف! وما نعلمه جميعا ان المكتب الكندي يرسل بشكل دوري تقارير مفصلة عن سير الدراسة والمعدل المطلوب، اضافة إلى عدد الوحدات والدليل شهادات التقدير التي اتلقاها ممهورة من السفارة.

• وكيف تعاملتم مع هذه المشكلة؟

بثينة: بعد اكتشافي المشكلة اتهمت من قبل وفاء الصراف مسؤولة البعثات باني المسؤولة عن حلها لذا أوكلت إليّ مهمة البحث عن جامعة اخرى تقبلني، وبعد ذلك تقوم ادارة البعثات بمراسلة الكلية فعدت إلى المكتب الكندي واستفسرت عن مفهوم تخصصي وقتها اتضح أن هناك قرارا لم اعلم به مسبقا اصدره التعليم العالي في 2002 اي قبل بعثتي بسنتين، يقضي بأن طلبة الكويت لا يدرسون الاعلام بشكل عام وانما يدرسونه متخصصين في أحد افرعه، فكيف لم يصل هذا القرار إلى المكتب الكندي وهو الموكل من قبل ادارة البعثات في التعليم العالي لمتابعتنا؟ وكيف ادرس تخصصا ألغيت دراسته منذ 2002 ؟ والغريب ظهور كتاب رسمي من مكتب الوزيرة الصبيح يدين ادارة البعثات والتعليم العالي ويحمّلهم المسؤولية كاملة.

وأضاف ابو الحسن: إن ادارة البعثات دائما تحملنا نتيجة اي خطأ من دون التركيز في اصل المشكلة وخير ما يوضح ذلك ما حدث أمامي إذ قالت الاخت الصراف لولية امر احد الطلبة الاصدقاء «انت ليش تودين ولدك كندا؟» متجاهلة اهمية كلامها مسؤولة عن البعثات، ثم ألم تفكر في وقع هذا الكلام على ولية امر الطالب؟ فإذا كانت كندا وجامعاتها سيئة الى هذا الحد فلماذا نبتعث اليها؟ من هنا نرى أنه لا حساب للكلمة الملقاة من قبلهم علما بأن 80% من اكتشافنا للمشاكل يكون بمحض المصادفة.

الموضوعية غائبة

• هل هنا مشكلة في احتساب سنوات الدراسة بين الجامعات الكندية وادارة البعثات في وزارة التربية؟

يعقوب: لا توجد موضوعية للتخصص من قبل التعليم العالي فباعتقادهم ان طالب المعمار في كندا يدرس السنوات التي يدرسها طالب المعمار في اميركا او في الكويت فلم نجد تفصيلا او علما مسبقا بخطة الدراسة، ففي كندا ينهي الطالب تخصص المعمار في ثلاث سنوات يحصل بعدها على شهادة البكالوريوس ولذلك نجد مشكلة اخرى في طريقة احتساب سنوات الدراسة.

وعقبت بثينة: إن حسبة التعليم العالي غير اكاديمية فالتعليم في اغلب الجامعات الكندية 3 سنوات تعادل 4 سنوات دراسة في الكويت، ولكن التعليم العالي لا يعترف بذلك ويراه نقصا علما بأنه نظام تعليم ابتعثنا اليه من قبلهم، بالاضافة الى انهم يحتسبون سنوات الدراسة بعدد الوحدات، وهذا اجحاف، حيث ان المواد تختلف من كلية إلى أخرى وكذلك عدد الوحدات، وهناك خطة دراسية واضحة لجميع التخصصات تبين صحة استمرار الطالب مع عدد الوحدات والمواد المطلوبة لوضعه في السنة الدراسية المحددة له، من دون الحاجة إلى أخذ مواد زائدة او ناقصة وفقا لسنوات التخرج.

سنوات ضائعة

• علمت «الجريدة» ان هناك سنوات دراسة ضاعت عليكم فهل تحمّلان التعليم العالي المسؤولية؟

- أبو الحسن: بالطبع فقد درست سنة دراسية في الولايات المتحدة وبعد احداث 11 سبتمبر حولت بعثتي الى كندا، فاقترح التعليم العالي دراسة سنة في الكويت توفيرا للوقت، وبعد ذلك تُعادل المواد بالاضافة إلى «التوفل» الذي حصلت عليه من الولايات المتحدة، وبعد ان التحقت بالدراسة في كندا لم تحول مواد اميركا ولا التوفل، وكذلك لم تحول من مواد جامعة الكويت إلا مادتان ليس لهما علاقة مباشرة بالتخصص، فأنا شخصيا احمّل ادارة البعثات مسؤولية هاتين السنتين الضائعتين.

- بثينة: لقد قبلت عند التقديم على برنامج البعثات في بريطانيا تخصص «تصميم متاحف» وطلبت مني الموظفة البحث عن الجامعة ومراسلتها، لأن الادارة تعرف اسم الجامعة فقط! وفوجئت بعدها بطلب الجامعة البريطانية رسم متحف، فتوجهت إلى وكيل الوزارة المساعد آنذاك السيد احمد الدويسان، إذ طلب مني رسم «المركز العلمي» فأرسلته على البريد السريع وعلى الرغم من ذلك لم أقبل، واضاعت الادارة سنة دراسية كاملة من أجل تحويلي على الرغبة الثانية.

اتحاد الطلبة

• لماذا لم ينشأ اتحاد خاص لطلبة كندا يدافع عن مطالبكم؟

- يعقوب: بطبيعة الحال الاتحاد مسألة لا تعني التعليم العالي وانما المكتب الثقافي واتحاد الطلبة في الكويت فرع الجامعة هو المعني بهذا الامر، وقد طالبنا منذ ابتعاثنا وفقا للشروط المعنية الا ان الهيئة التنفيذية لم تقبل طلبنا علما بأننا تجاوزنا العدد المطلوب بكثير ولا نجد منهم إلا المماطلة دائما، وفي اعتقادي الشخصي أن الاسباب تبتعد عن الاكاديمية بل هي اسباب سياسية وهناك من يصب في مصلحتهم عدم انشاء فرع كندا.

الرواتب والمستحقات

• ماذا عن رواتبكم؟

- يعقوب: لنا قصة طويلة مع الرواتب ففي بداية ابتعاثنا كان يصرف لنا الراتب الشهري بالدولار الاميركي بقيمة 1500دولار ما يعادل 2050 دولارا كنديا وقد كان المبلغ كافيا الى حد ما، وانخفضت تلك القيمة الى ان وصلت 1700 دولار كندي وهنا بدأت مشكلتنا، فسعينا فيها الى ان حلت بعد اشهر ومن دون اثر رجعي، وبعد ذلك عانينا بسبب غلاء الاسعار، فطالبت جميع الاتحادات بزيادة نسبة المخصصات، وظللنا على اتصال بعلي العلي المسؤول عن متابعة هذا الامر في اتحاد اميركا والملحق الثقافي د.حسن ميرزا واستفسرنا منه عن تبعية الزيادة، حيث خصص 25% زيادة لطلبة اميركا ولم يصدر قرار لنا بذلك وقد طمأننا ميرزا بأن القرار سوف يشملنا وهو ما لم يحدث.

• إذن كيف وصلت رواتبكم الحالية إلى ما هي عليه؟

- لا يضيع حق وراءه مطالب، بالمطالبة الحثيثة، وقد ساعدتنا السيدة زينب الربعي المسؤولة في المكتب الثقافي في واشنطن، فماطل التعليم العالي كثيرا إلى ان وصلنا معهم إلى تخصيص زيادة قدرها 20% وهي لا تساوي ما خُصص لطلبة اميركا علما بأن الضرائب في كندا تفوق معدل الضرائب في اميركا، ومع ذلك ارتضيناها وشاهدنا الكتاب الرسمي، حيث يحتوي على تعويض مالي من شهر مايو حتى سبتمبر وطمأنتنا الاخت فاطمة من الادارة المالية بأن الكتاب ينقصه توقيع المسؤول ورجعنا الى كندا واخذ التوقيع وقتا غير متوقع الى ان وصلنا الايميل المعتبر من مرشدتنا في المكتب الكندي يقول «مبروك تمت الزيادة بنسبة 6.25% (أي ما يعادل 125دولارا)»، بالاضافة الى التلاعب في الاثر الرجعي ولا نعلم سبب إلغاء 14.75% وهو ما أشعرنا بأننا نتسول من ادارة البعثات في التعليم العالي، فاتجهنا الى مسؤولة اخرى في ادارة البعثات ووعدتنا خيرا مُقرة بأنها غلطة مطبعية ولا بد من تعديلها، وقد كان هذا في ديسمبر 2006 السابق وها نحن في سبتمبر 2007 ولم نر اي تعديل.

• هل من كلمة أخيرة؟

- بصراحة التعليم في كندا تعليم متميز جدا ونظامه فريد من نوعه وخاصة بالنسبة لنا لأننا حصلنا على هذه البعثة لتفوقنا، الا اننا كنا نتمنى ان تكون تجربتنا اجمل من ذلك بعيدا عن المشاكل التي لم نكن نحن السبب فيها بل تسببت بها ادارة البعثات، لافتقارها إلى المرونة في التعامل الاكاديمي الإحاطة بكل الأمور والمستجدات علما بأن التنسيق مع التعليم الكندي لا يحتاج إلى الكثير من المجهود لمحدودية الجامعات وشروطها.

راجع يعقوب ابو الحسن ادارة البعثات في «التعليم العالي» للحصول على بروشور خاص لبعثات كندا لأحد اقاربه فأعطته الموظفة المعنية «بروشور» خاصا للتعليم بأميركا، وذلك لعدم وجود بروشور خاص لكندا لحداثة البعثات... وما إن خرج من الادارة حتى وجد لوحة بروشورات يعلوها بروشور كندا بلون مميز!

علمت بثينة العصفور أن هناك طالبة وقعت في نفس مشكلتها، الا ان الطالبة تم ارجاعها الى كندا للدراسة بعد حصولها على شهادة التخرج وحجبت المعلومات الخاصة بهذه الطالبة من قبل المكتب الكندي لحساسية الموضوع.

back to top