وين رايحين؟!

نشر في 22-08-2007
آخر تحديث 22-08-2007 | 00:00
 أحمد عيسى

«الصايغ غيت» كشفت لنا فجوات معيبة في الدولة أهمها غياب مفهوم إدارة الأزمة على المستوى الرسمي، فمنذ ثلاثة أيام ونحن نتلقى تفاصيل القضية عبر وسائل الإعلام المختلفة ولم نستمع إلى بيان رسمي يقدم لنا معلومة موثقة،

سيبقى هذا الأسبوع الأكثر سواداً في تاريخ الكويت السياسي الحديث، فقد بدأ باعتقال جهاز أمن الدولة للزميلين بشار الصايغ وجاسم القامس، ويأبى أن ينقضي بعد غد من دون مروره على الذكرى السابعة لوفاة علم الدفاع عن الحريات المرحوم سامي المنيس والتي تصادف غداً الخميس.

جهاز أمن الدولة جامح وخارج سيطرة الدولة، ويعاكس نظام وطن جُبل على احترام مواطنيه وحرياتهم، وأدلتي مواقفه من القوى الوطنية خلال تعطيل الدستور عام 1986 الذي انتهى بالغزو العراقي، واعتقاله مراسل العربية عادل عيدان وتعذيبه والزميل غانم السليماني، وقبلهما شباب الوسط الديموقراطي، وبعدهم وفاة رئيس خلية «أسود الجزيرة» عامر خليف خلال جلسة تحقيق معه على يد ضباطه، ثم امتناع وكيله المساعد تنفيذ قرار وزاري بتعيين مدير عام لإدارته العام الماضي، الأمر الذي يبين أن قضية الزميل بشار الصايغ ليست إلا محطة جديدة يقف عندها قطار جهاز أمني يعمل بمعزل عن القانون ومواد الدستور، ومآسيه دائما تمر من دون محاسبه.

«الصايغ غيت» كشفت لنا فجوات معيبة في الدولة أهمها غياب مفهوم إدارة الأزمة على المستوى الرسمي، فمنذ ثلاثة أيام ونحن نتلقى تفاصيل القضية عبر وسائل الإعلام المختلفة ولم نستمع الى بيان رسمي يقدم لنا معلومة موثقة، كما دشنت هذه الفضيحة فصلاً جديداً لمعركة صراع إدارة الدولة، يقود فريقها الأول المطالب بإعمال القانون واحترام الحريات، والآخر تمترس خلفه جميع مناوئي الاول، والتزم مجلس الوزراء الحياد كدأبه دائما عند المنعطفات الحاسمة التي تعبرها بلادنا.

أختم، مستذكرا المرحوم سامي المنيس الذي أفنى عمره بين رئاسة «طليعته» ولجنة الحريات الصحافية باتحاد الصحافيين العرب، حاملاً معه ملف حقوق الإنسان وكرامته أينما حل وارتحل، لكن رغم عضويته في ستة فصول تشريعية، وانتمائه الى تجمع وطني فقد قدَّم الكويت قبل مصالح أعضائه، جافته الدولة منذ وفاته ولم تخلد ذكراه حتى بإطلاق اسمه على شارع مهمل، وهو الذي نال بعد وفاته جائزة شخصية العام الإعلامية من نادي دبي للصحافة، تجسيداً لقناعة كويتية مفادها أن التكريم دائماً يأتي من الخارج!

... «بو أحمد» بقدر ما يؤلمنا غيابك، لانزال نستذكر كلماتك الأثيرة، وكأنك بيننا حتى الآن، فنحن سيدي كمواطنين بسطاء مثلك تماماً لانزال نجهل «وين رايحين»!

back to top